رياضة

أول دوري كرة قدم للنساء في السعودية يبحث عن لاعبات وحكمات ومدربات.. والجائزة 500 ألف ريال

 رغم الإعلان قبل حوالي أسبوعين عن انطلاق أول دوري لكرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية، فإن اتحاد الرياضة للجميع السعودي المسؤول عن تنظيم هذه البطولة لا يزال يبحث فيما يبدو عن متطوعات يمكنهنّ مواجهة نظرة المجتمع المحافظ وضغوط المتشددين الذين لم يستسيغوا بعد “الإصلاحات التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمنح المرأة السعودية بعض حقوقها”.

في نفس الوقت دانت منظمات دولية ووسائل إعلام أوروبية خطوة إطلاق دوري للنساء، معتبرين أنها مجرد محاولة جديدة من المملكة العربية المعروفة بتبني التيارات المتشددة، لاستخدام الرياضة في التعتيم على ما وصفته بـ”الأوضاع المتدنية لحقوق الإنسان” في المملكة.

وكان الاتحاد السعودي للرياضة للجميع قد أعلن في السادس والعشرين من فبراير/شباط الماضي إطلاق دوري كرة القدم للسيدات اللائي يبلغن من العمر 17 عاماً أو أكبر، وتم إنشاء حساب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر للدوري المنتظر.

وقالت شيماء بنت صالح الحصيني، المديرة التنفيذية للاتحاد، إن دوري كرة القدم للسيدات له انعكاس شديد الإيجابية على صحة المرأة ولياقتها البدنية.

وأضافت أن دوري كرة القدم للسيدات على المستوى المجتمعي سيسهم في تحقيق العديد من المكاسب الفنية والإدارية بالإضافة إلى زيادة الخبرات الرياضية.

ومن المقرر أن ينطلق الدوري الذي سيقام بشكل مناطقي في مارس/آذار الحالي، دون أن يتم تحديد يوم معين للانطلاق، في مدن جدة والرياض والدمام، وفوز فريق واحد في كل منطقة، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة النهائيات بدوري يجمع الفرق الفائزة، ويربح الفريق المنتصر في النهاية جائزة تبلغ قيمتها 500 ألف ريال سعودي (133,333 دولاراً أمريكياً).

ونشر حساب الدوري النسائي لكرة القدم مقطع فيديو ترويجي، حيث يمكن مشاهدة النساء اللائي يرتدين الزيّ الرسمي في غرفة الملابس مع مدربتهن وممارسة الرياضة وهتافهن، كما تظهر لاعبات يمارسن لعبة كرة القدم، مع كلمات تشجيعية للترويج للبطولة ولعبة كرة القدم النسائية في المملكة.

كرة القدم ليست مجرد رياضة …#SaudiWFL #دوري_WFL pic.twitter.com/dgm6Kb4ckE

كما كان لافتاً استمرار الحساب في نشر تغريدات مثل طلب الوظائف التي تنشرها الشركات الباحثة عن موظفين وعمال، لكن الطلب هذه المرة كان يستهدف اللاعبات والحكمات والمدربات، أي أن اتحاد الرياضة للجميع السعودي يطلب توظيف كل عناصر الدوري الوليد، ما دفع أحد الساخرين للتعليق بأن الاتحاد نسى أيضاً طلب توظيف مشجعات.

“ترغبين بالمشاركة كلاعبة وليس لديك فريق؟ هل تودين أن تبدئي مسيرتك كمدربة ؟
هل تودين أن تبدئي مسيرتك كحكم ؟
سجلي الآن على الموقع: https://t.co/aDWQvftymV
وقومي بإختيار “”التسجيل الفردي”#دوري_WFL pic.twitter.com/7JAse4KVk5

ولفت الانتباه في إعلانات طلب الرياضيات للمشاركة في الدوري الوليد أمرين: أولهما أن هناك إعلانات باللغة الإنجليزية، ما يؤشر على أن التوظيف لن يقتصر فقط على السعوديات، وإنما للسيدات الأجنبيات أيضاً، خصوصاً أن الدوري السعودي للرجال يحفل بالمحترفين الأجانب سواء كلاعبين أو مدربين وحكام.

الأمر الثاني تكرار نشر إعلان التوظيف حتى الأول من مارس/آذار الحالي قبل أيام من موعد الانطلاق المنتظر للبطولة، وهو أمر يدعو للتساؤل عن جدية المسؤولين في إطلاق الدوري قبل أن يتوفر أهم مقوم فيه وهو العناصر البشرية.

وتحدث تقرير بثه تلفزيون DW الألماني عن تناقض تصرفات الحكومة السعودية تجاه النساء المحليات هناك، ما بين إطلاق أول دوري لكرة القدم النسائية وهي خطوة عملاقة في مجتمع اشتهر بحرمان المرأة من أبسط حقوقها، وفي نفس الوقت التغاضي عن استمرار العديد من الناشطات في السجون لمطالبتهن بتحسين أوضاع المرأة السعودية.

ونقل التقرير عن لين معلوف، مديرة أبحاث الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، قولها إن السعودية تستغل الرياضة كأداة دعائية لتجميل صورتها على الساحة الدولية. وأضافت أن أي تحسين لأوضاع المرأة في السعودية يمكن الترحيب به “فقط إذا شمل المناضلات اللواتي حاربن عقوداً لنيل هذه الحقوق”.

ورغم الزخم الرسمي والإعلامي الذي حصل عليه الدوري الجديد قبل بدايته فإن العديد من اللاعبات اشتكين من تعرضهن للانتقاد من التيارات المحافظة في السعودية التي تمارس ضغطاً على العائلات والسيدات لمنعهن من اللعب.

ولا تمثل الأوضاع الداخلية العائق الوحيد، فحتى عام 2014 لم يكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يسمح للاعبات بارتداء غطاء الرأس في الملاعب.

وهذه ليست المشاركة الأولى للسيدات في المجال الرياضي، ففي العام الماضي قام فريق نسائي لكرة القدم بتمثيل المملكة في بطولة إقليمية في ملاعب مغلقة، كما يعود تاريخ إنشاء أول فريق كرة قدم نسائية إلى عام 2006.

وسُمح بحضور مباريات كرة القدم للسيدات لأول مرة في أقسام مخصصة للعائلات في عام 2018، وفي العام التالي تم السماح بالاختلاط في المطاعم وحصلت السيدات على حق القيادة دون مرافق. ولكن المرأة السعودية لا تزال تعاني من القيود المجتمعية، فمثلاً، لا يعتد بشهادة المرأة مثل الرجال في المحاكم السعودية، ويمكن أن تتعرض للإيقاف بسبب ارتدائها لباساً “غير محتشم”، أو أن تسجن أو تجلد بتهمة عدم الطاعة. كما أنه غير مسموح لها بإنشاء حساب بنكي أو الزواج دون إذن.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى