مسلسل أرطغرل تشويه وتزوير للتاريخ

بقلم الناقد والمحلل السياسى

شوقي محمود
الأربعاء 20 نوفمبر 2019
فيينا – النمسا

لا تستهويني المسلسلات والأفلام -ولاسيما التاريخية منها- لأن التاريخ لا يُستقي من القصص الفنية التي تعتمد علي الإثارة والتشويق، مما يستلزم استحداث مواقف وأحداث ملفقة لجذب انتباه المشاهد!!

المعادون للإسلام وراء فيلم “الناصر صلاح الدين”!!

منتجو الأفلام عادة يرفضون إنتاج الأفلام التاريخية والحربية بسبب تكلفتها الباهظة، ومردودها المادي لا يغطي تلك التكاليف، وذلك بسبب عزوف الجماهير عن تلك الأفلام!!
أما فيلم “الناصر صلاح الدين” فقد أُنتج عام 1963، وبلغت تكاليفه 200 ألف جنية، وهذا مبلغ ضخم للغاية أنذاك!!
فلماذا يُجازف المنتج بإنتاج مثل هذه الأفلام، مع أن الخسارة المادية محققه؟!

لم أشير هنا إلي السموم التي احتواها فيلم “الناصر صلاح الدين”، إنما أتناول فقط إلي الخلفية العقائدية للقائمين علي هذا الفيلم وهم:
– الإنتاج: أسيا، اسمها الحقيقي (ألماظة بطرس داغر) كاثوليكية لبنانية، وسار علي دربها ابنة شقيقتها ماري كويني (مارى بطرس يونس).

– الإخراج: يوسف شاهين (يوسف جبرائيل شاهين) مسيحي كاثوليكي، أبوه لبناني الجنسية، وأمه يونانية.
– القصة: يوسف السباعي: ضابط بالجيش، ثم وزيراً للثقافة في عهد السادات، ثم رئيساً لتحرير العديد من المؤسسات الصحفية الحكومية، من ضمن مؤلفاته قصة “نائب عزرائيل” وتروي قصة شخص أُخذ بالخطأ إلى الدار الاخرة!!
– السيناريو: عبد الرحمن الشرقاوي (بمساعدة نجيب محفوظ وعز الدين ذو الفقار)، الشرقاوي كان يسارياً ورئيساً لتحرير مجلة “روزاليوسف” التي كانت وكراً لغلاة الشيوعية!!
كتب الشرقاوي كثير من المؤلفات “الإسلامية” التي تنضح بالسموم منها: “الحسين ثائراً”، “علي إمام المتقين”، “أئمة الفقة التسعة” … أهم جائزة حصل عليها الشرقاوي هي جائزة “لينين للسلام” من الحكومة السوفيتية!!

هؤلاء هم فريق عمل فيلم “الناصر صلاح الدين”، فهل يتوقع من الصليبيين العرب (ومن شايعهم) أن يكونوا منصفين مع أحد أبطال الإسلام وقاهر الجيوش الصليبية الأوروبية التي كان “بليسيد إيجين الثالث” بابا الفاتيكان الداعم الرئيسي لها؟!!

اعتراف بتزييف الحقائق في مسلسل أرطغرل!!

مسلسل “قيامة أرطغرل” بدأ بثه في 10 ديسمبر 2014، و 5 أجزاء بمجموع 150 حلقة..
وبثت الحلقة الأخيرة في 29 مايو 2019… ولهذا احتوي المسلسل علي الكثير من التزييف والتشويهه من أجل زيادة عدد الحلقات وأهداف أخري!!
القائمون علي المسلسل اعترفوا بهذا التزييف، حيث جاء بموقع “قيامة أرطغرل ‏Diriliş: Ertuğrul” التالي:
“المسلسل فيه الكثير من الوقائع التاريخية العامة الخاصة بقبيلة قايي وتنقلاتها، ولكن أغلب الأحداث التفصيلية للمسلسل هي من الوقائع الدرامية غير التاريخية من وحي خيال وإبداع الكاتب والمنتج التركي محمد بوزداغ”!!
Ertuğrul’un diriliş serisi, Kai kabilesi ve hareketleri hakkında birçok genel tarihsel gerçek içeriyor, ancak dizinin ayrıntılı olaylarının çoğu, Türk yazar ve yapımcı Mehmet Bozdağ’ın hayal gücü ve yaratıcılığından ilham alan tarihsel olmayan dramalar.

وكالة الأناضول: 3 مليار شاهدوا مسلسل “قيامة أرطغرل”!!

في 6 نوفمبر 2018 نشرت وكالة أنباء الأناضول التركية تقريراً حول مسلسل “قيامة أرطغرل” جاء فيه:
“عدد مشاهدي المسلسل 3 مليار شخص، وتُرجم إلي 25 لغة، وعُرض في 85 دولة منها: روسيا وإيران ورومانيا وبلغاريا وصربيا والمجر واليونان وجورجيا”!!
ما جاء في هذا التقرير يتضمن أرقاماً وإحصائيات لا تستند إلي أدلة، فضلاً أن عدد المسلمين في العالم لم يتجاوز 1,8 مليار نسمة (حسب إحصاء 2017)، إذا افترضنا أن المسلمين في كافة أنحاء الأرض قد شاهدوا المسلسل!!
كما أن الدول المشار إليها، معظمها يكن عداوة متجذرة -تُدرس في مناهج التعليم- للأتراك والخلافة العثمانية!!

قايي وقبائل الإيغور

شعب الإيغور أصوله تركية ويضم 24 قبيلة، وتحتل قبيلة قايي Kayı boyu رقم 15 في ترتيب تلك القبائل، وكانت تعيش بمنطقة “أورال ألتاي” -كازاخستان حالياً- حيث أقام الإيغور دولة تركستان الإسلامية في أسيا الوسطي، الجزء الغربي منها قُسم فيما بعد إلي كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، واحتلت الصين الجزء الشرقي من تركستان وأطلقت عليه إسم “شينجيانج”!!
ينحدر من الإيغور شعوب تركيا والبلقان وأذربيجان وتركمانستان وقبرص الشمالية، وكذلك جاجاوزيا (جزء من مولدوفيا).
واضطرت قبيلة قايي -كحال كثير من قبائل الإيغور- للرحيل في اتجاه الغرب فراراً من حروب التتار.

من هو والد أرطغرل: “سليمان شاه” أم “كوندوز الب بن كوك”؟!

بحسب بعض المؤرخين الأتراك ومنهم: (عاشق باشا زاده: المتوفي عام 1484م)، و(إدريس البتليسي 1520م)، و(لطفي باشا 1541م) يؤكدون أن والد أرطغرل هو سليمان شاه…. ولكن هؤلاء اعتمدوا في مصادرهم علي مايتردد بين الأجيال، وليس على الحقائق التاريخية!! وتقول تلك الروايات أن “سليمان شاه” مات غرقاً بنهر الفرات، ودفن بجوار “قلعة جعبر” بمحافظة الرقة السورية.

ولكن أغلبية المؤرخين الأتراك ومنهم: (أحمدي توفي عام 1412م) و(كاراماني محمد باشا 1481م) و(روحي 1522م) يرجحون أن والد أرطغرل هو “كوندوز ألب بن كوك”، وكان علي رأس قبيلة قايي في رحلة البحث عن وطن جديد، وقد منحهم السلطان علاء الدين كيقباد منطقتي “قراجا داغ” وقيزيلجا سراي أوز -قرب أنقرة حالياً- وهناك توفي كوندوز الب… وما يؤيد ذلك وجود ضريح حالياً باسم “كوندوز الب” بالعاصمة التركية في منطقة بي بازاري القريبة من المنطقة السابقة!!

أرطغرل وأبنائه

قبيلة قايي أنجبت أبرز قادة الفتح الإسلامي منهم أرطغرل، وولد عام1191م بمدينة سكود بالأناضول ومات سنة 1281م عن عمر ناهز 90 عاماً، وأبنائه هما:
– سارو باطو صاووجي ‏Saru Batu Savcı وقتل في موقعة دومانيتش ضد الروم البيزنطيين عام 1287م.
– الإبن الثاني عثمان الأول Sultan Osman مؤسس الدولة العثمانية (عام 1299م- 1453هـ)
– جندوز ألب قيل أنه الإبن الثالث لارطغرل، ولكن لا دليل علي ذلك، كما أن حليمة زوجة أرطغرل لم تنجب سوي سارو باطو صاووجي وعثمان الأول.

ابن العربي أم ابن عربي؟!

ظهر في المسلسل شيخ عليه تاج الوقار، وينطق بالحكمة لسانه (أدي دوره الممثل التركي عثمان صويقوت)، وهذه الشخصية هي أخطر ما في المسلسل، حيث أُريد من خلالها تلميع أحد عتاة الصوفية، وهو ابن عربي، ولد عام 558هـ في مدينة مُرسية بالأندلس، وتوفي عام 638هـ بدمشق عن عمر 80 عاما!!
وهنا لا بد من التفريق بين كل من:
– أبو بكر محمد بن عبد الله الإشبيلي، الإمام المالكي المذهب، الملقب بـ (القاضي أبو بكر ابن العربي).
– محيي الدين محمد بن علي بن محمد الطائي، الشهير بـ (محيي الدين ابن عربي).
الأول: (ابن العربي المالكي) أحد علماء الأندلس المشهود له بالفضل والمكانة العلمية، وتزخر المكتبة الإسلامية بمؤلفاته ومنها: “أحكام القرآن” و”العواصم من القواصم”، و”عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي” و”الناسخ والمنسوخ” و”شرح الموطأ” و”ترتيب الرحلة للترغيب في الملة” وغيرها.
وابن العربي المالكي ليس المقصود بشيخ “أرطغرل” في المسلسل، حيث أنه توفي عام 543هـ، أي قبل ولادة أرطغرل بأكثر من 40 عاما. كما لم يثبت أنه سافر إلى حلب أو الأناضول.
الثاني: (ابن عربي الصوفي) من غلاة الصوفية وسبق أن سافر إلى حلب وقونيا (عاصمة الدولة السلجوقية)…

لا علاقة بين أرطغرل وإبن عربي!!

في المسلسل يحاول المؤلف إثبات وجود علاقة حميمة بين أرطغرل وابن عربي، ولكن لا توجد أي دلائل علي وجود هذه العلاقة، فإبن عربي مات عام 638هـ أي بعد وفاة سليمان شاه بعامين فقط، كما أنه عاش في دمشق سنوات عمره الأخيرة (15 عاماً)، أي أنه لم يتقابل مع أرطغرل!!

بضاعة ابن عربي: الشعوذة والتاريخ المزيف والأحاديث الغير صحيحة!!

> الإيحاء بأن أرطغرل لم ينتصر إلا بمعجزات وخوارق ابن عربي، ومنها: قصة الصندوق وما فيه من أسرار، والسترة القماش التي أخرجها منه وألبسها أرطغرل لتعصمه من الموت في المعارك، وشفاؤه من السم بنفخة وصلته من ابن العربي رغم أنه بعيد عنه!!
وهنا ينطبق قول الإمام الشافعي: ” إذا رأيتم الرجلَ يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به، حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة” (طبقات الشافعيين: لابن كثير، ص32).
– قبل الذهاب لقتال الصليبيين في قلعة فرسان الهيكل، منح ابن عربي أرطغرل تميمة يعلقها حول رقبته لتحميه من مخاطر الأعداء، مع أن رسول الله ﷺ قال:
“من علق تميمة فقد أشرك” حديث صحيح رواه أحمد.
– حين وقع أرطغرل في أسر نويان -بحسب المسلسل- وأثناء تعذيبه جاءه ابن عربي في المنام يبشره بالنصر علي المغول ويشد من آزره، ويسقيه شربة ماء باردة.. وقد تحققت مزاعم ابن عربي!!

> في المسلسل أيضاً يستشهد ابن عربي بالأحاديث الغير صحيحة المنسوبة إلي النبي صلي الله عليه وسلم ومنها: “سيد القوم خادمهم”، الحديث أورده الخطيب البغدادي في تاريخه، ولكنه حديث لا يصح، كما جاء في “السلسلة الضعيفة” للألباني.

> من الحكايات التي كان ابن عربي يرويها للمحاربين، قصة حرق طارق بن زياد للسفن التي نقلت الجيش الإسلامي من المغرب إلي أرض الأندلس!!
وتزعم القصة أن طارق بن زياد أحرق السفن التي عبر بها إلي الأندلس حتي يُحَمِّس الجيش على القتال، وقد قال لهم: “البحر من ورائكم والعدوُّ من أمامكم، فليس لكم نجاة إلاَّ في السيوف”!!
وهذه قصة مختلقة ولا أساس لها من الصحة للأسباب التالية:
1: المصادر الأوربية أشاعت هذه الفرية لتبرير سبب انتصار 12 ألفً فقط هم قوام الجيش الإسلامي على مائة ألف فارس من النصارى في بلادهم وفي عقر دارهم، بموقعة وادي برباط (92 هـ – 711م)… ولم يستوعب هؤلاء قول الله تعالي:(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

2: القائد العسكري المحنك لابد أن يضع خطة لانسحاب الجيش في حالة عدم القدرة علي القتال، كما قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَار، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير)
الله تعالي استثني الذين ينسحبون من القتال استعداداً لجولة جديدة، أو الانحياز إلي جماعة المسلمين، من عقوبة الفرار من القتال.
3: هل تعمد طارق بن زياد تجاهل الأحكام الشرعية في هذا الصدد، وأصر علي قطع خط الرجعة علي جيش المسلمين؟! لو فعل ذلك لوقع تحت طائلة المحاسبة من جانب أميره موسي بن نصير ومن الخليفة الوليد بن عبد الملك، ومن علماء المسلمين!!
4: السفن لم تحرق، بل عادت إلي المغرب لتحمل موسي بن نصير ومعه 18 ألف مقاتل لتحملهم إلي الأندلس مرة أخري، لمؤازرة طارق بن زياد في استكمال فتح الأندلس.
5: الجزء الأكبر من السفن كان مستأجراً من حاكم سَبْتَة يُليان، وبالتالي لا يجوز إتلافها.

كان الأجدر بإبن عربي معرفة حقيقة هذه القصة لأنه من أهل الأندلس!!

أقوال العلماء في عقيدة صاحب “فصوص الحكم”!!

كشف ابن عربي عن عقيدته الفاسدة في كتاب (فصوص الحكم)، وفند علماء الإسلام أباطيله، وكلما ذهب إلي مكان واجهه العلماء يفندون ضلالاته وعقيدته الفاسدة، فكان الهروب والترحال من بلد إلي بلد صفة ملازمه له، فمن إشبيلية حيث نشأ إلي غرناطة، ومن ثم إلي فاس والقاهرة ومكة والموصل وبغداد وحلب وقونيا ودمشق!!

– يقول ابن تيمية: “وهؤلاء موهوا على السالكين التوحيد الذي أنزل الله به الكتب وبعث به الرسل، والإتحاد الذي سموه توحيدا وحقيقته تعطيل الصانع وجحود الخالق، وإنما كنت قديماً ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه مارأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنة والمحكم والمربوط والدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك، ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده، ولم نطالع “الفصوص” ونحو ذلك وكنا مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق، فلما تبين الأمر عرفنا مايجب علينا”.
(مجموع الرسائل والمسائل ج1 ص179)
– ويقول عنه ابن كثير في (البداية والنهاية ج 13 ص 182): “وله كتابه المسمَّى بـ (فصوص الحكم) فيه أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح”.
– وفي كتاب (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين: ص87) قال الحافظ أبو زرعة العراقي: “لا شكَّ في اشتمال (فصوص الحكم) المشهورة على الكفر الصريح الذي لا يُشكّ فيه، وكذلك (فتوحاته المكية)، فإن صحَّ صدور ذلك عنه واستمر عليه إلى وفاته فهو كافر مخلَّد في النار بلا شكٍّ”.
– قال العز بن عبد السلام: “هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا” (سير أعلام النبلاء 23/48).
– قال الحافظ ابن حجر: “وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي، فبادر بالجواب: هو كافر”. (لسان الميزان4/318).
– قال الإمام الذهبي: “ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص، فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر”. (سير أعلام النبلاء 23/48).

سقطات مسلسل أرطغرل!!

وقع المؤلف والمخرج (محمد بوزداغ ومتين قوناي) في أخطاء شنيعة منها:
– إهمال وجود المسجد -القلب النابض للمجتمع- مع أن المؤلف والمخرج حرصا علي وجود كل شئ داخل القبيلة بما في ذلك السجن!!
والرسول ﷺ يرشدنا إلي أهمية المسجد، حيث كان أول ما قام به عند قدومه إلي المدينة الشروع في بناء المسجد، لأداء صلوات الجماعة وتربية الناس علي الكتاب والسنة، وغرس معاني التراحم، وحثهم علي الصبر عند البلاء، ووأد الفتن التي قد تقع….

– بحسب المسلسل تولت الأم هيماه زعامة قبيلة قايي عقب وفاة زوجها، وهذا كذب صريح، فلم تتولي امرأة قيادة قبيلة لا في الجاهلية ولا في الإسلام، إنما كان أرطغل خليفة لأبيه، بحسب أعراف القبائل بأن يكون الإبن الأكبر الوريث لأبيه في زعامة القبيلة.

– لا وجود لقبيلة دودورغا DODURGA: جاء في المسلسل أن قبيلة قايي هاجرت إلي الأناضول وعاشت في ضيافة قبيلة دودورغا، وأن سلمان شاه تزوج من إحدي نسائهم الأم هيماه خاتون!!
وبالبحث في سجل قبائل الإيغور لم أجد اسم قبيلة دودورغا DODURGA ضمن هذه القبائل!!

– في المسلسل يردد أرطغرل ومن معه دائماً أنهم يقاتلون الأعداء من أجل الحفاظ علي الدولة (دولة السلاجقة)، أو من أجل رفع الظلم عن المظلومين.. ولكن لم يرد علي لسان أحدهم الهدف الذي شُرع من أجله القتال في الإسلام، وهو “الجهاد في سبيل الله” و”القتال لإعلاء كلمة الله”!!
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله ﷺ عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية (من أجل القبيلة والعشيرة) ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله ﷺ: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” رواه البخاري ومسلم
– يكاد لا تخلو حلقة من المسلسل إلا والتذكير بضرورة التمسك بأعراف القبيلة، وكان الأولي الحث علي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

– القبيلة مجتمع عائلي متدين، وزعيم القبيلة قدوة لرعيته، ولكن كوركوت زعيم قبيلة دودورغا -بحسب المسلسل- كان علي علاقة أثمة بإمرأة تدعي أيتولون، ثم تزوجها وأن زوجته (أم توتكين) ماتت كمداً وغماً بعد أن علمت بهذه العلاقة، إلا أن كوركوت تزوج بالمرأة التي زني بها!!
والله تعالي يقول: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)!!

– بحسب المسلسل وقع الطفل “يغيت” شقيق السلطانة حليمة في الأسر لدي المغول، وأجبر علي كتابة رسالة يدعي فيها أنه السلطان الجديد للسلاجقة، فأصدر الوزير “سعد الدين كوبيك” أمراً إلي “سنجور تكين” (شقيق أرطغرل) بقتل “يغيت”، مع أن الله تعالي يقول: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
في تفسير هذه الآية نقل الطبري عن ابن عباس قوله: “فأخبر الله سبحانه أنه من كفر من بعد إيمانه: فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم، فأما من أكره فتكلم به لسانه وخالفه قلبه بالإيمان لينجو بذلك من عدوّه، فلا حرج عليه، لأن الله سبحانه إنما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم”.

– “مجلس السادة” في المسلسل أشبه بالبرلمان، حيث يتكون من وجهاء القبيلتين وتتخذ فيه القرارات بأغلبية الأصوات!! ومن القرارات التي اتخذها هذا المجلس اختيار تيكين رئيساً للمحاربين ثم زعيماً لقبيلة الدرورغا، واختيار جوندودو زعيماً لقبيلة قابي.. وقبل التصويت تم رشوة معظم أعضاء المجلس لإسقاط أرطغرل!!
وهذا كذب وافتراء، لأن اختيار زعيم القبيلة محسوم بالوراثة!!
وزعيم القبيلة لديه مجلس استشاري مصغر يضم أهل الدين والرأي، ولكن إتخاذ القرارات من صلاحيات شيخ القبيلة فقط.
ولا وجود في القبيلة لما يسمي “رئيس أو قائد المحاربين”، ولكن زعيم القبيلة يختار من بين المحاربين أحدهم كي يتولي مهمة محددة!!

حقيقة مقتل نويان علي أيدي أرطغرل!!

جاء في المسلسل أن “أرطغرل” قتل زعيم المغول “نويان”!! وهذا غير صحيح…. فمن خلال البحث في سير القادة العسكريين لجيوش التتار، وجدت اسم نويان يحمله اثنين وهما:
– الأول: كتبغا نويان: أحد القادة في الجيش التتري الذي استولي علي بغداد، كما شارك في غزو الشام، ولكنه قتل في معركة عين جالوت.
– الثاني: بايجو نويان: كان يدين بالنصرانية، وتولي قيادة الجيش المغولي في بلاد فارس (1230 – 1260) بتكليف من الملك المغولي أوقطاي خان، واستطاع بايجو نويان الانتصار علي السلاجقة عام 1243م في معركة “Kösedağ Muharebesi جبل كوسه” مما أدي إلي سيطرة المغول علي كافة أراضي الأناضول.
وجاء في “مجموعة الوثائق التاريخية الألمانية”
The historical document collection:
أن الوزير الفارسي المؤرخ “رشيد الدين رشيد الدولة الهمذاني” أكد إن بايجو نويان أُعدم عام 1260م بأمر من ملك التتار هولاكو.
It is unclear what happened to Baiju after that: when the Mongol force was heavily depleted by the departure of Hülegü in 1260, the force that remained was commanded by Kitbuqa. According to Rashid al-Din, Baiju was executed by Hülegü Khan due to failing to stop Golden Horde corps fleeing from Persia to Russia and Mamluks. His office was given to Chormagan’s son, Shiremun.

التتار بين أرطغرل وقطز

لم تذكر كتب التاريخ الموثوقة عن أي مواجهات عسكرية حاسمة خاضها أرطغرل مع المغول (التتار)، فبعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة (في 9 صفر 656هـ – 10 فبراير 1258م)، توجه المغول إلي الشام، فاستولوا علي كافة المدن والإمارات (من حلب شمالاً إلي غزة جنوباً).
ولكن معركة عين جالوت (25 رمضان 658 هـ – 3 سبتمبر 1260م) بقيادة سيف الدين قطز كانت تمثل الهزيمة الأولي للتتار، وبداية النهاية للمغول فبعد الانتصار الساحق استطاع الجيش الإسلامي بقيادة سيف الدين قطز من تحرير الشام بأكمله في أقل من 50 يوماً.

طرفان ووسط من تركيا!!

انقسم الناس حول تركيا وما يصدر عنها إلي ثلاث أصناف:
> الفئة الأول يمثلها موقع كردي يسمي بـ “عثمالي 3thmanly” اتخذ من مسلسل “أرطغرل” وسيلة للهجوم علي تركيا والإساءة إلي الرئيس أردوغان وإهالة التراب علي الخلافة العثمانية!!
وما ينشره موقع “عثمانلي” من أخبار كاذبة يعد مادة رئيسية لسهام الإعلام في كل من مصر والسعودية والإمارات!!
> الفئة الثانية: التعصب لتركيا وما يصدر عنها من أقوال أو أفعال، ولا يميز بين النقد البناء أو أخر هدام!!
> الفئة الثالثة “الوسط”: تشيد بالإنجازات، وتسلط الضوء علي مواطن الخلل بغرض الإصلاح….

إقتداءً بقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما وليًَ الخلافة فقال:
“أيها الناس إني وليًتُ عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنتَ فأعينوني، وإن أسأتَ فقوموني”.