كتاب وادباء

أكثر من ستين عاما من إحتلال العسكر لمصر

أكثر من ستين عاما من إحتلال العسكر لمصر

والمصريون مازالوا يرقصون للدكتاتور العسكرى

 سمير يوسف

بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف

صدمة الانقلاب التي فغر لها المصريون أفواههم لم تؤثر في المشهد المصري، فالأوراق اختلطت على الجميع. والمعارضة وضعت قدما في القصر الجمهوري وقدما في الخارج للهرب.

وعزرائيل ينتظر الأمر الإلهي ليقبض روح عبد الفتاح السيسى وكلبه المخلص محمد إبراهيم.

وثلثا الحكام العرب هجر النوم عيونهم لأنهم يعرفون أنَّ نهاية الانقلاب تعني عدوى التغيير لديهم. 

وأن تحرير مصر من اللصوص والطغاة ومجرمى وزارة الداخلية سيعقبه تحرر الليبيون والسوريون والسودانيون والجزائريون واليمنيون ….الخ

مغارة علي بابا التي غرف منها أوقح لصوص عرفهم تاريخ الفراعنة مازالت مفتوحة.

ويسيل لها لعاب جنرالات العسكر، فالآثار التي لا تقدر بثمن تنتظر من يقوم بتهريبها، خاصة أنَّ كلمة السر للمغارة محصورة في قيادات جيش البزنس.

قرأت عن كل الجرائم البهيمية والدموية التي تصغُر بجانبها أفلام الرعب وخيالات الساديين منفصلة أو مجتمعة وجدت مرتعا خصبا لو لم تتجدد مياه النيل  لتحولت لدماء قانية تلعن الانسان وطينه وروحه ودوره في تخريب تلك الأرض التي لو بقيت على حالها بحيواناتها المفترسة لأضحت جنة مقارنة بضباط وجنود الداخلية والجيش المصرى.

شاهدت عشرات من صور الطلبة والطالبات المعتقلين في سجون مصر ولم أستطع نشر أي منها حفاظا على مشاعر قراء جريدة البركان.

وظننت أيضا في فترة موازية لها أن ضباط وجنود الداخلية والجيش المصرى  حصلوا على أوسمة القسوة وشرف الحيوانية عندما قتلوا من أبناء شعبهم آلاف من البشر فى رابعة العدوية والنهضة  حتى أن السيارات كانت تسير فوق الجثث كأنها تسفلت الأرض بأجسادهم.

أعترف بأن مصر الآن حالة لا تقارنها بأخرى في العصر الحديث.

وأنا لا أبحث هنا عن المجرم لأن السفاح فى مصر معروف للمصريين والعالم أجمع!

ومنذ 30 يونيو 2013 ومصر تقبع تحت أحذية الشيطان عبد الفتاح السيسى وأجهزة الرعب التي صنعها. 

ينهب الخيرات ـ ويسرق أموال الدولة ويهين المصرى ويستبدل بسجون طاغيته السابق سجونا أكثر رعبا من بيوت الأشباح.

المصريون أصحاب واحدة من أعرق وأهم وأقدم حضارات الدنيا وأكثرها ثراء يقررون الانتحار بوطنهم.

ويقعون كلهم بدون استثناء في فخ لا يخطئه أحمق أو ساذج أو متخلف ذهني، فتظن كل فئة أنها الناجية من النار وأنها الأكثر عطشا لنهر النيل، وأنها الضمان الوحيد لمصرالمستقبل، والحقيقة أنهم جميعا الضمان المشترك لجعل مصر كلها، من سيناء إلى الأقصر ومن القاهرة إلى الإسكندرية.

المظلوم الوحيد فيما يحدث في مصر هو إبليس الذي لم يوسوس للمصريين بأكثر ما يتبرعون به لإسعاده.

حالة من البلادة والغباء وإخصاء العقل وتخدير الضمير تعصف بأم الدنيا فيتوهم كل مصرى أنه يعرف من هو المسئول سيقول أحد المصريين يظن أنه أحد الناجين من عذاب الدنيا والآخرة أن كلماتي تلك تشهد بجهلي بما يحدث وأنني لا أعرف المجرم الحقيقي ـ أو أعرف وأغض الطرف.

62 سنة كانوا يسرقوننا فى الخفاء واليوم بعد الإنقلاب يريدون سرقتنا في وضح النهار.

ويجلسون باعتزاز زائف وفخرٍ هش عن يمين وعن يسار مجرم سفاح لم يعد رئيساً إلا في مخيلة خصوم الشعب المصري.

يتحدثون في كل شيء إلا مطالبكم العادلة، ويبتسمون ويتضاحكون تحت صورة السفاح.

ويكاد السيد البدوى وحزب النور

وأنصار حمدين صباحى وشيوخ الأزهر وقساوسة الكنيسة وأقباط المهجر يرقصون فرحاً فوق المنضدة الدائرية فالسيد البدوي أقنعهم أن حُمُصَّ المولد انتقل من ساحة المسجد في طنطا إلى قاعة فاخرةٍ تتصدرها صورة سفاح استأجر لبلطجيته الخيل والبغال والحمير والجمال ليركبوها، فإذا بها تـشهد العالم أن مصر تحكمها عصابة.

وأن مغارة علي بابا لا تزال تمنح الأربعين ألف حرامي ما لم تنشره صحيفة التايمز عن ثروة زعيمهم عبد الفتاح السيسى الحقيقية من عمولات الأسلحة ومليارات السعودية والإمارات!  

وجاءنا عمرو موسى نازعا ربطة عنقه مثلما فعل أحمد شفيق وحاول التهدئة، واقناعنا انه ليس امامنا إلاعبد الفتاح السيسى فأم الدنيا لم تلد غيره.

يشاهد السيسى وجنرالاته وكلابه وأزنابه وحيتانه ومنافقوه شريط الفيديو، مرة تلو الأخرى.

فهذه مدرعة تدهس المصريين وهؤلاء قناصة تصطادهم وتلك أوامر عُليا بقتل وسجن مليون مصرى ومصرية  حتى لا يبقى من الوطن شيء آمن وهؤلاء بلطجية بأسلحة بيضاء وقلوب سوداء ووجوه صفراء يمارسون ضدكم ما رفض الشيطان نفسه فعله.

اللغة الخادعة لم تخدعنا وتهشمت حروفها فهذا يقول تهدئة وذاك يؤكد على أهمية كرامة السيسى لأنها من كرامة الجيش وثالث يطلب منكم عدم التظاهر ورابع يتهمكم بالاخوانية وخامس يؤكد أن هزيمتكم قادمة لا محالة وسادس يرجع سبب الفوضى لمظاهرات الطلبة والطالبات فى الشوارع وسابع يتعلل بالموضوعية والعقل وثامن يقسم أنه سيعيد إليكم حقوقكم  وحقوق شهداءكم من أنياب المشير وعصابته.

نحن لا نصدقهم فهم تلامذة القنوات التلفزيونية المصرية الخاصة والعامة.

والنظام القاتل لا يزال يحكم، واللصوص يتمتعون بخيراتكم، والسفاح يقوم بِسن سكينته، وضباط الأمن الذين عادوا مخالفين قـسـم الشرف وحماية المواطنين لصالح بلطجية السيسى وجنرالاته سيعودون لصناعة شهور الجحيم حتى فوز السفاح عبد الفتاح فى الانتخابات الرئاسية.

المصريون أمام تاريخ لا يرحم فإنْ اختاروا ديكتاتورا جديدا، أو وافقوا على اختياره ـ جعل إياهم عبيداً من جديد، فلن ترحمهم أجيالٌ قادمة وستبصق على قبورهم وستلعن اليوم الذي قيل لهم فيه أنْ هؤلاء أجدادهم.

إذ لم يغضب المصريون الآن، وينبذوا خلافاتهم السيئة ويعتبروا أنفسَهم شركاء في وطن واحد فلن يبقى لهم من هذا الوطن إلا صناديق القمامة يأكلون من فضلاتها.

إن سبب الوجود فى الحياة هوالغضب، وصلواتكم في مساجدكم وكنائسكم لا يقبلها اللهُ إلا مرهونة بالدفاع عن وطنكم وإذا لم تغضبوا الآن فسيغضب عليكم أبنائكم وأجيال من بعدهم إلى يوم القيامة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى