الأرشيف

إبليس يخرج من مصر غاضبا

إبليس يخرج من مصر غاضبا

 سمير يوسف 

بقلم رئيس التحرير

متى تستيقظ ضمائر هؤلاء الإعلاميين الذين تعدواعلى ابليس وطردوه شر طردة واستولوا على اعماله،بل تفوقوا عليه،جاهلين بأصول العلاقات الاجتماعية، مليئين بالكراهية لأنفسهم، مشكوك في سلامة طفولتهم، يجلسون أمام شاشاتهم مشمرين عن سواعدهم، ثم يبحثون عمن يخالفهم الرأي،بعدها يتقيأوا من داخلهم أفكاراً..ومن ألسنتهم كلمات شوهاء قضت على مايسمى بالإعلام فى أم الدنيا. مثقفو الوطن وإعلاميوه التصقت بألسنتهم عبارة واحدة، تخلصوا من الإخوان المسلمين اقتلوهم هم وابنائهم وبناتهم ،عجائزهم مثل اطفالهم، لاعجلة، ففي العجلة الندامة، وأمهات آلاف المعتقلين والقتلى منهم يستطعن الصبر والبكاء عدة سنوات أخريات، ما أخشاه على مصر من قبل أكثر من خشيتي اليوم مع اضمحلال الذاكرة، واختفاء الغضب الوطني ليحل محله غضب انتقامى لمقتل شاب او طالبة تم اغتصابها فى احدى سجون السلطة، أو كراهية الآخر اليائس من أي إصلاح، أو الظن بأن الثوار هم الموجودون الآن في المشهد المصري، لكن الحقيقة أن قوى الثورة المضادة عادت أصلب من السابق، وأمهر من ذي قبل، وأقدر على لعبة السلم والثعبان من عهدي المخلوع والمشير. معارك متخلفة اشترك فيها للأسف كبار الكتاب والإعلاميين والصحفيين وأمسك كل واحد منهم سهما وقوساً يحارب به الإسلاميين، ويتهكم عليهم ، ويسخر من مقدساتهم وسط رقصة من مجانين حول جنرال متخلف عقليا مكانه مستشفى الأمراض العقلية بها كرسيا للرئاسة. أشفق على حملة مشاعل تحرق ويظنونها  تنير، وكتابات تنفجر بغضاء وأصحابها يتحدثون باسم الدولة، ومثقفين وإعلاميين وشيوخ وقساوسة يطلون علينا من الشاشة الصغيرة وتتقاطر من أفواهم الدماء وهم يتحدثون عن مظاهرات طلبة وطالبات وشعب لم يرى منذ عهد الفراعنة حتى اليوم عدالة ولا حرية .الإعلام وعلى جمعة والشيخ أحمد كريمة والطيب وحزب الزور،الشهداء والضحايا في مصرنا الخمسون مثل الخمسمئة وهو يعادل الخمسة أو الخمسة آلاف، فالضحية مصرية، أما العدد فستعرفه يوم القيامة. هناك تفاصيل يدخل منها الشيطان، وهناك تفاصيل تحيط بها اللعنة من كل مكان، والأخيرة هي الضمير الغائب في يوميات المصريين، أريد أن أصرخ في وجه كل ملعون من هؤلاء الإعلاميين،عمر اديب ولميس الحديدى ومحمود سعد وابراهيم ابو حمالات وصحفيوا الجرائد الرسمية والخاصة ومقدموا برامج التوك شو والمعتوه توفيق عكاشة وأطلب منهم أن يقوموا بتوزيع أشلاء الشهداء من شباب المحروسة  وفقا لنصيب المواطن المصرى من الدخل القومى وأن يتعرفوا على العين  التي خرجت من الوجه الطيب واستقرت في وسط الطريق قبل أن تسوي بها سيارة أخرى الأرض هل هي عين لطالب إخوانى أو سلفى او مسيحى او طالب مصرى كان يمر بالصدفة من هذا الطريق؟ فى مجزرة رابعة اقتربت من امرأة اختلط صراخها بحشرجة لا تدري إن كانت حشرجة الموت أم الرغبة فيه. تقدمت منها وطلبت منها أن أحمل لها الشوال الأسود الذي جمعت فيه أشلاء ابنتها المسكينة فرفضت وقالت لي بأنها ستبحث مرة أخرى فهي لم تجد ذراعها اليسرى بعد.وكل هذا لا يهم، فاللون الأسود ليس للضحايا ولكن للزمن الأسود الذى اصبحنا نعيش فيه. والزمن الأسود في ستون عاما، ثم ثلاثة اعواما، ثم يأتي وقت عجاف ينظر عبد الفتاح السيسى لملفات لو وضعها فوق بعضها لوصلت للسماء السادسة وهي كوارث وفواجع ومصائب مصرنا الحبية. رؤساء الأحزاب يطالبون بمحاسبة المسؤولين، وربما يذرفون دموعا على قنلى تفجير الدقهلية، لكن أعينهم المليئة بالدموع التماسيحية تتثبت على صناديق اقتراع على الدستور التى لم تصل بعد.

شاهدت مسؤولا يتحدث لمجموعة من الميكرفونات التي تحجب وجهه عن ضرورة معاقبة المتسببين في الحادث وأن الرئيس الطرطور أعطى توجيهات بالاهتمام بالحادث. . تقدمت منه وأعطيته بعض الصور لرأساً صغيرة وأصابع قدمين وأحشاء بطن وعينين من مجزرة رابعة العدوية

كانتا تبرقان بهجة وحبا في الحياة وسألته أهذه لابنتك أم لابنك؟ لم يرد، فبصقت عليه وانصرفت!

كل الوجوه القديمة المهترئة الكرتونية التي تلونت سبعين مرة تعود بأقنعة جديدة، وتستضيفها الفضائيات، ولا يحاسبها أحد على تصريحات مضت، أو رأي مضى عليه زمن واعتنق صاحبنا عكسه،ويفلس المفكر، وتبهت كلمات المثقف، ويكتب ويقول نفس الكلام لا يختلف إلا في تركيب الجملة أو ترتيب الفقرة أو إضافة كلمة جديدة لم يستخدمها منذ عدة سنوات. اشعر بأنني قريبا سأقذف أقدم أحذيتي لتنفجر الشاشة الصغيرة عندما يظهر أحدهم، ويمتدح الثورة والثوار والشعب وهو ألد الخصام. يقرؤون التاريخ وتأتيهم غفوة نوم وهم لا يعلمون ! يتابعون الأحداث لكنهم منشغلون بأنفسهم فلا يستخلصون عِبرة واحدة من أي حدث مهما صغر. يستمعون إلى سبعين من ضيوف الفضائيات في تحليلات غريبة كأنهم من أهل الكهف جاءوا لتوهم إلى ماسبيرو، ثم لا يستوعبون حرفاً واحداً مما سمعوا أو شاهدوا! ما هو الحل؟ السؤال في حد ذاته إهانة لمن كان له سمع وبصر و .. عقل، فليس هناك غير طريق واحد، وكل الطرق الأخرى مسدودة، ومغلقة، ومن ينتهجها فقد عرف الطريق إلى الجحيم.

ماذا لو قام كل واحد منا برحلة قصيرة أو طويلة في أعماق النفس باحثا عن قطعة مختبئة من الإرهاب ولو كانت متخفية في صورة أخرى مثل الصمت تجاه الظلم.. التواطؤ مع طاغية .. الابتهاج لكارثة في مكان نختلف ونتخاصم مع قاطنيه .. التعاطف مع قوىَ مناهضة للسلام .. عدم الاكتراث لسيارة مفخخة .. تأييد ضمني لفتوى ملوثة بالدماء .. تفسير متطرف لنص ديني من على جمعة أوأحمد كريمة.. إلغاء حقوق آخرين .. إقصاء فكر مختلف .. كراهية بدون سبب

إنه الجهاز الضخم الذي ينزع الفتيل من القنابل الموقوتة أو يعيد توزيعها على المجتمع وفقا لقدرة كل جهة على تفجيرها.

يستطيع الاعلام أن يدخل البيت، ويتسلل لغرفة النوم، ويعيد صياغة المواطن فكرا وثقافة ومعلومات، ويزيف الصورة الحقيقية ويزور أوراق الوطن ،صحافة يومية تستأذن القصر في عالمنا العربي قبل أن تبث خبرها، وترتعش يدا أي محرر فيها إن قيل له بأن هاتفا من مقر الأمن أو قسم الشرطة يطلب استدعاءك لدقيقتين فقط لا ثالثة لهما..

صحافة يومية وأسبوعية تستضيف صناع الإرهاب على مرأى ومسمع منا جميعا، وتفتح صفحتين يعبث فيهما أباطرة الفتوى،ومحللو الدماء، ومكفروا المفكرين.

قنوات أرضية وفضائية تستقبل أيضا صانعي الإرهاب، ومبرري القتل على الهوية، في الوقت الذي يكون التلفزيون مأوى لغير المتخصصين، وورشة عمل تدفع للشاشة الصغيرة المتخلفين ثقافيا والمعاقين ذهنيا لقيادة تلك الأجهزة.

ورغم أن الأدلة التي في حوزة الشعب الثائر تكفي للف حبل المشنقة حول عنق عدة آلاف من رجال السيسى والداخلية إلا أن إعلام العسكر وأمن الدولة والمخابرات العسكرية يضعون أصابعهم في آذانهم وفي عيوننا في الوقت نفسه اعتمادا على ذاكرة شعبية مثقوبة، وضجر جماهيري صنعه الإعلام محملين مسؤولية التدهور والانفلات الأمني والأزمات المتوالية والمتفاقمة لأبنائنا وبناتنا الأطهار من الجامعات وخصوصا جامعة الأزهر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى