اخبار إضافيةكتاب وادباء

إيران وأمريكا …. تناوش كلاب على القصعة العربية

بقلم الإعلامية

عايدة بن عمر

عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

ما عاشه العرب من تشرذم وصراعات وحروب داخلية منذ أن جيء الخمينى سنة 1979، لم يعرفه العرب منذ سقوط العباسيين، وما تعرضت له الشعوب العربية في العراق وسورية واليمن وليبيا على يد أذرع إيران الطائفية وميليشياتها العسكرية لم يتعرضوا له إلا في الجزائر من طرف الفرنسيين… فكيف لا تجد إيران الحظوة وحتى الدعم والمكافأة من طرف الإمبريالية الأمريكية والقوى الإستعمارية والكيان الصهيوني… فلم تستبح حرمات الأمة ولم تنهب ثرواتها بمثل ما تستباح به الآن ومثلما تنهب اليوم… فكان التواطؤ معها والاتفاق معها في العراق وسوريا وغض الطرف عنها في اليمن… حتى أن ميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات الحشد، وكل الميليشيات المرتبطة بإيران كانت تتنقل في سوريا تحت حماية الطيران الأمريكي، سليماني نفسه كان يحاصر صلاح الدين والموصل في العراق، ويتقدم وسط ميليشياته بحماية الطيران الأمريكي، ويبيت في المنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الامريكية في بغداد… وهناك شواهد أخرى كثيرة تؤكد التعاون والتنسيق بين إيران والولايات المتحدة…
ما الذي حذث إذن ؟
الحقيقة أن المعركة في جوهرها وبعدها الشكلي هي تناوش بين جراء تأكل من إناء واحد… الكلب الإيراني يبدو أنه أكل أكثر من حصته… وكان أول استفزاز قوي من إيران للولايات المتحدة، هو ضربها لمحطات وقود في السعودية… قيل أن الحوثيين هم من قام بذلك… ولكن التحقيقات التي شاركت فيها أمريكا نفسها، بينت ضلوع إيران في التخطيط لذلك وتوفير اللوجستيك له… انزعاج أمريكا من تلك الضربات وتقديرها أن تعطيل إمداد الاقتصاد العالمي بالطاقة ممكن جدا وأن الإيرانيين لم يراعو ذلك ولم يقدروا حيوية ذلك وخطورته…

ثم ها هي إيران تعجم العود مع أمريكا في العراق.. من خلال دفعها أتباعها هناك إلى ما يشبه التمرد عن التوجيهات الأمريكية، وبناء نظام طائفي سياسيا وليس دينيا تنفذ به إيران سياساتها في التوسع والهيمنة على ثروات المنطقة ومجالها الإستراتيجي دون تنسيق مع الولايات المتحدة، وحتى من ورائها… وكيف أنها ترفض أي إصلاح لهذا النظام في العراق ووصلت إلى حد التدخل المباشر في قمع الحراك الشعبي وقتل نشطائه…

Saudi Arabia’s King Salman bin Abdulaziz Al Saud (2nd L) welcomes U.S. President Donald Trump to dance with a sword during a welcome ceremony at Al Murabba Palace in Riyadh, Saudi Arabia May 20, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst

في حين أن الولايات المتحدة تريد أن تتقاطع مع هذا الحراك على الأقل فيما يتعلق بالحد من التدخلات الإيرانية، وتأمل ان ينجح الحراك العراقي في هذا المستوى… ولكن الإيرانيون بأنانيتهم أو سوء تقديرهم قرروا أن يجهضوا هذا الحراك عبر قمعه وتصفيته وهذا ما أزعج الولايات المتحدة، خوفا من أن تنجح إيران في ذلك، فيصبح بقاء الولايات المتحدة أكثر تكلفة وأقل مردودية في المهمات الكبر التي تكلف أمريكا نفسها بها… أو تساهم في تجذره وتحوله إلى ثورة إستقلالية تحررية، مناهضة للإيرانيين والأمريكان، وتخسر بالتالي أمريكا كل ما دفعته من أرواح وأعتدة…

ضغطت أمريكا عبر بعض العقوبات الإقتصادية، ولكن إيران استعاضت عن كل خسائرها من الخزانة العراقية، وما تأخذه من تجهيزات وما تفككه من معامل وما تسوقه للعراق من سلع وبضائع، مما شجعها على المضي دون احتساب لرد الفعل الأمريكي، خاصة وقد تعودت عن بعض التغاضي وغض الطرف الأمريكي… أمريكا لم يعد أمامها متسع من الوقت فقامت بما قامت به… تصفية المجرم قاسم سليماني لكن الأهم من قتل سليماني هو تغييرها لقانون اللعبة مع إيران… أركان النظام الأمريكي صرحوا بذلك علانية قالوا انتهى زمن التعاطي مع الإرهابيين بالتهديد والضغط… وانما سيكون العقاب من نفس الجرم واقسى…
أحد المسؤولين الأمريكان يتحدث اليوم عن قتل السفاح الآخر حسن نصر الله، وكأنه يتحدث عن قتل بعوضة أو حشرة، بل فيهم من تحدث متأكدا من أنه لا يتوقع أي رد إيراني على نفوق قاسم سليماني على يد الأمريكان، لأنهم يعرفون أنه سيكون هناك رد على أية حماقة إيرانية… وأن خامنائي يعرف أن نصر الله سيكون هو أحد الاهداف الأمريكية… وهذا ما سيحصل… الإيرانيون سيتحفظون ويضبطون النفس … وحتى وإن رموا صاروخا هنا أو قتلوا متعاونا هناك.. فسيكون بالاتفاق مع الأمريكان وفقط لاسترجاع بعض من كرامتهم وهيبتهم .
الأمريكان والإيرانيون أعداء يحتلون أرضنا ويقتلونا شعبنا ويستغلون ثرواتهم… كل صراع بينهم وكل خلاف ببنهم ستخف معه وطأة جرائمهم في حق أمتنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى