آخر الأخبار

أرادوا إظهار الرئيس محقاً! موظفون بإدارة ترامب سعوا لتغيير تقارير عن كورونا لتتناسب مع خطاباته

كشف موقع Business Insider الأمريكي السبت 12 سبتمبر/أيلول 2020، عن تدخل سياسي لمسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب في أعمال وتقارير المراكز الطبية العاملة على مكافحة فيروس كورونا، وصلت إلى حد تغيير تقارير علمية، أو تأجيل إصدارها، بحيث لا تتعارض مع أقوال الرئيس الأمريكي وخطاباته. 

فتح المدارس: أول الصراعات التي خاضها المسؤولون في إدارة ترامب كان حول التهوين من التقارير التي تحذر من مساعي الرئيس الأمريكي لإعادة فتح المدارس بشكل كامل. 

حيث أفادت مجلة Politico الأمريكية الجمعة 11 سبتمبر/أيلول أن أحد موظفي البيت الأبيض اتهم العلماء بمحاولة تقويض حملة الرئيس لإعادة فتح المدارس.

إذ كتب الدكتور بول ألكسندر، المستشار العلمي للمتحدث باسم وزارة الصحة الأمريكية مايكل كابوتو، في رسالة بريد إلكتروني بتاريخ 8 أغسطس/آب إلى مدير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد: “يبدو لي أن مركز السيطرة على الأمراض يكتب تقارير تقوض الإدارة الأمريكية”، متهماً العلماء بالسعي عمداً إلى “إيذاء الرئيس”. 

كما أضاف ألكسندر أن “تقرير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية الإشارة يوحي بأن اجتماع الأطفال سيؤدي إلى انتشار الفيروس وسيؤثر ذلك على إعادة فتح المدارس. وهو ادعاء مضلل تماماً من مراكز السيطرة على الأمراض، وعار عليهم. هدفهم واضح”.

ويُذكر أنه منذ منتصف يوليو/تموز، سجل ما يقرب من 2500 مدرسة وجامعة حالات إصابة مؤكدة بكوفيد-19، وفقاً لقاعدة بيانات تشرف عليها جمعية التعليم الوطنية. واضطرت عشرات المدارس التي أعيد فتحها إلى وضع الطلاب والموظفين في الحجر الصحي. وسُجل ما لا يقل عن 34 حالة وفاة.

عقار الملاريا: تشير الصحيفة كذلك إلى أن كابوتو وموظفيه في مجال الاتصالات سعوا إلى تأخير تقارير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، التي تتعارض مع خطاب الرئيس دونالد ترامب، في أكثر من مناسبة، إذ تأجل صدور أحد التقارير لمدة شهر تقريباً، بعد توصيته بعدم استخدام هيدروكسي كلوروكين، عقار الملاريا الذي وصفه البيت الأبيض بأنه علاج محتمل لكوفيد-19.

يُشار إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أصدرت ترخيصاً طارئاً لاستخدام هذا العقار في أواخر مارس/آذار، لكنها ألغته في يونيو/حزيران، بعدما تبين انعدام فعاليته مع كوفيد-19، وآثاره الجانبية القاتلة. 

تدخل سافر: وقد سبق لأكسندر أن كتب في إحدى رسائله لمركز السيطرة على الأمراض “إن أي تقارير مستقبلية تتعلق بفيروس كورونا لا بد أن يقرأها شخص من خارج المراكز، مثلي أنا”، واصفاً التقارير السابقة بأنها “شائنة” و”معتوهة”، حسبما قالت الصحيفة. 

لكن المتحدث باسم وزارة الصحة دافع عن مستشاره قائلاً إنه “خبير أوبئة درس في أكسفورد”، وأضاف: “الدكتور ألكساندر يقدم لي المشورة حول سياسة مكافحة الجائحة ونشجعه على مشاركة آرائه مع علماء آخرين، ومثل جميع العلماء، يستمع أقرانه إلى نصائحه وبإمكانهم العمل بها أو رفضها”.

غير أن نورمان أورنشتاين، الباحث في معهد American Enterprise، وهو مركز أبحاث محافظ، أشار إلى أن الكشف عن التدخل السياسي في عمل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يتطلب اتخاذ إجراءات قانونية.

إذ كتب أورنشتاين في تغريدة على تويتر: “مستوى الفساد في الصحة العامة الذي يسببه ترامب وأتباعه، سيؤدي إلى وفاة المزيد من الناس، وهو مرتفع جداً، وبغيض جداً، لا بد من محاكمة كل هؤلاء بتهمة التهور وتعريض حياة الآخرين للخطر”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى