آخر الأخباركتاب وادباء

أطباءنا والحرب الروسية الأوكرانية

من روائع الأديب الكاتب

مؤمن الدش

عضو مؤسس فى المنظمة

كنا ونحن صغارا نسمع أو نقرأ عن طبيب نسي فوطة صحية أو مقص جراحي أو غيرها من المهمات الطبية في بطن مريض . ولما كبرنا قليلا عرفنا جزءا من السبب أن بعض الأطباء الكبار يرسلون أبناءهم الذين لم يحصلوا علي مجموع يؤهلهم لدخول كليات الطب في الجامعات المصرية إلي دول أخري تقبل الطلبة ذوي المجاميع الضعيفة .

ليعودوا بعد عام أو أكثر إلي كليات الطب المصرية ويحصلوا منها علي بكالوريوس الطب ويتولوا إدارة مستشفيات ٱباؤهم الخاصة أو يعودون بعد الحصول علي البكالوريوس من خارج مصر . ولأن العقل الذي لم يحصل علي مجموع في الثانوية العامة يؤهله لدخول كلية الطب في مصر هو نفس العقل الذي يدرس خارج مصر .

ولأنها قدرات إلهية يمنحها الله لبعض عباده ولا يصلح معها التحايل علي القانون فيعود هؤلاء بنفس العقول ليستكملوا دراستهم بكليات الطب المصرية جنبا إلي جنب مع الطلبة المصريين المتفوقين بالثانوية العامة بجهدهم وجدهم وعرقهم .. أما الجديد فأثناء الحرب الروسية الأوكرانية إكتشفنا أن هناك ٱلاف الطلبة المصريين الذين يدرسون في أوكرانيا . إلي هنا والأمر عاديا .

وأن بعضهم يدرس في كليات الطب هناك .. إلي هنا والأمر أيضا عاديا … المفاجئة أننا إكتشفنا أن كليات الطب الأوكرانية تقبل الحاصلين علي الثانوية العامة شعبة أدبي .

ولا يخفي علي أحد ولا يحتاج الأمر إلي شرح أن من يختار شعبة أدبي فمن الطبيعي أن يكون لا يحب المواد العلمية ومن الطبيعي أن لا يتفوق فيها .

هؤلاء الطلاب سواء بسبب الحرب الأوكرانية الروسية أو لأي سبب ٱخر كانوا سيعودون إلي مصر ويتخرجون ويعملون في مستشفيات خاصة أو حكومية والحكومي قليل منهم .

هؤلاء سيديرون مستشفيات ٱباءهم الخاصة أو مستشفياتهم التي سيقيمونها بأموال ٱباءهم الأطباء الكبار بعد تخرجهم . هؤلاء من نأتمنهم علي صحتنا وأرواحنا .

هؤلاء من يتقاضون ٱلاف الجنيهات مقابل عمليات بسيطة كالزائدة الدودية أو المرارة مثلا أو غيرهما .

هؤلاء من ينسون المعدات الطبية في بطون المرضي أثناء إجراء العمليات . هؤلاء من يقيمون المستشفيات الخاصة بأموالهم علي أنها مشروع إستثماري وليست مستشفيات طبية لعلاج المرضي . هؤلاء من يزاحمون أطباءنا خريجي كليات الطب بجامعاتنا المصرية في سوق العمل الطبي .

وقد يحصل بعضهم علي فرصة طبيب خريج جامعة مصرية حصل علي بكالوريوس الطب بجهده وعرقة وبمجموع أعلي من مجموعهم بكثير . هؤلاء من حولوا مستشفياتهم الخاصة إلي فنادق تدار بالليلة .. المجد لجامعاتنا المصرية ولأطباءنا المصريين الذين حصلوا علي مؤهلهم بالجد والجهد والعرق …. ليس عندي مشكلة مطلقا مع طبيب مصري حاصل علي بكالوريوس الطب بجهده وعرقه من السنة الأولي حتي السنة النهائية بمجموع أهله لذلك ومن جامعة مصرية .. وليس عندي مشكلة في تحديد المبلغ مقابل الكشف في عيادته الخاصة أو المستشفي الخاص به حبذا وأن بعضهم يخصص يوما في الأسبوع للكشف بأجر مخفض أو زهيد . فهذا نتيجة جهد وعرق ومثابرة وسهر ليالي طوال ليحقق طموحه .

أنت قد تعتبر أن سعر الكشف مبالغ فيه من وجهة نظرك لكنك لم تفكر مرة واحدة في حجم المعاناة التي مر بها حتي يصل إلي هذه المكانة العلمية المرموقة . فالأجر لا يتم حسابه بالمدة التي تقضيها أمام الطبيب ليسمع شكواك المرضية . لكن يتم حسابه بقدر المكانة العلمية التي وصل إليها مقابل جهد وعرق ….. إنما مشكلتي الكبري مع الطبيب الحاصل علي مؤهله بأمواله من خارج مصر هروبا من مجموعه الضعيف ثم يعود ليزاحم أطباءنا خريجي الجامعات المصرية .

………………….

وإذا كان الشئ بالشئ يذكر فإن معظم الصيدليات أيضا لا يعمل بها صيادلة خريجي كليات الصيدلة أو حتي علي الأقل كيميائين خريجي كليات العلوم . بل تحولت هي الأخري إلي مشروعات إستثمارية . فيكفيك أن يكون معك مال فتشتري إسم صيدلي علي أساس أن لكل صيدلي رخصتين لإقامة صيدليتين بحكم القانون . يتقاضي الصيدلي راتبا شهريا نظير إسمه فقط ويديرها من إشتري منه الرخصة كيف يشاء وبمن شاء وكأنها سوبر ماركت .. فقد تجد عاملا في صيدلية هو الذي يصرف لك الروشتة . أو حاصل علي مؤهل متوسط كل ما يعرفه عن الإنجليزي كلمة ( أوكي ) هو الذي يدير الصيدلية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى