الأرشيفتحليلات أخبارية

أسرار الإستيلاء على العرش السعودى ..الملك المريض سلمان بن عبد العزيز أشعل النار فى عائلة آل سعود ودلل ابن زوجته الثالثة

تقرير اعداد
فريق التحرير
يقول فولتير: “إذا أردت أن تعرف حقيقة الإنسان فأعطه سلطة أو مال”. وآل سعود يملكون الإثنين، فبانت حقيقتهم الشريرة. وأكاد أجزم أن المملكة السعودية هي السبب الرئيسي في عدم استقرار المنطقة، ولولاها لما سمعنا بالإرهاب الإسلامي. فالإرهاب جوهر العقيدة الوهابية منذ تأسيس هذا المذهب التكفيري الإقصائي الفاشي المعادي للإنسانية والحضارة البشرية والمتحالف مع الأسرة الحاكمة. وقد بلغت السعودية أوج شراستها وتخبطها في عهد الملك الجديد، سلمان بن عبدالعزيز. فملوك السعودية الذين سبقوه كانوا يكتفون بنشر التطرف الديني، وإثارة المشاكل في العالم وخاصة للدول العربية والشرق الأوسط بالخفاء وحبك المؤامرات والاعتماد على أمريكا وغيرها من الدول الغربية في أمنها وعدم محاسبتها على جرائمها عن طريق شراء الذمم ومؤسسات إعلامية وحكومية بما لديها من مال وفير، وثروة نفطية هائلة، وحاجة الغرب لهذا النفط.
ولكن منذ صعود الملك سلمان عرش المملكة، وتسلم ابنه الأصغر المدلل، الأمير محمد وزارة الدفاع ومعظم المؤسسات المهمة الأخرى في الدولة، تغيرت الأمور نحو الأسوأ، نحو الغطرسة والتدخل المباشر في شؤون دول الجوار (الحرب على اليمن)، وإثارة الفتن الطائفية بعلنية فجة. وفي هذا الخصوص، نشرت صحيفة الإندبندنت اللندنية مقالاً للكاتب الصحفي باتريك كوبيرن بعنوان “الأمير السعودي الساذج المتعجرف يلعب بالنار)، يشير إلى أن الاستخبارات الألمانية نشرت مُذكّرة نهاية العام الماضي توضح “الخطر” من ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. وجاء فيها أن “السعودية تعتمد سياسة متهورة في الآونة الأخيرة”. و أن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان – البالغ من العمر 31 عاماً والذي يتمتع بنفوذ عال، والمعروف بأنه الابن المفضل للملك سلمان الذي يعاني من داء الخرف – بأنه سياسي مقامر يعمل على شل العالم العربي من خلال تورطه بحروب بالوكالة في سوريا واليمن والقضاء على الثورات العربية ومجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهورى فى مصر وتهديد مستمر لإيران. وأوضح أن “تحذيرات وكالة الاستخبارات الألمانية تعد إشارة على زيادة المخاوف من أن السعودية أضحت ورقة غير مضمونة… وأنها كانت تعمد في السابق إلى إبقاء جميع اختياراتها مفتوحة، وكانت حذرة”. و إن “السعودية أضحت تنتهج خيارات أكثر عدوانية وسياسة محبة للحروب، كالحرب في سوريا واليمن”. وختم كوبيرن بالقول إن “المغامرات الخارجية التي بدأها الأمير محمد لم تكن ناجحة وليس هناك أي بوادر تشير إلى نجاحها لاحقاً”.

فما هو مستقبل هذه المملكة التي تسببت في عدم استقرار المنطقة؟

في عالم السياسة الشرق أوسطية، ينظر إلى محمد بن سلمان على أنه شاب سيهز المجتمع الأكثر استبدادا في العالم، فضلا عن كونه شخص يفتقد الخبرة وبدون شك تصعيده في الحكم يؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة العربية السعودية، فالشاب الذي يبلغ من العمر 31 عاما سيكون الحاكم المقبل للمملكة، ويحتمل أن يشغل هذا المنصب على مدى نصف قرن مقبل، وهذا بدون شك هزة مفاجئة في العائلة المالكة.

سلمان يشعل النيران الداخلية

وحسب تقرير نشره موقع “نيويوركر” الامريكي وترجمته “وطن”.. كان الملك سلمان، الذي يبلغ من العمر 81 عاما، قد أطاح بابن أخيه البالغ من العمر 57 عاما الذي سحق خلايا القاعدة في المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية ولي العهد السابق محمد بن نايف.
وكانت العائلة المالكة تتقاسم السلطة بشكل تقليدي بين الجيل الأول من أبناء عبد العزيز بن سعود، المؤسس للمملكة العربية السعودية الحديثة الذي عندما توفي في عام 1953، ترك أربعة وأربعين ابن. ومنذ ذلك الحين جرى توزيع الامتيازات السياسية والامتيازات المالية بين فروع العائلة المالكة العديدة بشكل حساس.
لكن الآن في ظل المرسوم الملكي الأخير، تجاوزت خطوة الملك إخوته، ومئات من العائلة المالكة في الجيل الثاني، وحتى أبنائه كبار السن. فالأمير محمد يعتبر أصغر وريث واضح في التاريخ السعودي على مدى عقود ماضية.
وأكد الموقع أنه بدون شك ليس الجميع سعداء بهذه الخطوة، كما تأتي لعبة العروش السعودية في وقت مضطرب. يذكر أن المملكة الصحراوية غارقة في حرب مكلفة ومفتوحة في اليمن التي يطلق عليها اسم فيتنام العرب. وقد أجبر انخفاض أسعار النفط على استهلاك أكثر من مائة مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي لتغطية العجز، وأكثر من ثلث الشباب في البلاد عاطلون عن العمل.

لماذا جعل الملك تعيين محمد بن سلمان الآن؟

هل كانت زيارة الرئيس ترامب الشهر الماضي، التي نظمها الأمير محمد، نقطة التحول؟ هل كان القرار متأثرا بعمر الملك الذي يقال إنه يعاني من الخرف؟ هل كان ذلك مدفوعا بالحاجة إلى حل لمستقبل المملكة في الوقت الذي يواجه فيه الشرق الأوسط تحديات وجيهة لدوله وحدوده وملايين السكان؟ هل كان تأثير زوجة الملك الثالثة والدة الأمير محمد؟ ربما كان كل ما سبق.
وقال علي الشهابي، المدير التنفيذي لمؤسسة الجزيرة العربية في واشنطن: ربما كان الملك قد شعر بأن جميع المسائل المطروحة على الطاولة تتطلب وضوحا من حيث القيادة والخلافة كأمر بالغ الأهمية، فبعد أن قادها رجال مسنون على مدى الخمسين عاما الماضية، تحتاج المملكة العربية السعودية إلى أن يقودها شاب منفتح على أفكار جديدة وعلى استعداد لتحمل المخاطر.

صعود من المجهول

وكان ولي العهد الجديد مجهولا تماما قبل أن يصل والده إلى العرش في يناير 2015. وكان ثلاثة من إخوته الأكبر سنا – من قبل زوجة الملك الأولى – أكثر شهرة منه واعتبروا أكثر إنجازا. الأول منهم كان أول رائد فضاء عربي طار على متن المكوك الفضائي، في عام 1985. وأصبح الابن الثاني نائب وزير النفط في البلاد. والثالث عالم سياسي، لكن محمد بن سلمان تخطى الجميع في فترة قصيرة.
حدث التحول بالنسبة لابن سلمان بين عشية وضحاها. وبعد صعود الملك سلمان، عين الأمير محمد، الذي لا يزال في الثلاثينات من عمره، ليكون صانع القرار الأول في البلاد في مجالات الدفاع والنفط والتنمية الاقتصادية، مع سيطرة كاملة على المحكمة الملكية وجدول أعمال الملك. أصبح أصغر وزير دفاع في التاريخ السعودي وأصغر حامل لهذا المنصب في العالم،  على الرغم من عدم حصوله على تدريب عسكري. كما تم اختياره لرئاسة مجلس جديد للشؤون الاقتصادية والإنمائية ورئاسة مجلس أعلى جديد لشركة أرامكو السعودية، وهي الهيئة التي تشرف على أكبر شركة منتجة للنفط في العالم.
لقد أثبت ولي العهد الجديد أنه جريء. وقد وضع رؤية 2030، وهي خطة لإصلاح وتنويع الاقتصاد السعودي الذي يركز على النفط. وهي تتضمن خطة لبيع أسهم في أرامكو، المملوكة للدولة، في نهاية المطاف لتوفير 2 تريليون دولار لتطوير القطاع غير النفطي والاستثمار.

سياسة العداء والتهور

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، رسم مسارا عدائيا في الشرق الأوسط. وكان الأمير هو الصوت المهيمن في إقناع الملك للذهاب إلى الحرب في اليمن، في عام 2015. كما اتخذ أشد موقف ضد إيران المجاورة. وفى الشهر الماضى، اتهم ايران بأنها تسعى إلى السيطرة على الأماكن المقدسة الإسلامية فى مكة والمدينة.
وبالنسبة لجميع الأفكار الكبيرة التي قدمها ولي العهد، لم ينتج عنها حتى الآن سوى القليل، لقد أثبت فشله في كثير من الملفات خاصة الحرب في اليمن التي تعتبر كارثة على المملكة، كما كان متهورا في الأزمة الراهنة مع قطر، ورؤية 2030 تفتقد لأي واقعية حتى الآن، كما  قد يحدث بيع أسهم في أرامكو في عام 2018، لكنه لن ينتج عنه فائدة للقوى العاملة.

مستقبل قاتم لآل سعود

كما أن ما يحد مستقبل الأمير محمد أنه محاصر أيضا في ثقافة الماضي. فحول حقوق المرأة، اعترف بأن “بعض الأشياء، حتى لو أردنا التغيير فيها، لا يمكننا أن نفعلها”. وتشكل النساء ثمانية عشر في المائة فقط من القوة العاملة السعودية – وهي واحدة من أدنى المعدلات في العالم.
في غضون ساعات، اصطفت المؤسسة السعودية لاحتضان تغيير القيادة. وقد تعهد ولي العهد المخلوع محمد بن نايف، الذي جرد من منصبه كوزير للداخلية، بالولاء لولي العهد الجديد، وصوت مجلس الوصاية أيضا بالموافقته، على الرغم من أن ثلاثة من أصل أربعة وثلاثين صوتوا بالرفض. وجميعهم من كبار أعضاء الأسرة المالكة.
وفي جميع الأحوال، يبدو أن اللعبة السعودية في اثارة الفتن الطائفية، واعتماد الإرهاب والمؤامرات لإسقاط حكومات غير مرغوب بها، قد ولى، حيث وصلت أضرار هذه السياسة الطائشة إلى حلفائها من الدول الغربية نفسها، وخرج الإرهاب من السيطرة حتى من قبل السعودية، فانقلب السحر على الساحر، لذلك فمصير الملك سلمان المخرف وابنه الأمير محمد المراهق المقامر لابد وأنهما آيلان للسقوط. وبعد هذا السقوط لا بد من تحولات اجتماعية وسياسية تدريجية لمنع الفوضى بعد ظلم طويل. أعتقد هذا ما سيحصل، إذ كما يقول المثل: “ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع”، وهذه هي سنة حركة التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى