العيدُ فى تركيا…وحزبُ إبادةِ المصريين
بقلم المستشار
عماد ابو هاشم
رئيسُ محكمةِ المنصورةِ الإبندائيةِ
وجدتُ فى نفسى رغبةً شديدةً لصلاةِ العيدِ بجلبابٍ أبيضَ كعادتى فى مصرَ ، و بعد الصلاةِ دُعيتُ لحفلٍ بمدينةِ إزميت أعدَّه حزبُ العدالةِ والتنميةِ الحزبُ الحاكمُ بتركيا بمناسبةِ عيدِ الفطرِ المُباركِ و حضره وزيرُ الصناعةِ التركى ، أخذ الحضورُ فى تبادلِ التهانى والمصافحةِ والدعاء بإعاده أيامِ العيدِ على المسلمينَ باليُمنِ والبركاتِ ، بالمناسبةِ للآنَ لم ينُشئْ السيسى حزبًا يحكمُ مصرَ بالحديدِ والنارِ من خلالِه كما حكمَ المخلوعُ مباركُ مصرَ مِنْ قبلُ ، هل سينشئُ الطاغيةُ حزبًا سياسيًّا يَتَرَأَّسُه ، أم سيكتفى بالمجلسِ العسكرىِّ يجعلُ منه حزبًا مُستَتِرًا لتنفيذِ سياسةِ التخريبِ التى بدأهَا دونَ أن يحاسبَه أحدٌ . فى رأيي أن فكرةَ الحزبِ السياسيِّ بعيدةٌ كلَّ البعدِ عن تفكيرِ السيسى ؛ لأنها ستُحجِّمُ ترسانتَه العسكريةِ ، وستُخضِعُه – ولو فى الظاهرِ – لمسلماتِ وأعرافِ الشارعِ السياسىِّ التى لا يعرفُها ولا يحبُّها ولا يريدُها من الأساسِ ، وستُعيدُ مِنْ جديدٍ بعضَ المصطلحاتِ التى لم يعدْ لها ذكرٌ فى الشارعِ المصرىِّ كالديمقراطيةِ والمواطنةِ وغيرِ ذلك من المفاهيمِ المرتبطةِ بالعملِ الحزبىِّ من منظورٍ سياسىٍّ ، والتى غابت بانقلابِ يوليو الغاشمِ ، إن فكرةَ الحزبِ السياسىِّ فكرةٌ ليست فى صالحِ السيسى ، لكن ماذا لو فاجأنا الرجلُ بحزبٍ ” سيساوىٍّ ” جديدٍ ؟ أعتقدُ أن أولى أهدافِه ستكون هى إبادةُ الإخوانِ المسلمين ، ولأن هلعَ ورعبَ السيسى من الإخوانِ المسلمينَ جعلَه يظنُّ أن كلَّ المصريينَ من الإخوانِ المسلمينَ ؛ لذا فإن حزبَه الجديد سيُكرِّس جهودَه لإبادةِ المصريينَ ، وربما سُمِّىَ ذلك الحزبُ بحزبِ إبادةِ المصريينَ .