كتاب وادباء

إعلام الدولة التى كانت تحمل إسم مصر

إعلام الدولة التى كانت تحمل اسم مصر

عبدالسلام جابر

بقلم الكاتب 

المهندس عبدالسلام جابر

أكدت منظمة إعلاميون حول العالم  في ذكري اليوم العالمي لحرية الصحافة أن المهنة تواجه العديد من المشكلات ليس فقط من جانب السلطة العسكرية و محاولاتها فرض القيود علي الصحافة و تكبليها بل أيضا من جانب أبناء المهنة الذين يمارسون ضد الصحفيين نفس ما تمارسه السلطة من استبداد و اقصاء (وشللية) المصالح الرخيصة،وباعتبار انى من المؤسسين  لهذه المنظمة اردت ان اضيف وليس انقد،وهو أمر للأسف الشديد لم يلتفت إليه المدافعون عن الحريات فى العالم حتى الآن رغم خطورة هذا الأمر علي الصحافة و مستقبلها،فلا فرق بين كسر أقلام الصحفيين عن طريق السلطة العسكرية باستبدادها،و بين كسر نفس الاقلام عن طريق رئيس تحرير مستبد (وشللي) ومدعي،فالنتيجة واحدة و هي ان الصحفي “الحقيقي” يعاني من الفساد الذي تمارسه السلطة تارة وتمارسه إدارات الصحف تارة اخري..

المرض الذى اصاب الاعلام  والصحافة بوجه خاص و ادانته لسقوط الصحافه  وممن هم محسوبين على الصحافه من المترددين على اجهزة الامن و المخابرات , فرضوا فرضا على الاعلام  والصحف بل ملكوا سلطة القرار و تقلدوا مناصب لا لفائض من علم او حرفيه او مهنيه او فصاحة فى لسان عربى اصيل , بل هم اشبه بأصحاب لكنات سوقيه جاءت من على المقاهى و سائقى (الميكروباصات) , فأهانوا المهنه  (وطفشوا) الكفاءات  ولعبوا بالتاريخ و العقول ,  فهم لا يعرفون الفرق بين الآية الكريمة من الحديث الشريف من القول المأثور من المثل الشعبى  , وأعانوا الفسدة الظالمين , و قبلوا ان يكونوا بوقا لرجال الاعمال وعرابين لهم  ودراويش لفسادهم و قبلوا فى احيان كثيرة كل اعمال القواده بمعناها الحرفى كقواده او كقواده على الوطن و مكاسب الوطن

وليس ما سبق فقط  ولكن  أيضا يمر الإعلام المصري المقروء والمسموع ، بحالة مرض لغوي سقيم المعنى فقير اللغة متهالك الأسلوب حتى بدا قاموسهم لا يحتوى على أكثر من بضع من الكلمات لا تنضم إليها مفردة جديدة،ولا تساندها جملة سليمة،ولا تدعمها إضافات.

 عندما تعيد قراءة ما يسطره  كبار الكـتاب و ما يبسطونه ويفرشونه وينثرونه على صفحات الصحف والمجلات ،فلا أعثر على فارق في الأسلوب واللغة والمفردة ما بين كتاب عقد أو عقدين منصرمين وبين كتابات انفجرت في وجوهنا مع نهاية عصر مبارك ومروراً بطنطاوي ومرسي ثم عهد الردح الفضائي الآني فى عصر حانث اليمين جنرال عبد الفتاح السيسى!

مرّ علينا حين من الدهر كانت فيه اللغة فضيلة،والأسلوب مكملا للأخلاق والتعاضد والتآلف بين المثقفين،ولو اختلفوا وتطاحنوا  وتعاركوا،سمة رئيسية يصفق لها الجميع

 تقرأ سيدى القارئ الافتتاحية  لرئيس تحرير أي صحيفة مصرية سواء على النت أو وأنت تتصفحها وتتلوث أصابعك بحبرها الأسود الذي يصل رئتيك قبل انفك فتجد هباء منثوراً،وشتائم مسكونة بروح القتال غير الشريف.

المرض الذى اصاب الاعلام  والصحافه بوجه خاص و ادانته لسقوط الصحافه  وممن هم محسوبين على الصحافه من المترددين على اجهزة الامن و المخابرات , فرضوا فرضا على الاعلام  والصحف بل ملكوا سلطة القرار و تقلدوا مناصب لا لفائض من علم او حرفيه او مهنيه او فصاحة فى لسان عربى اصيل , بل هم اشبه باصحاب لكنات سوقيه جاءت من على المقاهى و سائقى الميكروباصات , فاهانوا المهنه  وطفشوا الكفاءات  ولعبوا بالتاريخ و العقول ,  فهم لا يعرفون الفرق بين الايه الكريمه من الحديث الشريف من القول الماثور من المثل الشعبى  , واعانوا الفسده  الظالمين , و قبلوا ان يكونوا بوقا لرجال الاعمال وعرابين لهم  ودراويش لفسادهم و قبلوا فى احيان كثيره كل اعمال القواده بمعناها الحرفى كقواده او كقواده على الوطن و مكاسب الوطن

وليس ماسبق فقط  ولكن  أيضا يمرالإعلام المصرى، المقروء والمسموع ، بحالة مرض لغوي سقيم المعنى، فقير اللغة، متهالك الأسلوب، حتى بدا قاموسهم لا يحتوى على أكثر من بضع من الكلمات لا تنضم إليها مفردة جديدة، ولا تساندها جملة سليمة، ولا تدعمها إضافات.

 عندما تعيد قراءة ما يسطره  كبار الكـتاب و ما يبسطونه، ويفرشونه، وينثرونه على صفحات الصحف والمجلات ، فلا أعثرعلى فارق في الأسلوب واللغة والمفردة ما بين كتاب عقد أو عقدين منصرمين وبين كتابات انفجرت في وجوهنا مع نهاية عصر مبارك ومروراً بطنطاوي ومرسي ثم عهد الردح الفضائي الآني فى عصر حانث اليمين جنرال عبد الفتاح السيسى!

مرّ علينا حين من الدهر كانت فيه اللغة فضيلة، والأسلوب مكملا للأخلاق، والتعاضد والتآلف بين المثقفين، ولو اختلفوا وتطاحنوا وتعاركوا، سمة رئيسة، يصفق لها الجميع

 تقرأ سيدى القارئ الإقتتاحية  لرئيس تحرير أي صحيفة مصرية سواء على النت أو وأنت تتصفحها وتتلوث أصابعك بحبرها الأسود الذي يصل رئتيك قبل أنفك، فتجد هباء منثوراً ، وشتائم مسكونة بروح القتال غير الشريف.

القائمة السوداء

جمل مركبة على الهواء وفقرات غير متماسكة تسقط من بين ثغراتها المعاني والمقاصد والأهداف لا تدري بعدها هل المقال خارج لتوه من الصف الأول في مدرسة محو الأمية في مصر تزدهر مصانع فبركة الخبر فهي أسهل من البحث عنه،وتستطيع أن تجلس في مقهى شعبي تختلط فيه الثرثرة بلفائف التبغ والبانجو،وصوت المذياع بصيحات لاعبي الطاولة،ومع ذلك فتخرج من كل هذا بمقال أو خبر لا يصدّقه طفل لم يبلغ الفطام  بعد ويتناقله الملايين كأنه تنزيل من التنزيل أو ملحق لكتاب مقدس أو وصايا نبي لم نسمع عنه من قبل.

فبركة الخبر تقوم على اتفاق مبهم بين رئيس التحرير وبين الصحفي إياه فالأول يغمض عينيه عن افتراء أكاذيب وأباطيل الثاني لكن هذه الصناعة القذرة والعفنة والنتنة والمتفسخة والمتخلفة تنتقل من الألسنة إلى الآذان انتقال النار في حقول الهشيم.

أما في القنوات المصرية  يبدو أنهم يشترطون أن يكون المذيع من كارهي اللغة العربية والمذيعة من خصومها الألداء

والدولة كلها من رئيس الوزراء إلى الوزراء والقضاة والمحافظين والفنانين والصحفيين والمراسلين يتمرغون ويرتعون ويتوارثون لغة ومنطقا وموضوعات وقضايا متحللة ومتخللة ومحتضرة كأنهم يحاولون نزع الروح منها قبل نطقها

تجد أن الاعلام المصرى  قد تغلب علية سيطرة الرأى الواحد والأوحد على المضامين التى تقدم ….فالإعلام الاحادى هو الذى لا يتحاور مع غيره من الآراء والتوجهات الاخرى ـ فمثلا الاعلام المرئى فى مصر قاصر ومقصر فى حق الجمهور ويعيش منعزلا عنها (فبرامج التوك شو) الذى يتغذى عليها المواطن تحولت الى نوع من انواع تصفية الحسابات بالإضافة الى القدر الكبير الذى تعج به هذه البرامج من التضليل وإزاغة عيون الناس عن الحقيقة ……الى جانب ان الطرح الذى يتم به تقديم الكثير من المضامين الاعلامية سطحى جدا وهذا يرجع الى ان القنوات المصرية تتصور ان اهم ما يبحث عنه المشاهد هو التسلية وتمضية الوقت دون ان يكون وراء ذلك متعة حقيقية …وأحيانا يكون الطرح غير موضوعى او علمى ….

10338912_10152363370139172_1560724780_n

وإجمالا فإن وسائل الاعلام المرئية فى مصر فقد أصيبت بحالة من الفوضى العارمة ؛ جعلت من الشاشات مرتعا و ملجأ للمرتزقة و انصاف الموهوبين؛فاستُبيحت شاشات التلفاز بعد ظهور (الكانتونات الفضائية) المخصصة للعرض و الايجار ؛و هو ما يفسر ظهور من لا علاقة  له بالإعلام على هواء هده الفضائيات المغمورة ؛ فلا يلزمك لكى تكون مذيعا او مقدما لأى برنامج سوى ان تدفع عدة آلاف جنيها  لكل حلقه تستطيع بهذا المبلغ ان تشترى الكاميرات و تزعج المشاهدين لمدة ساعة كاملة ؛ الامر الدى فتح الباب على مصراعيه لبعض معدى البرامج من الموهوبين لاستغلال مثل هده الخروقات الاعلامية لتصبح مصدرا لربح مادى متضخم عن طريق تلميع الفاسدين ممن سرقوا اموالنا – واقصد هنا الصف الثالث من رجال الاعمال – و لا سبيل لديهم سوى مثل هده البرامج مدفوعة الاجر نظراً لجهلهم بقواعد اللعبة السياسية و كيفية فرض وجوههم على وسائل الاعلام ودلك بالطبع مرده ضحالة ثقافتهم و تدنى مستوى تعليمهم .

أنا أتحدى أيَّ مصري يعرف القراءة والكتابة ويتابع الأخبار عن طريق صحفيو أمن الدولة وأجهزة المخابرات  ثم يزعم أنه لا يعرف على الأقل خمسمائة جريمة قذرة لنظام الحكم الحالي وكل واحدة منها تستحق أن يلتف حبل مشنقة غليظ حول رقبة  أركان الحكم العسكرى الدموى!

كلنا نعرف.. كلنا على يقين .. كلنا شاهدنا ورأينا وقرءنا وسمعنا وقلة نادرة منا هي التي تتقي الله في الوطن فمصر على وشك الإفلاس ومملكة جنرالات العسكر المالية ستجعلنا نزحف على بطنونا وسنلطم وجوهنا ما بقي لنا من عمر عندما نستيقظ على خبر بيع أصول دولة مُفلسة إلى الإمارات  وإسرائيل وحسين سالم ومبارك وابنيه.

لو كان في قلبك ذرة شرف وكرامة وتقوى وإيمان وحب الوطن لتابعت، وتتبعت خبراً واحداً، يدُلك على عشرات، وتنتهي إلى مئات فآلاف لتكتشف في النهاية أن المخطط هو سلسلة في رقيتك وسوط في يد كلب من كلاب الحكم وصكّ استعبادك إمامه وماض جميل لوطن عريق اسمه مصر استبدلنا به نصابين ومحتالين وشياطين وأوغاداً ولصوصاً

ففي اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الصحفيون بين القتل والضرب والحبس

بعد 30 يونيو هل أصبحت الكلمة جريمة والرأي تهمة؟ .

ومع ذلك فالمصريون لا يشعرون  بالخطر!

لم يبق إلا أن يقف عبد الفتاح السيسى في شرفة قصره ويقول لقد قررنا نحن الحكام الأسياد أن نغتصبكم وأولادكم وأهلكم واحدا تلو الآخر تماما كما فعل عسكر السيسى وضباط مبارك،فهل منكم من لديه القدرة على الغضب؟

ومع ذلك فالمصري لا يشعر بالخطر، والمفترض أن تصل نبضات قلبه المرتعشة إلى عنان السماء ومع ذلك فالمصري سينام نوماً هنيئاً بعد قراءة تلك السطور

وفي مصر استطاع جنرال العسكر والمخابرات أن يجمع كل المتطرفين والإرهابيين والمتشددين والعنصريين والكارهين لمصر وتاريخها وتراثها،فيسرقون ثورتها وقصر الحكم ويبلطجوا دستورها،ويتعمدوا إلحاق الأذى والخسائر باقتصادها توطئة لشراء الوطن المفلس

ومع ذلك فالمصريون لا يشعرون  بالخطر

لم يبق إلا أن يقف عبد الفتاح السيسى في شرفة قصره ويقول.. لقد قررنا نحن الحكام الأسياد أن نغتصبكم وأولادكم وأهلكم واحدا تلو الآخر تماما كما فعل عسكر السيسى وضباط مبارك، فهل منكم من لديه القدرة على الغضب؟

ومع ذلك فالمصري لا يشعر بالخطر، والمفترض أن تصل نبضات قلبه المرتعشة إلى عنان السماء ومع ذلك فالمصري سينام نوماً هنيئاً بعد قراءة تلك السطور. .

وفي مصر إستطاع جنرال العسكر والمخابرات أن يجمع كل المتطرفين والارهابيين والمتشددين والعنصريين والكارهين لمصر وتاريخها وتراثها ، فيسرقون ثورتها وقصر الحكم ويبلطجوا دستورها، ويتعمدوا إلحاق الأذى والخسائر باقتصادها توطئة لشراء الوطن المفلس،

ومع ذلك فالمصريون لا يشعرون  بالخطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى