ونحن نعتذرُ للسودان غدًا يحتفلون بعارهم……
بقلم
المستشار عماد أبوهاشم رئيس محكمة المنصورة
عضو المكتب التنفيذى لحركة قضاة من أجل مصر
_______________________________
يُوافقُ الغدُ الثالثَ والعشرينَ من يوليو (تموز ) ذكرى انقلابِ بقايا ميلشيا عسكرِ المماليكِ على فاروقِ الأولِ ملكِ مصرَ والسودان ، والذى على إثرِه انفصل السودانُ المصرىُّ عن مصرَ ، وبقيت مصرُ بلا سودانِها ، وأُقصِىَ السودانُ عن مصرهِ ، فُصِلَ التوأمانِ المُلتصِقانِ من الأزلِ عن بعضهما دون رغبةٍ منهما ، وأدت عمليَّةُ الفصلِ تلك إلى ألمٍ مازالت تئنُ منه أوصالُهما وإلى جرحٍ لم يندمل بعدُ .
لم يفعلوا ذلك فحسبْ ، بل لاحقوا أهلَنا فى السودانِ بإثارة الفتنِ والمؤامراتِ كدأبِ المماليكِ الذين كان لهم السَّبْقُ والأثرُ الأكبرُ فى بَلورة النظامِ العسكرىِّ المصرىِّ وتدشينِ أُسسه ومبادئِه بعد أن حكموا مصر – فى سابقةٍ لم يعرف التاريخُ لها مثيلًا – قرونًا عدةً استمرت حتى بعد الفتحِ العثمانىِّ لمصرَ حيث ترك العثمانيون لهم حكمَ الأقاليمِِ ومؤسساتِ الدولةِ ؛ لذلك وُلِدَ النظامُ العسكرىُّ فى مصرَ على أيديهم مُتحانسًا مع طباعِهم كعبيدٍ بِيعوا فى سوق الرقيقِ وجِىءَ بهم مِنْ بُلدانٍ ومِللٍ وجِنسيَّاتٍ شتى ، لا نعرفها ولا تنتمى إلينا أو ترتبطُ معنا بشيئٍ على الإطلاقِ ، فكان همَّهم الأكبر الوصولُ إلى السلطةِ والحفاظُ عليها بأىِّ شكلٍ وبأىِّ ثمنٍ ولو على حسابِ القيمِ والمبادئِ والمُثُلٍِ ، ومِنْ ثَمَّ نَشَأت العسكريَّةُ المصريَّةُ نشأةً غير شرعيةٍ على أيدى حكامٍ غير شرعييين وغير مصريين قائمةً على الخيانةِ والتآمر والرشوة المحسوبيةِ وكل وضيعةٍ وخسيسةٍ ، وتلك أخلاقُ العبيدِ وشيمُهم .
منذ فجرِ انقلابِ يوليو اللعين بدأ العسكرُ فى التخلى عن السودانِ ، وبدأ البكباشى عبدُ الناصر قائدُ الإنقلابِ استغلالَ ثقة السودانيين فى مصر وحبهم لشعبِها وإيمانهم بما كان يُطلِقه – وقتئذٍ – من شعاراتٍ كاذبةٍ فى تدبير الإنقلاباتِ والقلاقلِ والمؤامراتِ فى أرض السودان ، وتنفيذ أجندةٍ خارجيةٍ ورثها عنه خلفاؤه أودت إلى انفصالِ جنوبِه عن شَمالِه ، وستسمر إلى مزيدٍ من الحركاتِ الإنفصالِيَّةِ إذا لم يَفُق شعبُنا فى السودانِ مِن غَفوتِه ويفطن إلى التحركاتِ المصرصهيوأمريكية ضد وجدةِ أراضيه وسلامةِ مواطنيه .
لقد عانى إخوانُنا فى السودانِ من تآمر مماليكِ العسكرِ فى مصرَ عليهم قُرابةَ ستة عقودٍ مضتْ ، ذاقوا فيها منهم الأمرين ، وارتبطت كلُّ مصيبةٍ وقعت فى أرضِ السودانِ بهم ، لذلك أحمل للسودان الشقيق اعتذارَ وتَبَرُّأ شعبِ مصرَ من تلك الأفعالِ الخسيسةِ التى لا يرضاها ولا يقبلُها المصريون لإخوانِهم فى السودان ، وأدعوههم للحذر ، وأقول لهم هذا مافعله عبدُ الناصرِ بكم ، فما ظنُّكم بما سيفعلُه سغاحُ العسكرِ الجديدِ الذى قتل شعبه.
المستشار عماد أبوهاشم رئيس محكمة المنصورة – عضو المكتب التنفيذى لحركة قضاة من أجل مصر
مرحبا بالقضاه الشرفاء الاحرار , من سيطهرون القضاء , دخلتم التاريخ من اشرف ابوابه و غيركم ركبه العار