الأرشيف

أحط سرقة فى تاريخ الثورات ..سرقة ثورة شعب …شعب مصر

    بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف k

سمير يوسف    

أحط  سرقة فى تاريخ الثورات ..سرقة ثورة شعب …شعب مصر

ثمة مقولة اشتهرت على الألسن تقول, إن الثورات يخطط لها العباقرة ويصنعها الشجعان ويستغلها الجبناء. ويبدو أن هذه المقولة تنطبق إلى حد ما على الحالة المصرية, لجهة محاولة الجبناء سرقة الثورة عبر الجماهير نفسها التي صنعتها وضحّت لأجلها. محاكمة مبارك عن عدة أيام من حكمه رغم أنه مجرم لثلاثين عاماً، ولو حوكم على كل جريمة ارتكبها فستصل العقوبة، بحسبة بسيطة، إلى الإعدام ثمانين مرة، والسجن أربعة آلاف وسبعمئة وستة وخمسين عاماً! سبعة عشر ألف من المعتقلين، وأكثرهم من شباب الثورة، غابوا في أقبية النسيان تحت الأرض في سجون المجلس العسكري، ولم يعد هناك من يتذكرهم.
تبرئة بدون محاكمة لقتلة شهدائنا وكذلك قناصة العيون اعتماداً على ذاكرة شعبية من ورق. اختيار المستشار أحمد رفعت لمحاكمة القرن كان عن سبق اصرار لإهانة تاريخ مصر وجهازها القضائي ، وفعلا نجح الذين اختاروه في توجيه ضربة موجعة، وربما قاتلة، في قلب جهاز العدالة
 المصري.

أي مواطن مصري متابع ولو بنسبة متواضعة لجرائم الشقيقين جمال وعلاء مبارك، خاصة المالية والهبات والهدايا من حسين سالم والحكم الفعلي لجمال مبارك طوال الأعوام الثلاثة الأخيرة بديلا عن والده اللعين يخرج بنتيجة مفادها أن المستشار أحمد رفعت كان من الفلول، وينبغي محاكمته قبل أن يهاجر.
اختفاء رجال مبارك من المشهد المصري، مثل فاروق حسني وأحمد أبو الغيط وغيرهما، وكأنهم لم يكونوا داعمين للديكتاتور. عودة كبار
 المتملقين والمنافقين والطبالين الإعلاميين الذين نفخوا في الطاغية، واستقبلتهم الصحافة المصرية الآن للزعم بأنهم ثوار ،سرية الحياة في السجن أو الحجز لمجرمي العهد المباركي مثل أحمد فتحي سرور وأحمد نظيف وأحمد عز … النائب العام الذي يخفي ما لا يريد المجلس العسكري الافصاح عنه، الدور المشبوه للبلطجية، ومن الذي يدفع أجورهم، وكيف يمكن التحكم فيهم، وما هي الوعود التي تلقوها بالتبرئة مقابل أي جريمة يرتكبونها.

من الذي لعب لعبة وقف تصدير الغاز والبترول لاسرائيل، ثم رفع أسهم المجلس العسكري، ثم اعادة التصدير بنفس أسعار المخلوع؟
ثورة تقوم ولا تُحاكم العهد القذر والنتن لمبارك عن ثلاثين عاماً هي ثورة يجب أن تعود إلى ميدان التحرير لتكملة مطالبها. وأخيراً إعادة إنتاج نظام مبارك البائد مع تضخم الوحش االعسكرى المتطرف، ومصيدة الانتخابات، ولعبة التخويف، وسياسة فـرقْ .. تـَـسـدْ التي جعلت المصريين فرقا وأحزابا ومزايدين وجماعات تتصارع على كعكة الثورة، هي أم الجرائم. سيدنا الجنرال عبد الفتاح السيسى ، لقد ضقنا ذرعا بالانتظار، فافتح لنا المصيدة، ونحن نعـدُك أن نرقص، ونفرح، ونغني، ونحمد الله لأنه سبحانه وتعالى، أرسل لنا الجنرالات.. أنبياء العصر!
لن ننصت لأحد يريد أن يدخل الريبة في قلوبنا، أو يشكك في مجلسنا العسكري، وقضائنا الشامخ، ورئيسنا الطرطور. والمصيدة لا تحتاج لأكثر م
ن الإيحاء بأنها في حراسة جنرالات وطنيين أبطال، وقضاة شرفاء يمثلون عدالة السماء على الأرض، وحينئذ سيدخل نصف أفراد الشعب طوعا، ويلحق بهم النصف الآخر كرها.

ولأن شعبنا قرر أن ينام مع العسكر ليتأكد من شخيرهم، فالصمت هنا أكثر بلاغة من كل قواميس العرب، ولن تستطيع أن تقنع أحداً أن جنرالات العسكر، ناموا نوماً عميقاً لأول مرة منذ خلع الطاغية اللعين، فنصف المصريين يحتفلون بالانتصار على النصف الآخر، وأكثرهم يؤمنون بأن الله، تعالى، كان أيضا في ميدان التحرير .. ذلك المكان الذي رفضوا دعم قوى الثورة فيه قبل 25 يناير 2011 لأن الخروج على ولي الأمر معصية للخالق، وأنهم أي حزب التور البرهامى البكارى أعرف بالدين من نبيه صلى الله عبيه وسلم. في نفس الوقت تطل خفافيش الظلام عبر الإعلام المقروء والمرئى بفتاوىَ فجة، وعفنة، ومليئة بالكراهية تجاه شركاء الوطن

المسالمين السلميين ، سيناريو بغيض وكئيب يرقص له طرباً المخلوعُ في مشفاه الفاخر، ويستعد المنقــِـذ عبد الفناح السيسى  بدعم أمريكي وإسرائيلي وتفصيل قوانين البراءة وممارسة الحقوق المدنية وربع مليونية يقودها خليط من بلطجية وقتلة وأصحاب سوابق وأعضاء إحنا آسفين يا ريس، المليونية لا تحتاج فقط لمؤمنين بها، أو غاضبين على الوضع الكارثي، أو معتصمين جاهزين لترك أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم وعائلاتهم، لكنها مشروطة بقضايا تجعل الحناجر والجهاز العصبي والإرادة مشتعلة طوال الوقت كما حدث خلال الثمانية عشر يوما التي كتبت تاريخ مصر الحديث، ثائر من بين الشبااولاد الشوارعب يعرف أنه طالما كان واحدٌ من عصابة الأربعة طليقا، مبارك وسوزان وجمال وعلاء، فلن تعرف مصر السلام ساعةً واحدة، وكان من المفترض ككل الثورات المنتصرة في التاريخ أن يلتف حبل المشنقة حول عنق الطاغية وأعوانه المقربين، لكن الثورة المضادة تركته يسوّي اتصالاته البنكية، ثم كرَّمته بجناح فاخر وحرس وأفضل علاج قبل لا أعترف بكل قرارات لصوص ثورة 25 يناير وبالتالي ينسحب عدم اعترافي هذا على المجلس العسكري ومحكمة المخلوع والمستشار أحمد رفعت  المحاكمة، وبعد الحكم العبثي من المستشار، سيء اللغة، أحمد رفعت. محاولة لاسترداد ثورة مسروقة، نهيب بكل الثوار وعاشقي مصر والمؤمنين بأن كل المسؤولين في المشهد المصري الحالي مشتركون في سرقة الثورة ومنجزاتها ومكتسباتها، لئلا ننسى أنَّ البلطجيةَ صناعةُ مبارك ورئيس مخابرته عبد الفتاح السيسى التـي التصقتْ بهم، ثم تـسـلـمها المجلسُ العسكري الذي يعرفـهُم فـرْداً .. فرداً. ويستطيع المشيرُ، لو أراد أو كانت لديه أدنىَ رغبة، أنْ يـنـظـف مصر كلها منهم، لكنه زادهم عَدداً وعدّة وتوَحشـا وقسـوة في ظل عدم المحاسبة..

لئلا ننسى أن كل مطالب الثورة لم تتحقق، وأن العسكر يحتقر شبابنا وثورتنا وجماهير شعبنا، وأن المخلوع الذي يسدد له دافع الضرائب المصري المسكين نفقات المستشفى والهليكوبتر وأجهزة الترفيه والإسكواش لأكثر من عام لا تزال قبضته واضحة المعالم لمن ليس أعمى البصيرة ولن تنجح الثورة في تكملة دورها الطاهر والتحرري والعظيم قبل أن يكتشف شعبنا أن شباب 25 يناير فقط هم الأطهار، وأن الجماهير المصرية دخلت المصيدة طواعية وسعادة بالغة، وأعطت ظهرها العاري بنشوة عارمة لكرباج خصوم الوطن.
ولن تنجح الثورة في تحريض الشعب للوقوف معها قبل أن تصرخ البطون الخاوية، ولا يستطيع مصري أن يخرج من بيته قبل دفع إتاوة لفتوة أو مسجل خطر، وتسري الطائفية والاستعلاء المقيت والفوقية والخيلاء في كيان أبناء الوطن، ثم نسمع الصوت العالي لدعاة تقسيم مصر.
المصريون الآن يضعون أصابعهم في آذانهم، فهم يرفضون معرفة الاسم الحقيقي للمجرم خشية أن يكون منهم أو مثـلهم الأعلى، انتهت فرحة النصر، ووثب علىَ الكعكة حزبيون وعلمانيون واشتراكيون وعسكر وحرامية وبلطجية وفلول وحزب النور والظلام ، ففرح الثوار بأن كل لص يـطـل عليهم من فضائية يقول بأنه ثائر، وأنه يؤمن بمباديء الثورة ومطالبها حتى لو كان لدينا ألف دليلا على أنه مرتشى، ومجرم، وفلولي، وكاذب، ومُخادع
ظهر سارقوا الثورات يحمل كل منهم على كتفيه إرثَ حزب أو تعاليم برهامى وبكارى أو نصائحَ شيطان، أو تاريخاً من المراوغة والغش ، أو بلادة فكرية أو أيديولوجية، فتصارع الثوار عمن ينحازون إليه أكثر، وتشتتوا، وتفرقوا، وكانوا الأكبر في ميدان التحرير، فأصبحوا الأصغر وهم بعيدون عنه، يكتفون بلقاءاتٍ في فضائيات تنفخ الثورة أمامهم، وتـفرغ الهواء منها بعدما يغادر الضيوف الصغار .
ورفض القضاءُ الانحياز إلى شعب مصر وثورته، فالقضاء كحزب النورعميل أمن الدولة وجنود الجيش وضباط الأمن  ،وحاملي القلم في السلطة الرابعة لاحسى البيادة، تنحني الجبهة لعبد الفتاح السيسى ، فالسيسى فى مبادءهم قبل الله، والجيش قبل دور العبادة، والسوط أصدق من كتب السماء .

ولست أدرى كيف أقنع جميع أننا سويا أقوياء……… ولماذا لا يؤمن المصريون بأن مصر بلدهم؟

سمير يوسف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى