قررت إيران، السبت 11 يناير/كانون الثاني 2020، إرسال الصندوق الأسود الخاص بطائرة الركاب الأوكرانية المنكوبة إلى فرنسا لقرائته، بعد الإعلان الرسمي الإيراني عن مسؤوليتها عن سقوط الطائرة عبر صاروخ أطلقته بالخطأ، وذلك في الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تحقيقاً كاملاً في تحطم الطائرة ومحاسبة المسؤولين.
أكد مدير مكتب الحوادث الجوية بمنظمة الطيران المدني الإيرانية حسن رضائي فر، أن الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الأوكرانية سيتم إرساله إلى فرنسا لقراءة ذاكرته، لعدم توفر إمكانيات كافية في إيران لقراءته.
ثم تحدث رضائي فر في حديثه لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن رفض بعض الدول مساعدتهم بتقنيات تساعدهم في قراءة الصندوق، إذ قال: «طلبنا من دول مثل كندا، وفرنسا، والولايات المتحدة، إرسال أجهزة البرمجيات اللازمة لتنزيل المعلومات المسجلة بالصندوق الأسود للطائرة، إلى إيران، لكن طلبنا قوبل بالرفض».
فيما أكمل: «بناءً على ذلك قررت إيران إرسال الصندوق الأسود إلى أوكرانيا أو السويد أو إنجلترا أو كندا أو الولايات المتحدة، لقراءته في أحد المختبرات المحايدة والموثوقة في العالم».
ثم ختم بالقول: «أخيراً، تقرر قراءة الصندوق الأسود في فرنسا. ووافقت الدول الخمس المذكورة أعلاه على فك تشفير الصندوق الأسود في فرنسا».
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه الحرس الثوري مسؤوليته عن الحدث وأجرى مؤتمراً صحافياً لتقديم تفسيرات واعتذاراً عن إسقاط الطائرة في إيران الأسبوع الماضي بعد أن مات كل ركابها وطاقم عملها الـ 176. وعلى الصعيد الرسمي أيضاً، ينتظر أن يجري الرئيس الأوكراني اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني.
في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، السبت، إن حكومته تريد تحقيقاً كاملاً وتعاوناً تاماً من السلطات الإيرانية فيما يتعلق بحادث الطائرة الأوكرانية، وذلك في ردّه على إعلان إيران إسقاطها.
فيما قال ترودو الذي عبر منذ أيام عن اعتقاده بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني التي ظلت تنفي هذا حتى السبت، إن طهران اعترفت الآن بأن قواتها أسقطت الطائرة.
مؤكداً أن بلاده ما زالت تركز على «المحاسبة والشفافية والعدالة لأسر الضحايا وذويهم. هذه مأساة وطنية وكل الكنديين يشعرون بالفجيعة».
فيما تابع رئيس الوزراء الكندي الذي فقدت بلاده 57 شخصاً لقوا مصرعهم في الطائرة: «سنواصل العمل مع شركائنا حول العالم لضمان إجراء تحقيق كامل ومستفيض في حادث الطائرة، والحكومة الكندية تتوقع تعاوناً تاماً من السلطات الإيرانية».
صباح السبت، أعلنت هيئة الأركان الإيرانية في بيان أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية، إثر «خطأ بشري»، لحظة مرورها فوق منطقة عسكرية حساسة.
رغم إنكار طهران مراراً سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار.
وفي 8 يناير/كانون الثاني 2020، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز «بوينغ 737″؛ ما أسفر عن مصرع 176 شخصاً، هم 82 إيرانياً و57 كندياً و11 أوكرانياً و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين.
