آخر الأخبار

أحدهما تاجر أسلحة والآخر مهرّب كوكايين.. روسيا تحاول إغراء ترامب للقيام بعملية تبادل أسرى “خطيرة”

ذكرت مصادر استخباراتية لموقع Business Insider الأمريكي أن هناك توجهاً لعقد صفقة لتبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا، وأضافت المصادر أن المسؤولين الروس يحاولون تسويق قضية ضابط مشاة البحرية الأمريكية السابق، بول ويلان، الذي أدين بتهمة التجسس في موسكو الأسبوع الماضي، من أجل إقناع واشنطن بالصفقة.

تقرير الموقع الأمريكي الذي نُشر الأربعاء 24 يونيو/حزيران 2020، أوضح أنه على الفور بعد أن أصدرت المحكمة حكمها الأسبوع الماضي، انتشرت تكهنات بأن المسؤولين الروس يرمون إلى تسويق ويلان لإغراء الولايات المتحدة بالدخول في صفقة لتبادل الأسرى.

أسرى من البلدين: قرر ضابط مشاة البحرية الأمريكية السابق، بول ويلان، الذي أدين بتهمة التجسس في موسكو الأسبوع الماضي، ألا يستأنف ضد الحكم الصادر بحقه بالسجن لمدة 16 عاماً، على أمل تسليمه إلى الولايات المتحدة في عملية تبادل للأسرى، بحسب ما جاء على لسان محاميه يوم الثلاثاء 23 يونيو/حزيران.

بينما نقلت وكالة أنباء Interfax الروسية عن المحامي فلاديمير جيرنبيكوف قوله إنه “التقى بموكله ويلان في مقر احتجازه، وبعد مناقشة معه، تقرر عدم التقدم باستئناف على الحكم؛ لأنه لا يؤمن بمنظومة العدالة الروسية. وأنه يأمل في أن تجري مبادلته في المستقبل القريب مع روس مدانين في الولايات المتحدة”.

أُلقي القبض على ويلان في موسكو في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2018، ووجهت إليه “تهمة التجسس”. وقالت روسيا إن ويلان وُجد بحوزته وحدة تخزين بيانات رقمية (USB) تحتوي على أسرار تخص الدولة الروسية، ومع ذلك فإن ويلان يقول إن وحدة التخزين دسّها في غرفته أحد معارفه الروس.

تحتجز الولايات المتحدة حالياً روسيين في السجن، وكلاهما ذو أهمية وقيمة كبرى لأجهزة الأمن الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أولهما هو مهرب الأسلحة المشهور، فيكتور بوت، الذي يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً، لمحاولته بيع أسلحة لمنظمة إرهابية، والثاني هو كونستانتين ياروشينكو، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً في سجن فيدرالي أمريكي، بتهمة تهريب الكوكايين.

فرصة لعقد صفقة مع ترامب: في غضون أيام من إدانة ويلان، كان دبلوماسيون روس قد بدأوا بالفعل في طرح مبادلته بالروسي فيكتور بوت بهدوء، مع بعض المناقشات بشأن ضم ياروشينكو في أي صفقة محتملة، وذلك بحسب ما قاله ثلاثة من مسؤولي الاستخبارات في “الناتو” لموقع Business Insider.

قال أحد مسؤولي الاستخبارات للموقع إن “الروس كانوا يضغطون من أجل تسليم بوت منذ تولى ترامب منصبه”، وأشار المسؤول إلى أنه “شارك شخصياً في بعض تلك المحادثات حينما أثير الموضوع”.

كما أضاف المسؤول، الذي لا يزال في الخدمة، أنه كان من الواضح على مدى عقدين من الزمن أن بوت كان يعمل مع حماية ودعم من أجهزة أمن روسية، و”حماية على أعلى المستويات من موسكو”.

قال المسؤول: “إنه كان من الواضح دائماً أن بوت كان عنصراً فعالاً في أجهزة الاستخبارات الخاصة الروسية، عندما كان يعمل على نقل شحنات الأسلحة إلى مناطق في جميع أنحاء العالم، تحت ستار (النقل الجوي). ونتيجة لذلك، حارب الروس بشدة لمنع تسليمه من تايلاند [للولايات المتحدة]، ولا يزال تسليمه في صفقة تبادل أولوية كبرى لهم”.

بينما أشار المسؤول إلى أن “اعتقال ويلان، بتهم مزيفة كما هو واضح، منحهم فرصة للتفاوض مع ترامب بشأن الموضوع، وهو الذي رأيناه يسعى بقوة لصفقات كهذه، لأنها تمثل تعزيزاً لصورته العامة، ولحاجته إلى انتصارات سياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني”.

هدية لبوتين: في حين أن كلاً من الولايات المتحدة وروسيا كانتا صامتتين بشأن إمكانية إجراء مبادلة تشمل بوت، الذي قضى نحو 18 عاماً في سجنه في أمريكا، فإن عدداً من المسؤولين قالوا إن مناقشاتٍ داخلية جارية.

أخبر أحد الأشخاص المطلعين على القضية، الذي لا يرغب في الكشف عن هويته، موقع Business Insider، أن المدعين الفيدراليين في محكمة دائرة نيويورك الجنوبية، والذين شاركوا في القضية التي انتهت بإدانة بوت، حاولوا تنظيم مقاومة لأي عملية تبادل محتملة لسجناء مقابل ويلان.

قال المصدر إن نقل المدعي الأمريكي العام في تلك الدائرة خلال عطلة نهاية الأسبوع أزاحت هذه الجهود جانباً. ووصف أليكس ييرلي، مدير شركة Martello Risk الأمنية ومقرّها لندن، أي مبادلة لبوت بأنها ستكون أمراً يفتقر إلى أي تحمل للمسؤولية، ومع ذلك فإنها ستظل احتمالاً قائماً ومعقولاً في ضوء علاقة ترامب الدافئة مع بوتين.

قال ييرلي: “إن الانتهازية المطلقة التي ينطوي عليها [التفكير] في تبادل يشمل الإفراج عن فيكتور بوت، الذي هو زعيم عالمي في نشر الموت والفوضى والدمار تظهر مدى الازدراء التام الذي تحمله إدارة ترامب لحقوق الإنسان وللعدالة لحكومتهم ذاتها”.

كما أضاف ييرلي: “إن هذا القرار البائس سيمثل إهانة مطلقة من سلطوي غير مرغوب فيه ويفتقر إلى الشعبية، للمخاطر التي تقدم عليها أقسام مكافحة المخدرات وفرقها السرية ومشغِّليها للقبض على أكبر تجار الأسلحة والمخدرات في العالم وتسليمهم إلى العدالة”.

لا شيء رسمياً حتى الآن: مع ذلك، فليس ثمة إشارة رسمية حتى الآن تشي بأن إدراة ترامب تفكر في إجراء عملية تبادل للأسرى في مقابل بوت.

كما أن مسؤولاً استخباراتياً مطلعاً أشار إلى أنه “ما لم يكن ويلان حقاً عميلاً أمريكياً، وهو ما يطرحه أحد بالفعل، فإن مقايضته بالروسي بوت ستكون عملية باخسة وترسل رسالة خطيرة بشأن عمليات تبادل المسجونين في المستقبل”.

إذ أوضح المصدر أن بوت “كان أحد أبرز عملاء الاستخبارات في عصره، وهو رجل على دراية بصفقات الأسلحة والعمليات السرية في جميع أنحاء العالم على مدى أكثر من عقدين. ومن ثم فإن الإفراج عنه سيبعث ارتياحاً غير عادي في أوساط الاستخبارات الروسية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى