آخر الأخبار

أصواتهم قد تغير المعادلة بالكامل! مسلمو ميشيغان الأمريكية يطالبون مرشحي الرئاسة بالالتفات إلى مشاكلهم الحقيقية

طالب مسلمو ولاية ميشيغان الأمريكية مرشحي الرئاسة الأمريكية بالالتفات إلى مشاكلهم الحقيقية، خاصة أنهم يواجهون عدة مشاكل منها ما يعرف بـ”قاعدة بيانات فحص الإرهاب” التابعة للحكومة الأمريكية –والمعروفة باسم “قائمة المراقبة”- والتي يشعر كثير من المسلمين الأمريكيين أنها تستهدف أفراداً أبرياء من الأقلية المسلمة.

تقرير نشره موقع وكالة Voice of America الأمريكية السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020 رصد مخاوف البعض في الأقلية المسلمة في ولاية ميشيغان، حيث طالبوا الرئيس الأمريكي المقبل بضرورة توفير التقدير والاحترام المطلوبين للمسلمين، خاصة أن عدد الأصوات التي تخص المسلمين ليست بالقليلة في الانتخابات.

المسلمون في الانتخابات الأمريكية: الدكتور محمود الحديدي، الناخب بولاية ميشيغان الأمريكية، يقول إن ثمة قضية رئيسية يفوق اهتمامه بها غيرها من القضايا فيما يتعلق بحسم قرار اختياره، هذه القضية هي الاحترام، وقد تحدثت VOA إلى الحديدي، الذي يعمل طبيباً بقسم الطوارئ، في مقابلة أُجريت معه مؤخراً بمنزله المطل على البحيرة في الجزء الجنوبي الشرقي من ولاية ميشيغان، ليقول: “بخصوص هذه الانتخابات، وبصراحة، فإن أكثر ما يشغلني فيها، هو الاحترام والتقدير. فالأقلية المسلمة الأمريكية تود أن يُعترف بها جزءاً من هذه الأمة الأمريكية العظيمة، وليست كثقافة غريبة على هذه الأمة. ويرغب المجتمع المسلم في أن يُعامل باحترام”.

في حين سبق أن أيّد الحديدي وزيرة الخارجية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، كما صوّت لصالح حاكمة ميشيغان الديمقراطية، غريتشن ويتمير، في مسيرتها الناجحة للفوز بمنصب حاكمة الولاية في عام 2018.

ومع ذلك، فإن الحديدي ليس متأكداً هذه المرة مما إذا كان سيدعم المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، ضد غريمه الجمهوري دونالد ترامب، أم لا حيث يقول الحديدي: “أود أن أتبيّن الكيفية التي سيجري التعامل بها مع بعض القضايا والمخاوف التي تشغلني قبل أن أحسم أمري”.

بيانات مراقبة المسلمين: أما في صدارة تلك المخاوف، فتأتي “قاعدة بيانات فحص الإرهاب” التابعة للحكومة الأمريكية، حيث تتضمن تلك القائمة قاعدة بيانات فرعية، هي قائمة أسماء “الممنوعين من الطيران” للأفراد الممنوعين من ركوب الرحلات الجوية التجارية.

يقول الحديدي إنه لا بد أن تخضع هذه القائمة للتحديث خاصة أن أولئك الذين وردت أسماؤهم فيها خطأً، فيجب أن تُعاد إليهم كرامتهم وتُزال أسماؤهم من هذه القوائم. وهذا أقل درجات الإنصاف والعدل تجاههم، على حد قوله. وأضاف الحديدي أنه يود أن يرى أمريكياً مسلماً يُعيّن في منصب رفيع في الإدارة المقبلة.

أما أسامة السبلاني، مؤسس Arab American News، وهو موقع إلكتروني وصحيفة تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الجاليات العربية والمسلمة الأمريكية الكبيرة في ميشيغان، فيقول إنه يجب على المرشحين للرئاسة أن يقولوا للناس شيئاً يحفزهم للخروج والتصويت. فمجرد أن بايدن ليس ترامب ليس سبباً كافياً للخروج والتصويت من أجله.

تأثير للأصوات المسلمة: من الجدير بالذكر أنه في حين أن المسلمين الأمريكيين يشكلون نحو 1% فقط من إجمالي سكان الولايات المتحدة، فإن لديهم تأثيراً هائلاً في ولاية ميشيغان، وهي إحدى ولايات الحسم التي فاز بها ترامب بفارق ضئيل في عام 2016، إذ كان الفارق يزيد قليلاً على 10 آلاف صوت من إجمالي أكثر من 4.5 مليون صوت.

ومع ذلك، فعلى الرغم من أن ثمة 270 ألف ناخب مسجل تحت الديانة الإسلامية في الولاية، وهو ما يعني تأثيراً كبيراً على نتيجة سباق محتدم كسباق هذا العام، فإن تفضيلات هؤلاء الناخبين شديدة التنوع بقدر تنوع جاليات وانتماءات هذا المجتمع.

من جانبه أشار السبلاني إلى ذلك خلال المقابلة التي عُقدت معه في مكتبه بمدينة ديربورن، قائلاً إن البعض من الممكن أن يرى في ترامب شخصاً جيداً لقطاع الاقتصاد والأعمال. ومن ثم، قد يصوت هؤلاء على أساس هذا المبدأ، ومع ذلك فإن غالبية المنتمين إلى الجالية العربية الأمريكية، يريدون أن يسمعوا من بايدن بعض الالتزام تجاه قضاياهم، لتحفيزهم على الخروج والتصويت له، لأن واقع الأمر، في عهد أوباما وبايدن، تعرض المسلمون للتمييز أيضاً على حد قوله.

كام أضاف السبلاني أن “قائمة مراقبة الإرهاب بدأت في عهد إدارة بوش [الجمهوري]، لكنها تعززت وأصبحت أشد ضرراً بالأقلية المسلمة الأمريكية الآن أكثر من أي وقت مضى”.

كما يلفت السبلاني إلى أن كثيرين من المنتمين للأقلية المسلمة غاضبون من حظر إدارة ترامب للمسافرين من بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وهو الحظر الذي تعهد بايدن بإنهائه. لكن في الوقت نفسه، فإن ثمة تقديراً ودعماً لجهود ترامب لتعزيز السلام وخفض أعداد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

كل ذلك دعا السبلاني إلى القول إن اختيار الرئيس في هذه الانتخابات ليست بالأمر السهل على عديد من المسلمين الأمريكيين. ويقول السبلاني: “هناك نسبة تصل إلى ما بين 50% إلى 

60% من مجتمعنا ليست متحمسة لحملة بايدن، لكنهم في الوقت نفسه يشعرون بالاشمئزاز من حملة ترامب وتصرفاتها”.

منافسة على نحو مختلف: في غضون ذلك، يرى آخرون المنافسة الحالية على نحو مختلف. ومن هؤلاء عالم الأوبئة، الدكتور عبدالرحمن السيد، المدير التنفيذي السابق لدائرة الصحة في مدينة ديترويت، الذي يشير إلى أن النقطة الأهم أنه مع زيادة نسبة تصويت العرب والمسلمين الأمريكيين في الانتخابات، فإن ذلك يجبر السياسيين على الالتفات إليهم إذا أرادوا الحصول على هذه الأصوات وهذه الأصوات قد تعني الفرق بين الانتصار والهزيمة على حد قوله.

آراء المسلمين في أمريكا: كان استطلاع حديث لآراء المسلمين الأمريكيين أجراه معهد “السياسات الاجتماعية والتفاهم” (ISPU) في الفترة من مارس/آذار إلى إبريل/نيسان 2020، قد بيّن أن نحو 78% من المؤهلين للتصويت مسجلون، بزيادة قدرها 18% عن عام 2016. وفي حين لم يصدر استطلاع يحيط بآراء المسلمين الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة قبيل الانتخابات، فإن استطلاعات سابقة تشير إلى دعم الأقلية المسلمة الأمريكية للديمقراطيين أكثر من الجمهوريين.

فيما يختم الحديدي قوله بأن الجالية المسلمة لديها حافز حقيقي ولديها وعي أكبر بكثير بأن هذه الانتخابات ستُحدث فرقاً معتبراً في حياتهم عموماً على حد قوله.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى