آخر الأخبارالأرشيف

أسباب استمرار دعم الخليج للسيسى رغم مواقفه المخجلة

تتناقض تصريحات نظام الانقلاب المصري، بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، مع أفعاله، خاصة تجاه أمن دول الخليج العربي، وهو الأمر المتكرر منذ تولي السيسي رئاسة النظام، بعد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب. وحتى موقفه الأخير من التدخل السعودي البري في سوريا، إلا أن اللافت في الأمر ليس تلك التناقضات ولا التخاذل المستمر، بل التجاهل الخليجي الرسمي، والسعودي بشكل خاص لهذا التخاذل، بل واستمرار الدعم الخليجي له، رغم مواقفه. وتختلف التوقعات حول سبب الموقف الخليجي من مصر، حيث يعيد فتح سيناريوهات ابتزاز مصر للخليج، والسعودية، من خلال عدة ملفات أبرزها التقارب مع إيران، وملفات المخابرات المصرية عن العائلة المالكة، وفقًا لما ذكره المغرد الشهير “مجتهد”، بالإضافة لتوجيه الحملات الإعلامية ضد المملكة. التناقض والتخاذل المصري برزت التناقضات المصرية، والتخاذل بشكل واضح في عدد من أبرز القضايا التي تمس أمن الخليج العربي، وآخرها الموقف من الأزمة السورية، والتدخل السعودي العسكري في سوريا.

صنافير

ففي الوقت الذي أعلنت فيه المملكة عزمها التدخل في سوريا لمواجهة الإرهاب، ولتصبح قوة أساسية فيها في مواجهة النفوذ الإيراني، برز الرفض المصري بشكل واضح للموقف السعودي، من خلال تصريحات وزير الخارجية سامح شكري، والذي لحقه تأكيد من رأس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، برفضه التدخل العسكري في سوريا.

وعلى الرغم من كون الوضع في سوريا يمثل تهديدًا واضحًا لأمن السعودية القومي، إلا أن الموقف المصري تخلى عن دعم الخليج صراحة، ليأتي عقب ساعات من تخليه ليعيد وعوده السابقة، وأبرزها وعد “مسافة السكة” الذي أطلقه السيسي إبان ترشحه للرئاسة؛ ليؤكد أن الجيش المصري سيعمل على حماية أمن العرب القومي حال تعرضه لتهديد. ويعد الموقف الأخير للسيسي ليس الأول من نوعه، حيث سبقه دعم السيسي لاستمرار بشار الأسد الحليف الأكبر لإيران في المنطقة في منصبه كرئيس لسوريا، رغم تعارض ذلك الموقف مع أمن دول الخليج، ورؤيتها، بالإضافة لدعمه للتدخل الروسي العسكري بسوريا، رغم ما له من أثر كبير على توسعة النفوذ الإيراني بالمنطقة.

وتعد الساحة الأبرز التي كشفت ليس مجرد تناقضات السيسي، ولكن كذب وعوده بالحفاظ على أمن المنطقة العربية والخليج، هي الحرب باليمن، والتي سيطر عليها الحوثيون القريبون من إيران بداية العام الماضي، ليتخلى السيسي عن المملكة ولم يرسل قوات “مسافة السكة”، رغم علاقتها الشديدة بالأمن القومي للخليج ككل، بل رفض طلب مشاركتها في قوات التحالف العربي التي تدعم الشرعية في اليمن، وتتصدى للنفوذ الإيراني بالخليج، وفقًا لما ذكره وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي. وعلى الرغم من محاولات تبرير النظام المصري لرفضه ما تقوم به المملكة ودول الخليج من استخدام القوة في الحفاظ على أمنها، ودعوته للسلم كحل أساسي لمشكلات المنطقة، إلا أن كذب ذلك التصريح أيضًا يظهر في موقفه من ليبيا، التي يدعم النظام المصري فيها الثورة المضادة، ويسعى لإقناع دول الخليج والدول العربية، بالتدخل فيها عسكريًا من خلال القوة العربية المشتركة.

موقف غريب للخليج تتخذ دول الخليج موقفًا من النظام المصري يوسم بالغرابة، فعلى الرغم من تخلي مصر بشكل واضح وصريح عن أمن الخليج، بل وجود تسريبات تهاجم الخليج والمملكة، وتصفهم بأنهم ليسوا بدول حقيقية، إلا أن الدعم الخليجي لم يتوقف حتى الآن، بل استمر وتزايد. ويعد الدعم السعودي الأخير لمصر، على الرغم من تناقض المواقف، وتضاربها مع أمن الخليج في سوريا، أبرز الأمثلة على غرابة الموقف الخليجي، حيث أعلنت المملكة منتصف ديسمبر الماضي، دعم مصر بتوفير احتياجاتها النفطية لمدة خمس سنوات مقبلة، بالإضافة لرفع استثمارات المملكة بمصر لأكثر من ثمانية مليارات دولار.

كما ساهمت كل دول الخليج تقريبًا في إنجاح المؤتمر الاقتصادي المصري، الذي جرى بشرم الشيخ، حيث كانت حصيلة مشاركة دول الخليج مجتمعة من خلال المنح والاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، ما يقارب من الـ60 مليار دولار، والتي تزامنت مع عاصفة الحزم التي تخلت فيها مصر عن الخليج، حيث لم يفصل بينهم سوى أيام قليلة، بالإضافة للدعم الكويتي والإماراتي المستمر حتى الآن للنظام المصري.

لماذا يصر الخليج على دعم مصر رغم تخليها عن أمنه؟

أشار مراقبون لعدد من السيناريوهات التي تعلل سبب استمرار الدعم الخليجي المصري، رغم المواقف المصرية المتخاذلة مع دول الخليج، ولعل أبرز السيناريوهات ما نشره المغرد السعودي “مجتهد” في أكتوبر الماضي، حول الابتزاز المصري للسعودية. وقال مجتهد في تغريدات له إن النظام المصري وجه رسائل للمملكة في ظل توتر العلاقة بينهم الفترة الماضية، هدد فيها بعدة ملفات، أبرزها وفقًا للمغرد السعودي الشهير، تصعيد الحملات الإعلامية ضد المملكة، بالإضافة للمساندة السياسية لإيران في المنطقة.

أما التهديد الأبرز الذي نقله “مجتهد”، فهو فتح ملفات فضائح الأمراء السعوديين التي تمتلكها المخابرات المصرية.

وبرزت إشارات تؤكد على صحة كلام “مجتهد”، أبرزها الحملة الإعلامية التي شنها إعلاميون مقربون من النظام المصري، ودعوات التقارب مع النظام الإيراني، التي حرص الإعلام المصري على المناداة بها خلال الفترة الماضية.

حيث انطلق الإعلام المصري لمهاجمة المملكة في الأشهر الأخيرة، رابطًا بينها وبين الإرهاب، ومتهمًا إياها بتغيير سياساتها بالمنطقة، والتقارب مع الإخوان المسلمين، ومطالبين بفتح أبواب التواصل مع إيران لمواجهة المملكة. كما انضمت تحركات أخرى على مستوى السياسة الخارجية المصرية لتلك الابتزازات، أبرزها السماح للحوثيين بإقامة معرض في القاهرة خلال أغسطس الماضي لمهاجمة عاصفة الحزم، فيما ترددت أنباء عن لقاءات بين شخصيات مصرية وقيادات من حزب المخلوع «علي عبد الله صالح». كما شهدت العلاقات الإيرانية المصرية تقاربًا واضحًا في الفترة الأخيرة، للعمل على إعادة صياغة الخريطة الاستراتيجية، وإعادة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو ما مثل ضغطًا على المملكة والخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى