أم الأبطالاخبار المنظمةالأرشيف

“أم الأبطال” فى سلسلة حلقات متتالية فى “نساء بآلاف الرجال” “الحلقة الأولى”

بقلم الإعلامية الفاضلة 
أم الأبطال
عضو منظمة “إعلاميون حول العالم”
استمر العدوان الايراني الغاشم على بلادي واستمرت مشاهد الخراب والدمار امامنا بشكل يومي فأصبح عندي رباطة جأش ولا أبالي مثل بقية الطالبات فكانت المعلمة بعد انتهاء الغارة الجوية تطلب من الطالبات التصفيق لي كوني اهدئ الطالبات واقول لهن لابد أن لا نكترث لعدوانهم فالنصر لنا باذن الله تعالى
كنت متفوقة في دراستي واحصل واحصل على المرتب الأول وكانت عندنا مادة اسمها التعبير فكنت دائما اكتب واتغنى بحب الوطن وضرورة التضحية من أجله
اصبحت في الصف الخامس الابتدائي وكان عندنامراسيم رفع العلم كل يوم خميس حيث يصطف الطلاب في ساحة المدرسة والعلم على السارية
كنت من ضمن فريق رفع العلم الذي يتألف من 6طلاب متفوقين فأحدهم يرفع العلم والكل يردد النشيد الوطني :

وطن مد على الأفق جناحا
وارتدى مجد الحضارات وشاحا
بوركت أرض الفراتين وطن
عبقري المجد عزما وسماحا
هذه الارض لهيب وسنا
وشموخ لا تدانيه سماء
جبل يسمو على هام الدنى
وسهول جسدت فينا الإباء
بابل فينا واشور لنا
وبنا التاريخ يخضل ضياء
نحن في الناس جمعنا وحدنا
غضبة السيف وحلم الانبياء
حين اوقدنا رمال العرب ثورة
وحملنا راية التحرير فكرة
منذ ان لز مثنى الخيل مهرة
وصلاح الدين غطاها رماحا

كنت احلق بشموخ في عالم الأمجاد والحضارة وانا اردد النشيد وكأني بجوار القادة العظام
كانت امي تساعد ابي في توفير نفقات العائلة فكانت تخيط الملابس للناس فتخرج اخي الكبير ضابطا في الجيش العراقي ثم مستشارا قانونيا
واخي الاصغر مهندسا واختي الاصغر طبيبة نسائية والاصغر طبيبة أسنان واخي الاصغر ترجمة انكليزي والباقي أتموا الدراسة ومارسوا العمل الحر
كم انت عظيمة يا أمي
انتهت الحرب العراقية الإيرانية بانتصار موؤزر للجيش العراقي عام 1988
عام 1990ذهبنا لزيارة بيت خالتي رحمها آلله فتم اعداد ال6صير والفاكهة والمكسرات مساءا وكان الكل مستمتع ويتجاذب أطراف حديث عائلي
واذا بلقطة مرعبة على التلفاز وصوت جهوري للمذيع وهو يقول بعد قليل نذيع على حضراتكم بيان صادر من القيادة العامة للقوات المسلحة
فصعق الجميع بالخبر ماذا حصل هل عادت الحرب العراقية الإيرانية هل ستعود مناظر قوافل الشهداء ومجالس العزاء في اغلب البيوت ياالاهي كفانا حروبا نريد العيش بسلام
فعلمنا ان مشكلة العراق والكويت تفاقمت وانتهت بدخول الكويت فتألمنا كثيرا ولم نأكل شيئا مما اعددناه لسهرتنا
عام 1991بدأ التحالف الدولي العربي الصليبي بقصف عنيف على المدنيين العزل فانخلعت ابواب المنزل وتساقطت فوق رؤسنا مع زجاج النوافذ والشظايا والقنابل العنقودية تملا ارجاء المنزل فكانت الضحية المحلة التي بجنبنا فحال انتهاء الغارة الجوية حمل والدي الفانوس واخذ يمشي بحذر لخشيته من انفجار القنابل العنقودية واذا بمنظر مخيف فرجال الدفاع المدني يخرجون جثث الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ ومن ظمنهم العديد من صديقات الطفولة الله أكبر فقدت صديقاتي .
كانت دموعي تنهمر بغزارة واعظ على شفتي بقوة واقسم بداخلي اني سأثأر لصديقاتي
فاصطحبنا والدي إلى القرية هربا من المدينة ومن بطش أعداء الانسانية
وسط عناء كبير ركض تحت القصف المواصلات شبه متوقفة لايوجد وقود للسيارات 3من اخوتي لا يحسنوا المشي الطويل مشينا أكثر من 4ساعات
ثم اقلتنا سيارة لنقل البضائع حتى وصلنا إلى قريتنا التي تبعد أكثر من 90كم عن مركز المدينة هههههههههههههههههه كنا قد ابرمنا اتفاقا في اول مقال  ان تعتادوا على ضحكاتي الزائفة
فعند وصولنا القرية كانت وجوهنا شبه مغطاة برماد الصواريخ
اجتمع أبناء العمومة ورحبوا لنا وحمدوا الله لسلامة الوصول
وسكنا بيت العم ابو عبداللة رحمه الله
استيقظت صباحا لمساعدةبيت العم ابو عبدالله فكانت ابتتهم تسجر تنور الطين فسارعت لمساعدتها فقطعت العجين وبدأت ادور رغيف الخبز على يدي بطريقة سريعة فانبهرت بكبر الرغيف وتناسق اطرافه كنت ملثمة من دخان التنور وكان سياج بيت الجيران غير مرتفع
وكان شخصا ما يقلم الاشجار فألصقت الرغيف بالتنور ونهضت رأسي فنصل اللثام واذا بوجهي شاب اسمر بهي الطلعة بيده مقص تقليم الأشجار فانحرج وسارع بغض بصره أما انا فسارعت بستر وجهي فارتبكت وانزعجت حينها
توافد العديد من نساء القرية للتعرف علينا ونرحب ونستقبل واذا باربع شابات وشاب يطرقون الباب فعرفت الشاب الذي كان يقلم الاشجار
فاصطحبت الشابات معي وذهب الشاب ليجلس مع ابي واخوتي
فكان الشاب يستطلع على شخصيتي من خلال نقل اخواته وبنات اخيه
فانتهت تلك النظرة الشريفة الغير متعمدة بالزواج
بالتأكيد علمتم من هو ذلك الشاب؟ ؟؟
انه زوجي
لكن مالم تعرفوه
انه (قرة عيني وعالمي المليء بالأمل)
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى