لايف ستايل

أنا عاملة توصيل طعام ولا أستطيع الجلوس في البيت مثلكم لأن أولادي سيجوعون!

أنا أم عزباء، عملت بجد كي
أستطيع البقاء في هذه المدينة حيث ترعرعت. تخرجت في جامعة واشنطن، لكن لم يوفر أي
صاحب عمل المرونة التي أحتاجها لرعاية فتياتي الثلاث. لهذا السبب بدأت في إرسال
الطعام عبر تطبيق Caviar قبل خمس سنوات. وأفعل الآن الشيء نفسه مع
تطبيقات مثل Postmates، و DoorDash، و Uber Eats و Instacart. وأعمل سائقة على تطبيق Lyft أيضاً.

ومثل هذا العمل المستقل هو
ما يبقيني على قيد الحياة، لكني أقضي الكثير من ساعات العمل دون مقابل. إذ أستيقظ
في الساعة 4:30 صباحاً لإعداد طلبات الفطور، ثم أذهب إلى تطبيق Lyft لأقود الأشخاص إلى العمل. بعد ذلك أقود أطفالي إلى المدرسة ثم
أنشط على الإنترنت من أجل تلبية ازدحام طلبات الغداء. في وقت ما بعد الظهيرة، أحصل
على قسط من الراحة لأعيد أطفالي من المدرسة وأحاول توفير بعض الوقت لإطعامهم دون
أن يفوتني وقت ازدحام طلبات الغداء من الساعة 4 حتى 9. في بعض الأيام، أضطر إلى
العمل لـ16 ساعة من أجل تلبية احتياجاتهم.

كانت تلك حياتي قبل فيروس
كورونا.

منذ ذلك الحين، تعرض العمل
للركود إلى حد كبير. ففي يوم الجمعة 20 مارس/أيار، ظللت أقود السيارة مع تطبيق Lyft لخمس ساعات، ولم أقلّ خلالها سوى ثلاثة ركاب. لو كانت الظروف
العادية، لكنت حققت 15 رحلة. لقد توقف الناس عن الذهاب إلى العمل، ولا توجد رحلات
توصيل إلى المطار، فقد أُلغيت رحلات الطيران. يسير توصيل الطعام على ما يرام، لكن
المطاعم تغلق أبوابها. ولو أوقفوا الطلبات عبر الإنترنت، فلن يبقى لي عمل.

على تطبيق Postmate، تأتي الطلبات بسرعة، لكن الشركة لا تدفع أكثر. وبدلاً من ذلك،
توظف عمالاً جدداً. في الأسبوع الماضي، قدمت لنا مكافآت لمساعدتها، ومع توقف
الكثيرين عن العمل، سيكون التوظيف سهلاً.

علاوةً على ذلك، أغلقت
الدولة المدارس، فظل أطفالي في المنزل. لحسن الحظ، لا أقلق بشأن رعاية الأطفال مثل
الكثير من العمال الآخرين. إذ يمكن أن تبقى ابنتي الصغرى في المنزل مع أختها التي
تبلغ من العمر 17 عاماً. أو بإمكاني اصطحابها معي أثناء توصيل الطلبات. لكن كان
يحصل أطفالي على وجبتي الفطور والغداء مجاناً بالمدرسة، وعلينا الآن الذهاب إلى
هناك للحصول على كيس طعام أثناء وقت الغداء، في الوقت الذي يجب أن أوصل فيه الطعام.

في مدينة سياتل، اتخذ
المسؤولون بعض الخطوات المفيدة. فقد أوقفوا انقطاع المياه والكهرباء وأعلنوا وقف
عمليات الإخلاء للمستأجرين الذين لا يمكنهم دفع الإيجار. وتلك خطوات جيدة، لأن
الطقس صار بارداً حقاً. ولسنا بحاجة إلى زيادة السكان الذين لا مأوى لهم، وسيكون
العمال المستقلون الذين يخسرون مصادر دخلهم من بين أول من يفقدون منازلهم.

في حين وسّع المحافظ نطاق
الأهلية للحصول على الإجازة المدفوعة الأجر والتأمين ضد البطالة للموظفين
الدائمين، يجب أن يمتد هذا ليشمل العمال المستقلين المصنفين على أنهم متعاقدون
مستقلون. فنحن بحاجة أيضاً إلى دعم الدخل في حالات الطوارئ. لا يمكنني الحصول على
تعويضات البطالة لو فقدت عملي بسبب فيروس كورونا. ثمة الكثير من الأشياء المجهولة
بالنسبة لنا، وأريد أن أعرف إذا ما سأظل أحصل على دخل لو أغلق كل شيء، أو إذا مرض
أحد أفراد عائلتي.

لكن لا
يمكن أن يحدث ذلك. لا يمكنني أن أعزل نفسي ذاتياً لأن عدم العمل ليس خياراً. لو لم
أكسب ما يكفي من المال، لن أتمكن من إطعام أطفالي خلال الأسابيع الستة المقبلة. لن
أتوقف، سواء هناك حمى أو لا. وهذا ما سيفعله معظم العمال المستقلين أيضاً، لأنه لا
أحد منا يكسب ما يكفي من المال لادخاره من أجل حالات الطوارئ مثل هذه.

يجب أن تخطو بنا شركات
العمل المستقل تلك الأزمة. نستحق دعم دخل في حالات طوارئ حتى نتمكن من البقاء
مكتفين ذاتياً، ويحتاج العمال المستقلون إلى حد أدنى من معايير الأجور على المدى
الطويل، ليكون لدينا شيء مدخر قبل أن تحل الأزمة. هذا هو السبب في أنني أعمل مع
حملة Pay Up لتمرير القوانين التي من شأنها حماية العمال المتلقين للإكرامية،
ووضع حد أدنى للأجور للتأكد من أننا نجني 15 دولاراً في الساعة بالإضافة إلى نفقات
القيادة والسماح للعمال بمعرفة ما يحصلون عليه من أموال مقابل أي وظيفة ولماذا.

يجب أن تدفع شركات العمال
المستقلين أجور للعمال حتى عندما لا نتمكن من العمل. إن أرادوا أن يمنعونا من نشر
الفيروس، يجب أن يدفعوا لنا دخلاً أساسياً للبقاء في المنزل. يجب أيضاً أن يوفروا
لنا لوازم مثل مطهرات لمنع التعرض للإصابة بالفيروس بينما يفرضون توصيل مع عدم
التعامل للحفاظ على سلامة العمال. سيكون من الآمن أيضاً الذهاب إلى المطعم وعدم
التعامل مع أي من الموظفين.

كنا بحاجة إلى تدابير
الحماية تلك قبل وقوع الأزمة، ونحن بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت. وبطريقة ما،
يمثل العمال المستقلون أول المستجيبين، بالتأكد من أن الناس يمكنهم الذهاب إلى
الطبيب، والحصول على الطعام والإمدادات لو كان عليهم البقاء في المنزل. عندما تدعم
العمال المستقلين، فأنت بذلك تقدم الشيء نفسه لمجتمعنا.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The New York Times الأمريكية.

ماريا ميتشل هي عاملة مستقلة تعمل مع تطبيقات توصيل طعام وتوصيل ركاب متعددة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى