آخر الأخبار

إيطاليا تنجح في تحويل ماضيها الأليم مع كورونا إلى مثال أوروبي ناجح.. دراسة تكشف سر تجنبها موجة ثانية

أصبحت إيطاليا واحدةً من أكثر الدول استفادة من الموجة الأولى بجائحة كورونا، والأكثر استعداداً لموجة ثانية “محتملة” في فصل الخريف، بعد أن سجلت أرقام إصابات وقتلى من بين الأضعف في القارة العجوز، إذ أكدت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية أن روما لا تواجه موجة ثانية مثل التي تواجهها إسبانيا وفرنسا، لأن المواطنين استمروا في ممارسة إجراءات التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي وارتداء الكمامات الواقية.

وفق تقرير لصحيفة Business Insider الأمريكية، الأربعاء 23 سبتمبر/أيلول 2020، فإنه في الوقت الذي تتزايد فيه الحالات في جميع أنحاء أوروبا، منذ الأسبوع الماضي، فإنه كان لدى إيطاليا أقل من 1500 حالة جديدة في المتوسط يومياً، مقارنة بمتوسط الحالات في فرنسا، الذي بلغ نحو 10400 حالة جديدة، و10500 حالة جديدة في إسبانيا، و3700 حالة جديدة في المملكة المتحدة.

مع العلم أن الموجة العنيفة الأولى في إيطاليا شملت أكثر من 250 ألف إصابة، و6 آلاف حالة جديدة في اليوم الواحد في ذروتها في مارس/آذار.

تغير سلوكي: كانت الموجة الأولى من فيروس كورونا في إيطاليا مؤسفة إلى الحد الذي يجعل العديد من المواطنين في البلاد مازالوا يتبعون القواعد بعد مرور ستة أشهر، بينما تواجه دول أوروبية أخرى، كانت أكثر تهاوناً بخصوص اتباع القواعد، موجة ثانية في الوقت الحالي.

اضطرت القوات المسلحة الإيطالية إلى نقل الجثث من مدينة بيرغامو، في إقليم لومبارديا، إلى مقاطعات مختلفة عندما امتلأت مشرحة المدينة، بينما كان لا بد من توفير الأوكسجين في المستشفيات التي اكتظت بالمرضى.

في حديثها لصحيفة The Wall Street Journal، قالت إنريكا جراتسيولي، المقيمة في ميلانو، إنها لم تحضر أياً من حفلات العشاء التي تحبها منذ انتشار الجائحة.

وقالت إنها ربما كانت تبالغ في ذلك “ولكن لدينا مأساة وطنية ذات أبعاد ملحمية، ولا ينسى المرء شيئاً كهذا بسرعة”.

في إيطاليا، ظلَّ ارتداء الكمامات إلزامياً في الأماكن العامة، وفي وسائل النقل العام وفي الأماكن المفتوحة المزدحمة.

دراسة أثبتت ذلك: وفقاً لصحيفة The Wall Street Journal، كشفت دراسة استقصائية أجرتها إمبريال كوليدج لندن وشركة YouGov أن 85% من الإيطاليين قالوا إنهم يرتدون كمامات في الأماكن العامة، وهي النسبة الأعلى في أوروبا، وذلك بخلاف الوضع في إسبانيا.

في حديثه لصحيفة The Telegraph، قال أندريا كريسانتي، عالم الطفيليات الجزيئية في إمبريال كوليدج لندن، وهو منتدب في جامعة بادوا، إن العامل المهم هو أن إيطاليا أبقت مدة الحجر الصحي لديها 14 يوماً، بينما خفضت دول أوروبية أخرى مدة الحجر إلى سبعة أو عشرة أيام.

كم اعتبر أن عاملاً آخر كان مهماً تمثّل في الرقابة والرصد.

يوضح المتحدث نفسه قائلاً: “في كل مرة نتلقى فيها حالة مصابة، حتى ولو من دون أعراض، فإننا نجري اختباراً لكل فرد من مختلف الدوائر الأسرية والاجتماعية ودوائر العمل لهذا الشخص. هكذا نتعامل الآن مع كل مجموعات الحالات لدينا”.

إجراءات رسمية ومخاوف شعبية: وفقاً لصحيفة Telegraph، لم تهتم إيطاليا كذلك بتنمية قطاعها السياحي، وحظرت نوادي الرقص في أغسطس/آب.

على النقيض من ذلك، جرى الاستشهاد بالقيود غير المحكمة التي فرضتها إسبانيا على التجمعات الأسرية، وحفلات الشوارع، والنوادي الليلية باعتبارها من الأسباب التي أدت لعودة ظهور المرض من جديد.

كما ذكرت The Wall Street Journal، وفقاً للمعهد الوطني الإيطالي للصحة، أن أكثر من ثلثي حالات الإيطاليين المصابين بكوفيد-19 اكتُشفت من خلال الفحوصات الطبية واقتفاء أثر المخالطين لهم، وليس بسبب ظهور أعراض عليهم.

ليست إيطاليا في مأمن من التعرض لموجة ثانية، توجد حالياً مخاوف من أن المدارس التي أعيد فتحها في 14 سبتمبر/أيلول، قد تتيح فرصةً لانتشار الفيروس.

في تصريح للصحيفة، قالت غندالينا غرافينيا، أستاذة علم النفس بجامعة ميلانو الكاثوليكية “كان الناس خائفين للغاية في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، وكان لهذا تأثير على السلوك قصير الأجل، ولكن ليس من الواضح إلى متى قد يستمر هذا”.

كما قالت: “نحن من دول البحر المتوسط، وغالباً ما نتصرف تبعاً لعواطفنا أكثر من الدول الأخرى”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى