آخر الأخبارالأرشيف

أمريكا تعلن نتيها التدخل العسكري في ليبيا وتطلب من دول الجوار تسهيلات عسكرية

طلبت الولايات المتحدة من الدول المجاورة لليبيا، وهي مصر و الجزائر وتونس، تقديم «تسهيلات عسكرية» تتضمن فتح المجال الجوي وتسهيلات أخرى لإجلاء مصابين وجرحى، أثناء عمليات قصف جوي يتم التخطيط لتنفيذها حاليا ضد الجماعات السلفية المتشددة في ليبيا التي بايعت تنظيم «داعش». 

 وتتضمن التسهيلات المطلوبة من مصر  والجزائر وتونس، السماح بمرور طائرات حربية والهبوط الاضطراري للطائرات الأمريكية في قواعد جوية جزائرية، وذلك في إطار عملية عسكرية أمريكية يجري التحضير لها منذ أشهر، تتضمن توجيه مئات الصواريخ الجوالة من نوع «كروز»، لأهداف تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وبعض الكتائب السلفية الليبية، وتدمير البنية التحتية للجماعات السلفية الجهادية في ليبيا.

وقال مصدر مطلع لصحيفة «الخبر الجزائرية»، ان الجزائر تلقت طلبا من الولايات المتحدة لتقديم تسهيلات للتحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة. مشيرًا إلى أن دول التحالف تخطط جديا لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم الدولة في ليبيا، في حالة توسع نفوذ هذا التنظيم في هذه الدولة النفطية.

وتدرس الجزائر، حسب المصدر نفسه، طلبين أمريكيين، الأول هو تدخل عسكري محدود لقوات جزائرية ومصرية في ليبيا تحت غطاء من الأمم المتحدة، أما الطلب الثاني فهو تقديم تسهيلات لبوارج أمريكية وغواصات تحمل صواريخ كروز بالإضافة للطائرات الحربية الأمريكية، من أجل تنفيذ غارات جوية على أهداف مركزة داخل الأراضي الليبية.

اتفاق الصخيرات وتفجر العنف

ما إن تم الإعلان عن توقيع أطراف الصراع في ليبيا على اتفاق الصخيرات حتى بدأت موجة كبيرة من العنف بادر إليها تنظيم داعش مستهدفا شرق ليبيا وغربها على حد سواء. ففي الشرق استهدف موانئ وحقول النفط وأحرق خزانات البترول. وفي الغرب شن التنظيم هجوما انتحاريا داميا ذهب ضحيته عشرات الضحايا والجرحى.

وكان يقضي اتفاق الصخيرات الذي حذر وزير خارجية واشنطن من مغبة إفشاله بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد الوحدة الوطنية والجغرافية لهذا البلد.

وفور الإعلان عنه، وحتى قبله بكثير كانت قد أكدت وثائق رسمية مسربة أن أبوظبي لعبت دورا سلبيا في الحوار بين الأطراف الليبية من خلال توجيه المبعوث الأممي السابق ليون، أو من خلال وثائق أكدت تزويد أبوظبي مليشيا حفتر بالسلاح.

وتتمثل مصلحة أبوظبي في ليبيا، بمنع وصول قوى الثورة عامة والإسلامية خاصة إلى أي منصة حكم عن طريق الانتخاب سعيا لضرب الإسلام الوسطي ومناصرة لنظام السيسي الذي يستهدف السيطرة على مقدرات ليبيا النفطية إلى جانب ذلك الهدف السياسي بمحاربة الإسلام المعتدل.

وقد لاحظ المتابعون للشأن الليبي أن نشاطا عسكريا ملحوظا قام به تنظيم داعش في ليبيا بعد هذا الاتفاق في “تقاطع” مصالح مع الدول التي لا ترغب بوضع حد للحرب الاهلية في ليبيا.

دور القاهرة و أبوظبي المحتمل

العمليات الإرهابية الأخيرة للتنظيم خلقت فرصة كبيرة للقاهرة وأبوظبي لإعادة مواقفهم من العملية السياسية في ليبيا كونهما يصران على أن المشكلة في ليبيا هي مشكلة إرهابية وأن العالم مطالب بمحاربة الإرهاب، وكونهما من الدول التي تقدم نفسها على أنها تحارب الإرهاب فقد برز لها دور دبلوماسي حتى الآن، وعسكري من خلال التدخل الأمريكي الجديد.

فبعد استقبال السيسي لمسؤولين من حكومة طبرق التي تدعمها مليشيا حفتر ومطالبته بتسليح هذه المليشيا لمواجهة الإرهاب، اجتمع رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان (إماراتي) مع وفد مماثل في تونس مكررا أيضا مطالب السيسي ومطالبا المجتمع الدولي التنسيق مع حكومة طبرق فقط لمكافحة الإرهاب وتجاوز حكومة طرابلس المدعومة من الثوار.

دور اللحظة الراهنة

اللحظة السياسية الراهنة بعد النشاط الإرهابي المفاجئ لداعش، فقد أدانت الأسرة الدولية هذه الهجمات. وكان من بين عناوين هذه الإدانات الرسمية إدانة نبيل العربي أمين الجامعة العربية الذي لا يتكلم عن حصار مضايا ولا عن المجازر اليومية التي تضرب الشعب السوري.

كما أدان أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي هذه العمليات الإرهابية، والأزهر أدانها كذلك. ويلاحظ المتابعون أن هذه الإدانات إنما هي محطات في عملية دبلوماسية وسياسية منظمة ومنسقة تسهدف توجيه الأنظار وحصرها في التعامل مع أزمة ليبيا على أنها مشكلة إرهاب فقط بحلول أمنية وعسكرية وتشكيل “ملف” ليبيا أمام العالم لتحقيق أهداف نظام السيسي تحديدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى