
تقرير اعداد
الدكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
كثيرا ما تُختَزل سير القادة في الذاكرة الشعبية بأحداث معدودة تُستَنبط منها صفاتهم وطموحاتهم. تُضَخم تلك الأحداث وتُسطح ويُعاد تفسيرها حسب الحاجة. يصعب استحضار شخصية الملك فيصل دون الرجوع الى الرواية الكاذبة لقطع النفط عن أوروبا والولايات المتحدة التي انطلقت شرارتها مع بدء حرب أكتوبر في العاشر من رمضان من عام 1393هـ الموافق للسادس من أكتوبر من عام 1973. تخفي الرواية المنتشرة أكثر مما تظهر وتنقل معها سردًا مشوّها للتاريخ.
أتاح مشروع ويكيليكس مؤخرا أكثر من مليون وسبع مئة ألف برقية توثّق مراسلات السفارات الأمريكية ولقاءاتها واستراتيجيتها وتحليلاتها في حقبة السبعينيات. تعد تلك البرقيات مرجعا ثريا وسردا دقيقا يساعد على فهم كواليس السياسة الحديثة، ولعل أهم حدث على الصعيد العربي في تلك الفترة كان حرب أكتوبر. راجعت مئات من تلك البرقيات وفيما يلي سرد للدور الكامل للسعودية في الحرب وقطع النفط.
المملكة العربية السعوديّة التي تريد فرض نفسها كأقوى لاعب إقليميّ في الشرق الأوسط، من خلال قيامها بتحالفات عسكريّة، معنيّة بشكل مباشر بهذا التدهور؛ فقد طرحت – قبل سنوات – على إسرائيل مبادرة للسّلام يعتبر بموجبها الصراع العربيّ الإسرائيليّ «منتهيًا»، إن وافقت عليه إسرائيل، حسب نص المبادرة.
في السطور التالية نستطلع كيف تعاملت المملكة العربيّة السعوديّة مع القضيّة الفلسطينيّة والصّراع العربيّ الإسرائيليّ، ونبيّن تدخّلاتها التي صبّت عكس مصلحة القضيّة في كثير من المحطّات التاريخيّة.
الملك فيصل وحرب اليمن وطلبة من إسرائيل احتلال سيناء لهزيمة عبد الناصر فى اليمن
قد يُفاجئ التغيّر الأخير في السياسات السعوديّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة الكثيرين، لكن لو اطّلعنا على تسلسل الأحداث، وتاريخ تعامل النظام السعوديّ في الغرف المغلقة، وما تكشفه الوثائق السريّة؛ فسنجد أن هذه النتائج التي نراها اليوم هي وليدة تراكمات تاريخيّة، وتطبيع هادئ، كان يتمدّد منذ سنوات.
وثيقة طلب الملك فيصل من اسرائيل بمهاجمة سيناء واحتلالها لإزال عبد الناصر