تقارير وملفات إضافية

أتى بنتائج عكسية.. هل بدأ الحصار المفروض على قطر في الانهيار؟ موقع أمريكي: دول الحصار باتت تدفع الثمن

اتَّخذت كلٌّ من السعودية والبحرين ومصر خطواتٍ، هذا الأسبوع، باتجاه استعادة خدمات البريد مع قطر، في إشارة أخرى إلى أن الحصار الذي فرضته أربع دول عربية سُنية قبل نحو ثلاث سنوات قد بدأ في الانهيار، كما يقول موقع voanews الأمريكي.

كان الحلفاء الرجعيون الأربعة –جميعهم كانوا معادين لانتفاضات الربيع العربي- قد اعترضوا على دعم الدوحة لجماعات معارضة إقليمية، من ليبراليين معارضين إلى إخوان مسلمين. كما تعارض هذه الدول استمرار العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين قطر وإيران، والأخيرة تشترك معها في أكبر حقل للغاز في العالم.

كانت الإمارات قد استأنفت بالفعل خدمات البريد إلى قطر، في 9 فبراير/شباط، وفقاً للاتحاد البريدي العالمي، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، يُناط بها تنسيق الخدمات البريدية العالمية.

وقال بشار حسين، المدير العام للاتحاد البريدي العالمي، في مقر المنظمة في جنيف بسويسرا: “أرحب ترحيباً حاراً باستئناف التبادلات البريدية الدولية بين هذه الدول ونقلها عبر عمان”.

كانت كل من سلطنة عمان والكويت قد رفضتا الانضمام إلى الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات، في يونيو/حزيران 2017. وتواصل كل من عمان والكويت دعم جهود الوساطة لإعادة بناء الوحدة في مجلس التعاون الخليجي المنقسم الآن. ومع ذلك، لا تزال قطر تحت حصار بحري وجوي وبري.

وينعت كل من المحللين الأجانب ومجتمع الأعمال في الدوحة الحظرَ على نطاق واسع بأنه أتى بنتائج عكسية، فقد مضت قطر قدماً في إصلاحات داخلية عزَّزت من قوة اقتصادها.

يتوقع محللون تابعون لصندوق النقد الدولي أنّ معدل النمو السنوي لدولة قطر وفقاً لناتجها المحلي الإجمالي الحقيقي سيرتفع ليتفوق بمقدار ضئيل على معدل كل من الإمارات والسعودية لهذا العام.

ويحيل البنك الدولي هذا الأمر إلى “البرنامج الطموح في البلاد لتحسين بنية تنظيم الأعمال”، باعتباره السبب في منح قطر مكانةَ رائدة بين أفضل 20 بيئة لتحسين الأعمال عالمياً.

يقول هاري فيرهوفن، الباحث في جامعة أكسفورد: “في الأساس، أخطأ السعوديون والإماراتيون تقدير مدى قدرة قطر على إعادة توفير البضائع والسلع بسرعة، وإلى أي حدٍّ يمكن لأموالهم الضخمة أن تذهب بهم وتتيح لهم في هذا العصر”.

تمتلك الإمارة الغنية بالغاز صندوق ثروة سيادية بقيمة 320 مليار دولار. وأضاف فيرهوفن: “لقد قللوا أيضاً من قدرة قطر على استخدام الحظر لفعل أشياء كان يجب عليهم فعلها منذ فترة طويلة. فقد عمد القطريون إلى الاستثمار في منتجات يمكنهم صنعها بأنفسهم، واستفاد الأمير من الحظر لتطبيق الإجراءات التي جادل اقتصاديون منذ فترة طويلة بأنه كان ينبغي أن يطبقها”.

وتوسطت الدوحة في الاتصالات بين الولايات المتحدة وإيران، وكذلك بين واشنطن وجماعات مسلحة، مثل طالبان الأفغانية، وحركة حماس الفلسطينية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في ندوة تتعلق بأمن الخليج بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، يوم الاثنين: “هذه القضية ستبقى معنا، وعلينا إدارتها بطريقة أفضل حتى نصل إلى مرحلة مستقبلية أخرى”.

وقال قرقاش: “لقد جاء الحصار نتيجةَ لسياسات الدوحة التدخلية. ويجب أن يستند حل هذه الأزمة إلى التعامل مع أسبابها”. وتُواصل قطر رفض مطالب دول الحصار، الخاصة بإغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة، ووقف دورها المستقل في العلاقات الدولية.

لقد دفعت دول الحصار ثمن طريقة تفكيرها الأحادية. عندما قطعت دول الحصار العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، منعت الخطوط الجوية القطرية من السفر إليها ومن استخدام مجالها الجوي.

وأخذت الطرق الطويلة المأخوذة لتجنب الطيران فوق المجال السعودي والإماراتي والمصري ترفع كثيراً من تكاليف الوقود للخطوط الجوية القطرية، لتعلن شركة الطيران عن خسائر بقيمة 640 مليون دولار، خلال العام المنتهي في 31 مارس/آذار 2019، وذلك وفقاً لبيانات صدرت في 15 يناير/كانون الثاني.

ومع ذلك، فإن شركة النقل الجوي أخذت ترد على ذلك بزيادة ممتلكاتها في شركات نقل دولية أخرى. وزادت الخطوط الجوية القطرية، الأسبوع الماضي، من حصتها في الشركة الأم IAG SA، التابعة لشركة الخطوط الجوية البريطانية، لتصل إلى 25% من أسهم الشركة. كما أن لديها بالفعل حصصاً متفاوتة من الأسهم في مجموعة خطوط لاتام الجوية التشيلية، وخطوط كاثاي باسيفيك الجوية التي يقع مقرها في هونغ كونغ، وشركة طيران رواندا “رواندا إير”.

يقول عبدالله باعبود، وهو مواطن عماني وأستاذ بمعهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية: “هناك أمل في أن تنتهي الأزمة، في ضوء استضافة السعودية لقمة مجموعة العشرين، والاجتماعات التي تُعقد بين السعوديين وقطر، لكن الهجمات الإعلامية الإماراتية الأخيرة تشير إلى أن الأزمة لم تنتهِ بعد”.

يشير باعبود إلى موقف ولي عهد إمارة أبوظبي، محمد بن زايد، ونظيره السعودي محمد بن سلمان، بالقول إن “الأزمة أزمةٌ شخصية ومصطنعة إلى أقصى درجة. ولذلك يمكن لها أن تنتهي كيفما بدأت، بمجرد قرار واحد سريع من القادة”.

في الوقت نفسه، ومع استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022، هناك علامات على أن الرياضة لها دور أيضاً في التراجع البطيء للحصار. في ديسمبر/كانون الأول، أرسلت كل من السعودية والبحرين والإمارات فرق كرة قدم ممثلة لها إلى الدوحة، للمشاركة في مباريات كأس الخليج العربي، منتهكة بذلك الحظر الذي سبق أن فرضته تلك الدول على السفر إلى قطر.

يقول رامز الخياط، الذي أشرفت شركته باور الدولية القابضة على إنشاء استاد خليفة الدولي، الذي يعد أحد الملاعب الرئيسية لكأس العالم 2022: “لقد فضلت قطر إنشاء إجماع اقتصادي قوي بين دول مجلس التعاون الخليجي. ولهذا السبب جاءت معظم المنتجات من هذه الدول”.

وبحسب الخياط، فإن قطر كانت تشتري قبل الحصار 60% من احتياجاتها الدوائية من السعودية والإمارات، و80% من الألبان من السعودية، على سبيل السياسة. الخياط الذي تُزود شركته الجديدة “بلدنا” قطر الآن بأكثر من 60% من احتياجات السوق من الألبان ومنتجاتها، يشير إلى الوضع الآن بالقول إن “أفعال تلك الدول أفضت إلى تحفيز بناء [صناعة] الألبان هذه، والتي بدأنا تشغيلها في غضون خمسة أشهر من بدء الحصار”.

ليختم بالقول: “كان الحصار يرمي إلى إلحاق الضرر بنا، لكن قطر نجحت في تحويله إلى نفع لكل من المستهلكين والشركات لديها”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى