الأرشيفتقارير وملفات إضافية

بعيدا عن السياسة—الانسان القرد

بقلم الأديب الكاتب
محمد عبد الله زين الدين

 

المتحدث الإعلامى للمنظمة فرع مصر
وقف الطفل امام الجبلاية في حديقة الحيوان وهو مشدوه باسم تستميله قفزات القرود والنسانيس هناوهناك وقد استرعى انتباهه مجموعة من القرود ممسكة بهر لاستطيع الفكاك منهم اوقعه حظه العاثر بين ايادي اولئك القرود الملاعين يهمزونه ويجذبون ذبله , وكلما هم بالفكاك منهم اعادوه سيرته الاولى بينما الطفل يضحك من المشهد الفكاهي المفارق الا ان الهر في النهاية يستطيع بكل مكره ان ينساب ويطلق لروحه العنان لتسابق الريح ويفل من بينهم باعجوبة .
حدث ذلك المشهد منذ زمن بعيد وحفرت تلك اللقطة في مخيلة طفلنا النابه , ولم يدري لماذا تداعى ذلك المشهد الى ذاكرته حينما ادركه النضج وبدأت تلوح له آيات النبوغ بتأملاته المتلاحقة والتطلع الى جزئيات ومفردات الحياة حتى وهو يطالع بعض الكتابات ومنها ما ساقت له الصدفة البحتة ان تقع في يده وهي كتابات تكلمت عن فلسفات منها ماهو علمي جزئي موضوعي مثبت باحتمالية اطلاق البرهان ومنها ماهو تأملي فكري ذاتي مرسل ليس له من اثباتات بأدلة تقوي عضده ومن هنا كان ثم متاهات لنظريات في مختلف النواحي مابين هذه وتلك الا ان الذي يحسم الامر في النهاية هو العلم بنظرياته الاحتمالية والتي قد ترقى لمستوى الاطلاق المؤقت ذلك لأننا نعلم ان هناك احتمالية لكل نظريات العلم المحملة على متن سفينة فرنسس بيكون وشروط التجربة بيقين لايأتيه الذاتية من بين يديه ولا من خلفه ومن ثم كان رفض اي نظرية او فكرة لاتقوم بوضوح على شروط تجربة فرنسس بيكون .
وبالتالي كان رفض كل ماجاءت به نظرية النشوء والارتقاء لدارون وتطوره البشري واصل الانواع , فالامر بات اذن واضحا لكل ذي عقل موضوعي ان برفض تلك النعرات باطلاق ,حتى مع تطابق الجين الوراثي بين القرد والانسان , فكم من جينات تشابهت بين انواع المخلوقات وهي لاتنحدر من نفس السلالة المتسلسلة , الا ان يد الخالق قد اتمت خلقها من نفس القماشة ولا ضير في ذلك الا ان التنوع في الخلق من حيث الشكل واللون لهو مظاهرة صاخبة تهتف بوحدة الخالق مثلما كانت وحدة الصنعة , ونؤكد مرة اخرى انه ليس هناك اي تعارض في ان يتم خلق الانسان من نفس خلية الكائنات الاخرى فالجسم الحي قد خلقه الله من الطين شكلا وتكوينا ثم من نفس الخلية .
أي ان الله تعالى قد استخدم نفس المادة الخام في خلق آدم وهي نفس الخلية التي خلق الله بها باقي الانواع وحتى ان تطابقت البصمة الوراثية DNA , ان يد الخالق قد اتمت خلق الانسان من نفس الحيثية التي تمكن لوجود كائنات اخرى شبيهة , والجدير بالذكر انه لا وجود اذن لتسلسل بين الانسان وباقي الكائنات ومنهم بالطبع الجامبانزي ، والا فلماذا لم تتطور باقي القردة والجامبانزيي وظلت طوال الاحقاب ثابتة كماهي ؟ !!.
فالانسان هو الانسان وهو بشكله الحالي والجمبانزي كماهو ايضا , والملاحظ هنا لماذا لم يتطور الانسان تطورا آخرالى ابعد من شكله المتعارف عليه منذ البداية ؟!! اذا كان هناك تطورا !! ام ان التطور قد توقف من احقاب بعيدة ؟ !! فان كان هناك تطورا فلا ينبغي اذن ان يتوقف عند حد واحد وليس في الذكاء والتفكير فحسب بل في الشكل ايضا ؟ !!
أهناك حلقة مفقودة بين الجامبانزي والانسان !! ؟ الاجابة ب لا وانه لم ولن يتم ايجادها لانها اساسا غير موجودة الا في عقول الافتراضيين فقط , ان الانسان قد خلقه الله في احسن تقويم , والله تعالى يذكر العكس هو الصحيح ان الانسان حينما يصاب بلعنة الله والطرد من رحمته يهبط درجات ويتحول لشكل الخنازير و القردة مثل السامري , وقد نعاصر مستقبلا من يتبنى نظرية بأن الانسان اصله خنزير لتشابه خلايا النوعين والتشابه احيانا بين شكل البعض الموتور والخنزير !! اليس مفترضا لذلك تحت مسمى اطلاق البحث العلمي !!

سمير يوسف

أول صحفى فى النمسا منذ سنة 1970 عمل فى الصحافة وعمره 18 سنة فى جريدة الجمهورية والمساء وحريتى ثم الجرائد الألمانية دير إشبيجل وفى النمسا جريدة الإخو تسليتومج لمدة عشرون عاما وفى سنة 1991 اصدر اول صحيفة باللغة العربية والألمانية وهى جريدة الوطن لمدة 11 سنة ، عمل مراسل جريدة الجمهورية والمساء فى النمسا لمدة 31 سنة.

‫3 تعليقات

  1. هذا دليل عملى ومنطقى على التنوع مما يثبت عظمة الخالق يقول التاويون أتباع تاو تسو Tao Tsu إن الله خلق المادة من العدم وخلق الأشياء كلها من هذه المادة وهذا طبعا يدعونا للتفكير فى عظمة الخالق فهى مادة واحدة خلق منها كل الكائنات ومع ذلك كل كائن له خصائصه ولا تطور على الإطلاق فى تصميم الكائنات وهو دليل على وحدانية الخالق لأنه لوكان هناك خالق آخر لظهر له خلق آخرمخالف وإلا كان أحدهما عالة على االآخر وأصبح الثانى تابعا للأول وليس إلها مبدعا إنما مقلد ولاشك أن الإنسان قد يذهب بعقله بعيدا عن الحقيقة تجرفه الظنون والأوهام ولأجل ذلك وضع العلماء قانونا إذا تخطاه الباحث وقع تحت نصل النقد الممزق لكتاباته هذا القانون هو عدم كتابة أى شيىء بدون دليل علمى ومنطقى فإذا إفتقد الدليل العلمى صار كلامه عبثا ولذلك سقطت نظرية داروين أمام أدلة البحث القوية ولم تتمكن من الصمود فالقط المسكين ظل قطا ولم يتحول إلى اسد ولن يتحول ولا بعد ألف سنة ورجل الغابة ظلت أصوله قردية يحكيها تفاصيل العظام رغم التشابه الكبير بينه وبين الإنسان
    هذا مقال جيد يفرجنا بأديبنا متعدد المواهب نحن ننتظر منك الكثير ايها الديب النابه

  2. والله لي الفخر ان تحضر لتحليل مقالي , وكما يقال اذا حضر الماء بطل التيمم , ولايفتى علميا والاستاذ الدكتور عبد الفتاح المصري في المدينة ام قل في الاكاديمية وتلك قناعاتي تحياتي لشخصكم الوقور .

  3. السلام عليكم ورحمة الله
    المقال ليس بعيد عن السياسة كما يشي العنوان
    فالملعون بالهبوط عن النمط البشري قد يصير قردا او سيسي
    وان كانت ملاحظة توقف التطور تهدم نظرية التطور من اساسها
    فإن توقف نمو مجتمعاتنا منذ عقود طويلة يؤكد انعدام الصلة الجينية بين العسكر والحكم الرشيد
    مقال ثري .. وعذرا ان نحى التعليق منحى بعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى