آخر الأخبار

آلاف المغاربة والجزائريين عالقون بالخارج.. محاصرون بـ”كورونا” في ظروف صعبة، ويتهمون بلادهم بتجاهلهم

لم يعد الآلاف من المغاربة والجزائريين يطيقون الانتظار، بعد أن وجدوا أنفسهم عالقين في عدد من بلدان العالم، إثر إغلاق رحلات الطيران بسبب انتشار فيروس كورونا، ومعاناتهم في بلدان أجنبية مع قلة الإمكانات المالية، ما دفعهم إلى الاحتجاج أمام سفارات بلدانهم في بعض العواصم العالمية.

العديد من مقاطع الفيديو تم تداولها في الساعات القليلة الماضية على نطاق واسع، عبر مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر العالقين المغاربة والجزائريين وهم يحتجون من “خدلانهم” من طرف سلطات بلادهم، من أجل العودة للديار بعد عدة أسابيع من الحصار في بلدان أجنبية، فيما لجأ عدد آخر منهم إلى الشارع للاحتجاج.

حسب مصادر إعلامية مغربية وجزائرية، فإن عدد المغاربة العالقين في دول أجنبية بسبب فيروس كورونا يُقدر بحوالي 27 ألف شخص، بينما يُقدَّر عدد العالقين الجزائريين في مختلف بلدان المعمورة بحوالي 32 ألف شخص.

أعيدونا لبلدنا اشتقنا إلى أبنائنا: هو شعار ردَّده الآلاف من المغاربة في عدد من القنصليات والسفارات المغربية في الخارج، مطالبين بضرورة تحرُّك السلطات المغربية من أجل إعادتهم لديارهم، بعد أكثر من شهر وهم عالقون في بلدان أجنبية.

وفقاً لصحيفة “هسبريس” المغربية، فإن عدداً كبيراً من المغاربة احتجوا “رغم سوء الأحوال الجوية وصعوبة التنقل؛ نظراً لبُعد بعض القنصليات في مدن فرنسية مثل ليل وديجون ومونبلييه وباريس وتولوز، وفي الجزيرة الخضراء بإسبانيا، والعاصمة التركية إسطنبول، وبدوسلدورف الألمانية، وفي الجزائر العاصمة ووهران وبلعباس.

صوت #مغاربة عالقين في الجزيرة الخضراء كيباتو في الزنقة يطالبون #الدولة تلقى لهم شي حل.

وفق المصدر نفسه، فقد “تمحورت شعارات المواطنين العالقين بالخارج لمدّة تناهز الشهرين بعد إغلاق المغرب جميعَ حدوده للحدِّ من انتشار جائحة “كورونا”، حول مطلب إعادتهم إلى أرض الوطن. وحُمِلَت لافتات تقول: “رجْعُونَا لبلادنا توحشْنا أولادنا”؛ أي أرجعونا إلى بلادنا فقد اشتقنا لأولادنا، وأخرى تطلب من ملك البلاد التدخّل لإعادة العالقين إلى أرض الوطن. كما حُمِلَت أعلام مغربية في هذه الوقفات”.

الصحيفة نقلت في المقال عن بعض المحتجين قولهم “إنّه رغم تجاوب بعض القناصل، مثل قنصل مدينة ديجون الفرنسية، فإنّهم لا يد لهم فيما سيحدث، ويقولون بدورهم إنّهم (ينتظرون التّعليمات)”.

ما زاد من غضب هؤلاء المغاربة هو عدم وجود أي “تجاوب رسمي” من قِبل الحكومة المغربية، وعدم تحديدها أي تاريخ لإعادتهم، بالرغم من تفاقم أزمتهم ومعاناتهم يوماً بعد يوم.

الدولة تتخلى عن مواطنيها: “موقف مخزٍ” هو العنوان الذي وضعته صحيفة “الصحيفة” المغربية، لمقال لها بخصوص أزمة العالقين من المغاربة في الخارج، والذين لم تُحرك السلطات الرسمية ساكناً بعدُ من أجل إيجاد حل لأزمتهم.

وفق تقرير للصحيفة، فإن هذه الأزمة “تفرض نفسها كإحدى أكثر القضايا إحراجاً للحكومة وإضراراً بصورة المملكة خلال هذه الظروف، ليس فقط بسبب الوضع العصيب الذي يوجد عليه جل هؤلاء العالقين، ولكن أيضاً لكون هذه الخطوة تُسائلُ الدولة بخصوص مدى احترامها للدستور”.

ما زاد من تأزيم الوضع، وفق نفس الصحيفة، هو تضارب الآراء والمواقف بين عدد من الوزراء في الحكومة المغربية، في البداية كانت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، نزهة الوافي، وصفت وضع المغاربة العالقين بـ”الصعب جداً”، وطالبتهم بالمزيد من الصبر، ثم بوزير الخارجية المغربي، الذي منح بعض الثقة، وتعهد بـ”حل قريب للأزمة”.

قبل أن ينسف رئيس الحكومة المغربي سعدالدين العثماني، فيما بعد، هذه الثقة، ويؤكد في آخر لقاء تلفزيوني له، أن “عودة المغاربة العالقين لا يمكن أن تتم قبل فتح الحدود الجوية”.

اعتبرت الصحيفة أن تراخي الدولة المغربية في الاستجابة لنداء العالقين يعتبر خرقاً للدستور، إذ “أضحى هذا الملف يشكل “امتحاناً دستورياً” لحكومة العثماني، فالكثيرون يرون أن ترك الآلاف من المغاربة عالقين في ظل هذه الظروف يشكل تناقضاً مع الوثيقة الدستورية التي نصت في صدرها على أن من مرتكزات الدولة “إرساء دعائم مجتمع متضامن يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ومقومات العيش الكريم، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة”، تقول الصحيفة.

استياء على فيسبوك: تناقل عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأبرز “المؤثرين” في السوشيال ميديا المغربية، صوراً وفيديوهات توثق الوقفات الاحتجاجية التي نظَّمها المغاربة العالقون في الخارج، مطالبين السلطات بالتحرك سريعاً لإعادتهم لذويهم.

واعتبر العديد من المغاربة أن الحكومة المغربية أصبحت مطالبة بإيجاد حلٍّ عاجل لهؤلاء الأشخاص، الذين أبدوا استعدادهم الكلي من أجل الخضوع لجميع الشروط التي فرضتها الحكومة، خاصة الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.

27 ألف و800 مغربي حاصلين حول العالم وبزاف منهم كيعيش في الزناقي وفي وضعية صعيبة بزاف. ⠀دول عالم ثالث وجابو مواطنيهم من…

كما تم تناقل عدد كبير من القصص المؤثرة لمجموعة من الأشخاص الذي فقدوا وظائفهم بسبب هذا الحادث، أو لنساء حوامل، أو يعانين أمراضاً مزمة.

حسب ما هو متاح.. سأكتفي بالمينا..تركيا.. إجلاء +65 الف عالقتونس.. +18 الف عالقالجزائر.. +11الفمصر.. + 10 آلافهناك بلدان في أوروبا تقترب من إجلاء 300 الف مواطن

فيما عمد البعض الآخر إلى إجراء مقارنات بين عدد من البلدان التي أقدمت حكوماتها على إجلاء رعاياها في العديد من العواصم، وإعادتهم لأهاليهم.

32 ألف جزائري: أعلن المنتدى العالمي للجالية الجزائرية، الإثنين 11 مايو/أيار 2020، عن تسجيل ارتفاع “غير مسبوق في وقت وجيز بعدد طالبي الإجلاء من مختلف بقاع العالم، والذين فاق عددهم 32 ألف مسجّل”.

نقل تقرير لصحيفة “الجزائر أون لاين”، بيان المنتدى، جاء فيه أنه “وأمام هذه الوضعية المتعلقة بتسيير ملف العالقين بالخارج، ندعو صناع القرار في الدولة الجزائرية الجديدة للإسراع في فتح باب التواصل مع الرأي العام، وتقديم المعلومات المتعلقة بالملف لطمأنة النفوس والإسراع في برمجة عمليات إجلاء ما تبقى من العالقين”.

جزائريين عالقين في تركيا

كما ذكّر المنتدى بتعهّد السلطات الجزائرية “بألّا تترك أي جزائري عالقاً في أي بقعة بالمهجر، وأنها أوفت بالوعود في بداية الأزمة، وقامت بإجلاء الآلاف من أبناء الوطن العالقين بمختلف عواصم العالم، في رحلات معظمها بالمجان، في وقت لم تستجب كبرى دول العالم لإجلاء رعاياها وحمّلتهم المسؤولية في حل مشكلتهم”.

يشار إلى أن السلطات الجزائرية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إجلائها لأكثر من 8 آلاف شخص عالق في عدد من البلدان.

كما انتشرت في الساعات القليلة الماضية مقاطع فيديو للعشرات من الجزائريين، الذين احتجوا أمام سفارات بلدانهم في مجموعة من البلدان، كان آخرها الاحتجاج أمام السفارة الجزائرية في إسطنبول التركية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى