آخر الأخبار

آبي أحمد يحرج لجنة جائزة نوبل التي فاز بها، قرر أن يكسر مراسم تسليمها رغم مناشدة مسؤولين بالنرويج

توقعت لجنة جائزة نوبل في النرويج عندما اختارت رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لمنحه الجائزة، أنه سيثير جدلاً، ويبدو أن توقعاتها كانت صائبة تماماً. 

فرئيس الوزراء الإثيوبي يرفض التواصل مع وسائل الإعلام الدولية حين يتسلم الجائزة اليوم الثلاثاء، 10 ديسمبر/كانون الأول، في العاصمة النرويجية أوسلو، بل رفض حتى الرد على أسئلة الطلاب الصغار الذين يُمنحون عادة تلك الفرصة في فعالية تستضيفها منظمة «إنقاذ الطفولة».

حاولت لجنة نوبل جاهدة العمل على تغيير رأي آبي أحمد وتجنيبها إحراجاً كبيراً، لكن يبدو أنها لم تنجح، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Washington Post، الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول 2019. 

مدير معهد نوبل النرويجي وسكرتير اللجنة التي تمنح جوائز السلام سنوياً، أولاف نجولستاد، قال لهيئة الإذاعة النرويجية: «يرغب معهد نوبل ولجنة نوبل في أن يوافق آبي أحمد على عقد لقاءات مع الصحافة النرويجية والدولية».

كان نجولستاد قد سافر إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأسبوع الماضي، في محاولة لإقناع آبي بحضور مؤتمر واحد على الأقل من المؤتمرات الصحفية الأربعة التي تُنظم عادة خلال الحفل الذي يستمر ثلاثة أيام، والذي بدأ أمس الإثنين، لكن طلبه قوبل بالرفض.

قال نجولستاد: «لقد كنا واضحين للغاية في هذا الأمر، وأوضحنا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل موقفه يتسبب في مشكلات».

من جانبه، قال هنريك أوردال، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السلام في أوسلو، هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها أحد الحاصلين على جائزة نوبل للسلام تلقّي أسئلة خلال ثلاثة عقود على الأقل، إن لم يكن على الإطلاق.

جرت العادة على أن يُعقد مؤتمر صحفي في اليوم السابق لتسلم الجائزة، وتُجرى مقابلة واحدة رئيسية مع أحد المنافذ الإعلامية الكبرى (كان من المفترض أن تكون الجزيرة هذا العام)، ويُعقد مؤتمر صحفي في اليوم التالي لتسلم الجائزة مع رئيس الوزراء النرويجي. 

إلا أن آبي سيلقي فقط خطاب تسلم الجائزة كما هو مقرر اليوم الثلاثاء، ويأتي مع الجائزة حوالي مليون دولار، وميدالية ذهبية وشهادة.

ردَّت بيلين سيوم، السكرتيرة الصحفية لآبي على ما وصفته بأنها تفسيرات «خاطئة» لقراره.

قالت بيلين في بيان إنه «على المستوى الشخصي طبيعة رئيس الوزراء المتواضعة المتأصلة في ثقافتنا لا تتوافق مع جائزة نوبل ذات الطابع العام. يشعر رئيس الوزراء ببالغ الامتنان لمنحه الجائزة، وقد صرح سابقاً بأنه احتفال بنسبة 10%، ومسؤولية عليه بنسبة 90%، ليعمل جاهداً لتحقيق السلام، وهو ما يفعله كل يوم».

أضافت أن آبي أحد «أكثر رؤساء الوزراء الإثيوبيين الذين يسهل مقابلتهم والتحاور معهم حتى الآن، إلا أنه منذ توليه منصبه قبل عام ونصف العام، لم يعقد سوى حوالي ستة مؤتمرات صحفية، وعقد مقابلات قليلة جداً مع وسائل الإعلام الدولية».

حصل آبي، البالغ من العمر 43 عاماً، مثلما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قبل عقد من الزمن، على جائزة نوبل التي تُعد واحدة من أرفع الجوائز المرموقة في العالم في بداية ولايته الأولى، وهي إشارة إلى الآمال الكبرى التي يعقدها عليه العالم، وفقاً  للصحيفة الأمريكية.

فصحيح أن آبي تمكن من إبرام اتفاق سلام مع إريتريا المجاورة ببراعة، إلا أن الكثيرين اعتبروا ذلك إنجازاً متواضعاً. 

في الوقت نفسه، أدى تصاعد التوترات الإثنية داخل إثيوبيا إلى نزوح السكان من منازلهم بأعداد كبيرة، تفوق أعداد النازحين في أي بلد آخر في العالم خلال العام الأول لآبي أحمد في منصبه.

فضلاً عن ذلك، يشغل ائتلاف آبي الحاكم جميع مقاعد برلمان البلاد البالغ عددها 547 مقعداً، رغم أنه تعهد بإجراء انتخابات متعددة الأحزاب في العام المقبل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى