آخر الأخباركتاب وادباء

إنها فلسطين رغم أنف التطبيع

بقلم الكاتب والباحث الليبى

فرج كندي

عضو مؤسس فى المنظمة

لم يتوقف تيار التطبيع من اللوبي ” العربصهيوني “ من محاولة طمس الهوية الفلسطينية, وتغييب العقل العربي والاسلامي, وتزييف وقلب  تصور الامة,  من خلال هجمة إعلامية شرسة وممنهجة هدفها الأول قلب الحقائق وتغيير المفاهيم والتصورات حول القضية الفلسطينية-  بلسان عربي – وتحويلها من قضية دينيه وعقائدية إلى صراع بين فريقين فريق يتشبث بأسطورة دينية لا حقيقة لها وفريق يتمسك بالهواء, وبقايا شعب يمكن أن يذوب في الكيان المحتل أو يهجر من ارضه إلى وطن بديل .

ومنذ أن اعلن هذا التيار ” المتصهين ”  عن علاقته مع الكيان الصهيوني التي كانت سرية وفي الخفاء, وصرح بعلاقته اللاشرعية, بل بالغ في الاعلان والتصريح إلى التفاخر والاعتزاز بهذه العلاقة الأثمة  .

ولم يدخر وسعا في دعم علاقته بالكيان من خلال مباركة مبادرة الرئيس الأمريكي السيئ الذكر وسيئ الصيت كسابقيه ولاحقيه دون استثناء  ( دونالد ترامب ) فأمريكا لا يأتينا منها غير السوء؛ عن ما سماه بصفقة القرن التي كانت اول نتائجها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني التي باركها كل صهيوني مطبع وكل مطبع متصهين .

لقد داب هذا التيار ( العربعبري ) على دعم العدو بالمال عبر ضخ مليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد الصهيوني الذي يمول شراء السلاح الذي يقتل به الشعب الفلسطيني, ويدمر المساكن على اصحابها دون تفريق بين الرجال والنساء والاطفال .

عمد هذا التيار ( العربعبري ) إلي استغلال الدين الذي يعاديه في حقيقته إلا أنه أراد أن يكون له جسر للتطبيع. عن طريق ابتداع دين جديد خالي من الرسالة والرسول, بدون كتاب مُنزل ولا رسول مٌرسل لختم الرسالة والنبوة, فابتدعوه من عندياتهم وأطلقوا عليه الديانة الابراهيمية زورا وبهتان .

إن هذا التيار الجديد الذي بدأ يتوغل في أوصال الأمة والذي يقوده عرب من الصحاب المال والسلطة المرتهنين للنفوذ الامريكي الواقع تحت سيطرة النفوذ الصهيوني المسيطر على امواله والمتحكم في مفاصل اقتصاده .

بلغ  التهافت بهذا التيار أن اعلنها صريحة  أن ارض فلسطين التاريخية انها – اسرائيل – وان الصهاينة ليسوا كيان غاصب وأنهم دخلاء قادمون من شتات الأرض, بل أنها اسرائيل وبلغ بهذا التهافت ان قام الإعلام المتصهين بمحاولة فجة اثناء عملية ( سيف القدس ) المباركة  بعد محاولات الصهاينة الاعتداء على حي الشيخ جراح وقيامهم في العشر الاواخر من رمضان باقتحام المسجد الاقصى واخراج المصلين منه , فكان رد احرار غزة مدويا ومزلزل للكيان عبر صواريخ المقاومة الباسلة التي كانت توصف بالعبثية فأثبتتن انها فاعلة ومؤثرة تخترق القمة الحديدية وتتجاوز تل ابيب وفي الجعبة الكثير .

وتعاطفا من الإعلام ” العربعبري ” مع العدو الغاصب المعتدي كان يقول عن الصواريخ التي تمطرها فصائل المقاومة على الكيان الصهيوني _ انها رشقات صاروخية على إسرائيل – تأكيدا على يهودية الكيان ووصف الأرض التي اغتصبها الكيان الصهيوني عام 1948م وطرد اهلها الفلسطينيين منها بأنها اسرائيل وليست ارض فلسطين!!!.

إن هذا الاعلام المتصهين ورائه عقلية صهيونية وليست سقطة لفظية أو خطاء محرر على الاقل في القنوات المتصهينة لأن الصهينة عقيدة لديها ويقودها صهاينة صرحاء , واما ما فعلته بعض القنوات الأخرى المتأرجحة أو حتي التي لا تعترف بالكيان مثل هذا الخطاء لا يغتفر وخاصة للقنوات المهنية المعتمدة على سياسة تحريرية قوية ومتمكنة ولا تسمح بالزلات كقناة الجزيرة ذات السياسة التحريرية المتميزة وقعت في بداية العملية في نفس الخطاء واستخدمت نفس النهج التحريري ونفس المصطلح ( الرشقات الصاروخية على إسرائيل ) وأن تراجعت عنه في وقت لاحق .

إلا انها سقطة مدوية وكبيرة وغير مغتفرة, ويجب التكفير عنها بالاعتذار للأمة العربية والاسلامية عامة والشعب الفلسطيني خاصة .

ومهما حاولت الصهيونية ومن تحالف معها من قوى غربية و( عربمتعبرنه ) فإن الامة بخير وصوت الحاق مدويا في حناجر احرارها أنها فلسطين وليست اسرائيل والمظاهرات في ساحات العالم نطقت بذلك والشهداء ارتقوا لأجل فلسطين لا اسرائيل .

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى