الأرشيفتقارير وملفات

إسرائيل والإمارات تتوجان “الشراكة” بينهما بمثلين من الطرفين في أبوظبي

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية صباح اليوم الجمعة النقاب عن قرب افتتاح ممثليه دبلوماسية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بإمارة أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة وذلك بعد الانتهاء من كامل الإجراءات الرسمية.

وقد أكد ذلك دبلوماسيون إسرائيليون إذ قالوا ، الجمعة، إن إسرائيل تعتزم فتح بعثة تمثيل دبلوماسي لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبوظبي، وسيكون أول مكتب تمثيل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولن يكون المكتب بعثة كاملة لكنه سيضم دبلوماسيا ملحقا بوكالة الطاقة المتجددة. لكن هذه هي المرة الأولى التي يستقر فيها مسؤول من وزارة الخارجية الإسرائيلية في الدولة الخليجية بصفة دائمة.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أمانويل نحشون النبأ الذي نشرته أولا صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وقال ثلاثة مسؤولين دبلوماسيين لرويترز إنه يجري تنفيذ الخطوة. ولم يتسن على الفور الوصول إلى متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة المتجددة للتعليق.

ولا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية علنية مع معظم دول الشرق الأوسط، وليست لها علاقات رسمية سوى بمصر والأردن بعد توقيع معاهدتي سلام.

لكن الاتفاق النووي مع إيران أثار قلق إسرائيل والدول العربية على حد سواء.

ونقلت هآرتز عن مسئول صهيوني بوزارة الخارجية قوله إن الخارجية عينت الدبلوماسي “رامي حتان” بموقع رئيس الممثلية الإسرائيلية الجديدة ومن المتوقع وصوله قريباً لأبو ظبي في حين سيتم فتح مكاتب الممثلية قريباً.

وأضاف المسئول أن “إسرائيل” ستكون الدولة الوحيدة التي ستكون لها ممثليه دبلوماسية خاضعة أيضاً لوكالة الطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة IRENA، ما يمكنها من التواجد الرسمي والمكشوف بالإمارات الأمر الذي لم يكن مقبولا حتى اليوم.

وقالت  “هآرتس” إن الاتصالات بشأن فتح الممثلية قد بدأت بشكل سري منذ سنوات. كما أن هذه الفكرة دفعت إسرائيل في العام 2009 إلى دعم إقامة مقر “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” في أبو ظبي وليس في ألمانيا.

وزار المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد أبوظبي هذا الشهر وهي أول زيارة معلنة يقوم بها مسؤول دبلوماسي على هذا المستوى للبلاد. وقام وزراء إسرائيليون بزيارة منطقة الخليج فيما سبق.

يذكر ان مبادرة السلام العربية التي تلتزم بها الامارات تنص على عدم تطبيع العلاقات مع اسرائيل دون اعتراف اسرائيل “بالحقوق الشرعية” للشعب الفلسطينيى بما في ذلك اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ويحظر على حملة الجواز الإسرائيلي دخول الإمارات.

وقد كانت (إيرينا) جزءا من محاولات تقارب بين إسرائيل ودولة الإمارات في وقت سابق، ففي عام 2010 حضر عوزي لانداو، الذي أصبح وزير البنى التحتية الإسرائلية لاحقا، مؤتمرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي، ليصبح أول مسؤول وزاري إسرائيلي يزور دولة الإمارات.

وبعد أقل من شهر من زيارة لانداو، تفجرت قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، وأشارت تحقيقات شرطة دبي إلى ضلوع الموساد في الجريمة، الأمر الذي تسبب بحالة من التوتر بين أبو ظبي وإسرائيل رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الطرفين، بحسب صحيفة “هآرتس”.

وبعد عدة سنوات تراجعت حدة التوتر، ووصل وزير إسرائيلي آخر إلى أبو ظبي في كانون الثاني/يناير من العام 2014 للمشاركة في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهو وزير البنى التحتية والطاقة والمياه سيلفان شالوم، التقى خلالها عددا من الوزراء العرب. وبعد عودته إلى البلاد، دعا إلى إقامة ممثلية دائمة لإسرائيل هناك.

وكانت صحيفة هآرتز قد كشفت قبل حوالي العام عن وجود رحلة طيران سرية يومية بين إسرائيل ودولة خليجية لم تسمها، إلا أن تحقيقات صحفية أثبتت أن الدولة المعنية هي الإمارات.

وكان تقرير من عام 2012 لموقع “فرانس إنتليجنس أونلاين” قد قال أن الشركة الإسرائيلية “إيه جي تي إنترناشونال” وقعت عقدا بقيمة 800 مليون دولار لتزويد سلطة المنشآت والمرافق الحيوية في أبوظبي بـ “كاميرات المراقبة، وأسوار إلكترونية وأجهزة استشعار لمراقبة البنية التحتية وحقول النفط الاستراتيجية”.

ووصف الموقع، المختص في استخبارات الشركات، حينها صاحب “إيه جي تي إنترناشونال” كوخافي بأنه “رجل الأعمال الإسرائيلي الأكثر نشاطا في أبوظبي”.

وتحدثت تقارير مؤخرا عن الدور الدبلوماسي الذي تلعبه الإمارات في أمريكا لصالح دعم إسرائيل عن طريق سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة.

وأثناء الحرب الأخيرة على غزة، تظاهر المئات من البريطانيين أمام السفارة الإماراتية في لندن، تعبيرا عن رفضهم للموقف الإماراتي من الحرب الإسرائيلية. واتهم المتظاهرون حينها محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي بدعم إسرائيل، وهتفوا ضده “العار عليك”، وقال أحد المتظاهرين الذين يقودون المظاهرة إن محمد بن زايد يمول الصهاينة في فلسطين المحتلة.

ويتهم فلسطينيون من حركتي حماس وفتح الإمارات بدعم محمد دحلان، القيادي السابق في حركة فتح والذي يُتهم عادة بالعمالة لإسرائيل، والذي يخطط مع مصريين وإماراتيين للإطاحة بحكم حماس في غزة، وحتى تقويض محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى