آخر الأخبار

أجمعت على “حكمته السياسية”.. دول عربية تنكس الأعلام وتعلن الحداد على وفاة أمير الكويت، وبلدان غربية تقدم تعازيها

نعت دول عربية، الثلاثاء، 29 سبتمبر/أيلول 2020، أمير الكويت صباح الأحمد جابر الصباح، بعد إعلان وفاته رسمياً، منها 5 دول أعلنت الحداد بين 3 أيام و40 يوماً.

وكان الديوان الأميري في الكويت، قد أعلن وفاة أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن عمر ناهز 91 عاماً، وقد كان الصباح الأمير الخامس عشر لدولة الكويت، والخامس بعد استقلال البلاد عن بريطانيا العظمى. وإليكم في هذا التقرير لمحة عن حياته وتاريخ حكمه للكويت.

في بيان للديوان الأميري، نعى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نظيره الكويتي، قائلاً: “فقدنا برحيله قائداً عظيماً وزعيماً فذاً اتسم بالحكمة والاعتدال”.

كما أمر أمير قطر، بإعلان الحداد في الدولة لمدة ثلاثة 3 أيام وتنكيس الأعلام.

في مصر، نعى الرئيس عبدالفتاح السيسي أمير الكويت، في بيان للرئاسة المصرية، قائلاً: “فقدت الأمة العربية والإسلامية قائداً من أغلى رجالها”، موجهاً بإعلان الحداد 3 أيام.

أما في الأردن ، فقد أعلن الملك عبدالله الثاني، في بيان “الحداد على فقيد الأمة الكبير، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في البلاط الملكي الهاشمي لمدة 40 يوماً”، معتبراً رحيله “مصاباً جللاً”.

بينما أعلن رئيس الوزراء، عمر الرزّاز، في بيان، حالة الحداد، وتنكيس الأعلام بالبلاد لمدّة ثلاثة أيّام.

الأمر نفسه في فلسطين، حيث نعى الرئيس محمود عباس، في بيان، أمير الكويت، مؤكداً أنه كان “الأخ الكبير للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية”، معلناً الحداد وتنكيس الأعلام، دون تحديد مدته.

وفي لبنان، أعرب الرئيس ميشال عون، في بيان عن “ألمه الشديد لغياب أمير الكويت”، واصفاً إياه بأنه “كان مثالاً للمروءة والاعتدال والحكمة”.

فيما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام وتعديل برامج محطات الإذاعة والتلفزيون “بما يتوافق مع حالة الحداد”.

كما نعاه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في بيان، قائلاً “أنعي إلى اللبنانيين حكيم العرب الشيخ صباح الأحمد، الشخصية الدبلوماسية والسياسية والقيادية العربية الفذة التي ناصرت قضايا العرب والمسلمين، ولم تتخل عن لبنان”.

في السياق نفسه، نعى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمير الكويت، قائلاً: “برحيله، فقدت الأمة والمنطقة جمعاء رجلاً لم يدّخر جهداً في سبيل دعم الأمن والاستقرار الإقليميين”.

ووصفه رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، في بيان بأنه “رأس حكمة العرب، الذي عرفناه إنساناً معطاءً، وسياسياً محنكاً، وناصحاً أميناً”، مضيفاً “بوفاته فقدنا داعماً للعراق”.

أما في اليمن، فقد نعى وزير الخارجية محمد الحضرمي، في برقية عزاء، أمير الكويت، قائلاً: “تعازينا القلبية الصادقة لأشقائنا في الكويت، ولنا جميعاً في الأمة العربية والإسلامية في هذا المصاب الجلل”.‎

كما قال متحدث الحوثيين محمد عبدالسلام في تغريدة عبر حسابه بتويتر”في يوم رحيل أمير الكويت لا ننسى موقفه الداعم لمشاورات السلام (اليمنية).. كان في كل لقاءٍ معه يفصح عن حبه لليمن، مبدياً حرصاً على إطفاء نار الحرب (مشتعلة منذ 6 سنوات)”.

غربياً، قدمت الولايات المتحدة، التعازي في وفاة أمير الكوت، إذ قالت السفارة الأمريكية في الكويت في بيان تعزية إن “الأمير الراحل كرس حياته لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة”.

كما قالت السفارة البريطانية في الكويت إن الراحل “اشتهر بحكمته وإنسانيته وعمل على تعزيز السلام على المستوى الإقليمي والعالمي”.

ولد الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، في 16 يونيو/حزيران عام 1929، وهو الابن الرابع من الأبناء الذكور لأمير الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح، من والدته السيدة منيرة العيار، وهو الأخ غير الشقيق لأمير الكويت السابق الشيخ جابر.

وتلقى الشيخ صباح تعليمه في المدرسة المباركية، وهو أوّل وزير إعلام في الكويت، وثاني وزير خارجية في تاريخها، كما أنه ترأس وزارة الشؤون الخارجية للكويت طيلة أربعة عقود من الزمن، ويعود له الفضل خلالها في توجيه السياسة الخارجية للدولة، والتعامل مع الغزو العراقي للكويت في عام 1990. 

تولّى الشيخ الراحل العديد من المسؤوليات، بدءاً برئاسة دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات والنشر، وانتهاء بإمارة الكويت، وبين المنصبين تولّى وزارات مختلفة، كُما عين وزيراً للإرشاد والأنباء سنة 1962، وتولى منصب وزير الإعلام بالوكالة مرتين، الأولى في الفترة بين 1971-1975، والثانية بين 1981-1982، إضافة إلى منصبه وزيراً للخارجية، وبين الفترتين عُين نائباً لرئيس مجلس الوزراء مطلع عام 1978.

ورغم تعدد الوظائف والمسؤوليات التي تولاها فقد كان المنصب الذي عرف به فترة طويلة هو وزارة الخارجية، التي تولاها ابتداء من 28 يناير/كانون الثاني سنة 1963، واحتفظ بها في جميع الوزارات التي تلت ذلك التاريخ، وجمع معها مناصب أخرى في بعض الفترات. وفي عام 1992 تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، ثم أصبح في 13يوليو/تموز 2003 رئيساً لمجلس الوزراء.

وتولى الصباح مقاليد الحكم في الـ29 من يناير/كانون الثاني 2006، بعد نقل مجلس الأمة سلطات الأمير سعد العبدالله السالم الصباح، إلى مجلس الوزراء بسبب أحواله الصحية، وبايعه أعضاء مجلس الأمة بالإجماع، بعد اختياره من مجلس الوزراء لهذا المنصب عقب تسلمه السلطات الأميرية.

يعرف الشيخ الصباح بأنه هو من شكَّل السياسة الخارجية للكويت التي اتَّسمت بالإصلاحية والتوازن بعد الغزو عام 1991، وشهدت سنوات حكمه استخدام الشيخ الصباح الدبلوماسية لحل القضايا الإقليمية، مثل المقاطعة المستمرة لقطر من قبل السعودية والبحرين والإمارات بالإضافة لمصر، واستضافة مؤتمرات رئيسية من أجل توفير المنح لصالح دول مزقتها الصراعات مثل العراق وسوريا.

وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق في عام 2003، أعاد الشيخ الصباح العلاقات الخارجية للكويت، إلى توازنها المعهود بعد عودة العلاقات الدبلوماسية مع العراق وجميع “دول الضد” العربية. 

وقام الشيخ الصباح الأحمد بالتوسط بين الإمارات وعُمان في الأزمة التي ظهرت بين البلدين في عام 2009. كما تحدثت تقارير عديدة عن محاولة الصباح قيادة وساطات بين السعودية وإيران حتى العام 2014، كما استضافت الكويت في عهده مؤتمراً لتسوية الصراع في اليمن في عام 2016. 

كان الشيخ صباح يصنف على أنه ليبرالي التوجه والفكر، حيث تمكن بعد معركة طويلة من تمرير قانون بالبرلمان يمنح النساء حقوقهن السياسية، لكنه لم يسمح بتشكيل الأحزاب السياسية. وانخرط الأمير الراحل، في العمل السياسي من موقعه عضواً في الأسرة الحاكمة ومسؤولاً في الحكومة والسلطة التنفيذية، وكان جزءاً من المشهد العام للسياسة الكويتية، وأحد واجهاتها الخارجية، لكن في عهده عرفت الكويت صداماً بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، بسبب استجوابات مجلس الأمة (البرلمان) المتكررة لأعضاء الحكومة، فقام بحل المجلس عدة مرات.

وفي سنة 2012 أصدر مرسوماً تشريعياً مثيراً للجدل، عدّل بموجبه نظام الدوائر الانتخابية ونظام التصويت، فيما عُرف بـ”مرسوم الصوت الواحد” الذي رفضته المعارضة وطعنت فيه أمام المحكمة الدستورية.

وقد حصّنت المحكمة الدستورية الكويتية المرسوم واعتبرته دستورياً، لكنها اعتبرت مجلس الأمة المنتخب، في ديسمبر/كانون الأول 2012، في ظل المرسوم، باطلاً لعدم دستورية لجنة الانتخابات التي أشرفت على انتخابه. ونتيجة لذلك الحكم تم حل المجلس، ونُظمت انتخابات برلمانية منتصف 2013، قاطعتها المعارضة بجميع أطيافها.

وفي عهد الشيخ صباح، قامت الحكومة الكويتية بسحب الجنسية الكويتية من عدد من المواطنين الكويتيين ممن اكتسبوا الجنسية بصفة أصلية أو بصفة التجنّس، وذلك بموجب عدة مواد، منها: “الغش والتزوير والازدواجية والمصلحة العامة”. وقد وصفت المعارضة الكويتية قرار سحب الجنسية بأنّه قرار بدوافع سياسية، ويستهدف أقطاباً في تيارات سياسية ودينية كويتية. وأشهر من سحبت منهم الجنسية كل من ياسر الحبيب، ونبيل العوضي (دعاة دين)، عبدالله البرغش (نائب سابق)، “سعد العجمي” و”أحمد الجبر” (إعلاميان).

يذكر أن الأمير كان قد دخل المستشفى في الولايات المتحدة، العام الماضي، خلال زيارة رسمية، بعد تعرضه لما وصفه الديوان الأميري بـ”انتكاسة صحية” في الكويت في أغسطس/آب. لكن عادت الأزمة الصحية مؤخراً، حيث انتقل إلى الولايات المتحدة مجدداً لمتابعة علاجه الطبي، بعد “إجراء العملية الجراحية الناجحة”، كما قالت وكالة الأنباء الرسمية “كونا”، دون تحديد طبيعة العملية، إلى أن تم إعلان وفاته اليوم.

وكان الديوان الأميري قد أعلن إبان فترة علاج الصباح عن تولي ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح (83 عاماً) أخيه غير الشقيق، مسؤوليات الأمير بشكل مؤقت، والذي كان قد تولى سابقاً مسؤوليات في الحكومة نيابة عن أخيه، وتشير كل الاحتمالات أن الشيخ نواف سيقود البلاد بعد رحيل الشيخ الصباح.

قال التلفزيون الكويتي الرسمي، نقلاً عن الديوان الأميري، إن جثمان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيصل إلى الكويت غداً الأربعاء، قادماً من الولايات المتحدة.

كما جاء في قصاصة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا): “يصل إلى أرض الوطن يوم الأربعاء 13 صفر 1442هـ، الموافق 30 سبتمبر/أيلول 2020م، الجثمان الطاهر لفقيد الوطن المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة”.

في السياق نفسه، شدّد الشيخ علي جراح الصباح، وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي، أن الأقرباء فقط هم الذين سيتمكنون من حضور مراسم دفن الأمير الراحل، وذلك بالنظر إلى الظرف الاستثنائي والإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا.

كما أكد أيضاً على أن “الديوان الأميري يقدّر مشاعر المواطنين الكرام والمقيمين، الفياضة، في التعبير عن خالص تعازيهم بوفاة سموه”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية في البلاد.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى