آخر الأخبارتقارير وملفات

االجيش المصرى المشغول بصناعة “الكحك”وتربية المواشى والجنبرى وإحتمالية مواجهة عسكرية مع تركيا

تقرير إعداد الباحث والمحلل السياسى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

أثار رئيس الإنقلاب فى مصر عبدالفتاح السيسي، جدلا واسعا بتصريحات حديثة له تحدث فيها عن احتمالية مواجهة عسكرية مع تركيا في ليبيا.

ذاكرة السيسى المثقوبة جعلته ينسى أنه هو الذي حول الجيش لجهة منتفعة ودمر النظام العسكري عبر استغلال طاقاته في منافسة المنتجين المصريين للسلع الغذائية  وتربية الماشية والطيور ومزارع الجنبرى والأسماك بدلا من حراسة الحدود وهي وظيفته الأصلية، قال إن “مصر تعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل يظل الطريق الوحيد الممكن لتسوية الأزمة في ليبيا”.

لأول مرة في التاريخ المصري يتسلل حاكم خلسة إلى داخل النفس المصرية، فيعيد ترتيب أولوياتها وفقا لأحلامه المزعجة، ويعبث بالمشاعر، ويخلط الأحاسيس، ويفجر طاقات من اللامبالاة بالوطن فتخرج إلى العلن في مشهد معتم عل شكل سلوكيات لا يصدق من عرف مصر قبل عبد الفتاح السيسى أنها فعلا أم الدنيا.
عالم عجيب من الفهلوة والاحتيال والنصب صنعته رؤية السيسى لنظام الحكم، فتسارع في ظله لصوص الحزب الوطني “حزب مستقبل مصر”والاغنياء  لينتشروا في كل مكان تحت حماية النظام في محاولة لنهب مقدرات الشعب المصرى، فكانت القارعة.. وما أدراك بالقارعة.
من أي مكان أبدأ أجدني عاجزا عن تصديق المشهد، ومع ذلك فلنبدأ من أسرة عبد الفتاح وزوجته إنتصار التي تحكم ولا معقب لحكمها.

 

يرى شعب مصر العريق، صاحب أقدم الحضارات، وصانع العباقرة والعلماء قطيعا من خدم الأرض، تربطهم به علاقة السيد بالعبد، لذا يرفض رفضا قاطعا فكرة مساواة المصريين في الحقوق وحتى حلم وصول مصري آخر إلى سدة الحكم، فهو منحة أعطاه إياها المشير محمد حسين طنطاوي  القائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية.

في مصر 60 ألف معتقل أكثرهم أبرياء، لكن أبناء أرض الكنانة في عهد صاحب الجلالة عبد الفتاح السيسى عبثت بقيم الشهامة في نفوسهم سلطة خططت بدقة عميقة لتحل بدلا من مشاعر الكرامة والشجاعة الأدبية والدفاع عن المظلومين والذود عن الوطن نوعا من الغباء الفريد الغريب والجديد على هذا الشعب العظيم.

لاتوجد في مصر مؤسسات ، فالسيسى هو القاضي والحاكم والخصم والجلاد، وهو الآمر والناهي وواضع الدستور والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس كل أجهزة الدولة العسكرية والأمنية والاعلامية والثقافية والسياحية والفكرية والتعليمية، ويقبض في يديه السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، أما من حوله من رئيس للوزراء إلى كل أعضاء الحكومة فهم ليسوا حتى اصفار لا تساوي شيئا، أو أحجار على رقعة شطرنج يحركها اصبع سعادة عبد الفتاح السيسى وأولاده ولا ننسى صاحبة العزة إنتصار ويلقي بها جانبا متى شاء وفى اى وقت أراد.

احتمالية حدوث مواجهة بين السيسى وتركيا 

وردا على سؤال حول احتمالية حدوث مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا في ليبيا، قال السيسي في حديثه لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية: “مصر لن تكون أبدا الطرف البادئ بالاعتداء لكن في المقابل، فإن قواتنا المسلحة دائما مستعدة للدفاع عن وطنها وضمان أمنها القومي في مواجهة أي شكل من أشكال التهديدات”.

السيسي الذي تمر بلاده بأكبر تهديد على مر تاريخها الحديث والقديم وهو سد النهضة الإثيوبي الذي سيؤثر على حصة مصر من المياه ويهدد بتعطيش سكانها، استدعى بعض شيوخ القبائل الداعمة لحفتر والتقى بهم في القاهرة يوم 17 يوليو  2020، وهو ما اعتبره البعض طلب تفويض منهم بدخول الحرب في ليبيا.

يُعد السيسي “الدكتاتور المفضل” لدى كل زعماء أوروبا وليس عند ترامب فقط؟

زيارة السيسي التي أثارت سخرية واسعة لفرنسا ،ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ظل الحملة الكبيرة التي يشنها المسلمون ضد فرنسا بسبب إساءة الأخير للإسلام، مشددا على أن السيسي هو “الدكتاتور المفضل” عند جميع قادة أوروبا.

ففي العالم العربي فقط تسقط قيمهم التي يتبجحون بها عن حقوق الإنسان والحريات، وهم بذلك يظنون أنهم يحمون بلادهم من التطرف والهجرات غير الشرعية فيما هم بالحقيقة صناع الديكتاتوريات والتطرف والإرهاب.”

ويشار إلى أنه رغم اختيار فرنسا تجاهل الانتهاكات الحقوقية في مصر وتغليب لغة المصالح، فإن الوضع الحقوقي لاحق عبد الفتاح السيسي خلال زيارته فرنسا عبر وسائل الإعلام الفرنسية ناهيك وقفة احتجاجية نظمها نشطاء مصريون وفرنسيون واعضاء من البرلمان الفرنسى مساء الاثنين أمام مقر البرلمان الفرنسي.

وشارك في تنظيم الوقفة “ائتلاف الدفاع عن الديمقراطية في مصر، وجمعية حقوق وعدالة بلا حدود، وائتلاف نساء من أجل حقوق الإنسان، ومنظمة صوت حر، والأكاديمية الدولية للحقوق والتنمية، والجمعية المسيحية لمناهضة التعذيب، والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام”، وتزامنت مع اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ضيفه المصري في قصر الإليزيه بباريس.

ورفع المشاركون، وبعضهم من أبناء الجالية المصرية في فرنسا، أعلام مصر ولافتات تحمل عبارات رافضة لزيارة السيسي لباريس وأخرى منددة بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، مرددين الهتافات الرافضة لحكم السيسي وفاضحة للانتهاكات التي يرتكبها النظام بحق المعتقلين في السجون ومنددة بمظاهر الإفقار والإذلال لكافة أبناء الشعب المصري.

تباين بين جيش الجنبرى والسلع الغذائية والجيش التركى المحترف

أطلق عبد الفتاح السيسي، عدة تصريحات خلال افتتاحه عدداً من مشروعات الإنتاج الحيواني داخل محافظة الفيوم، ما أثار التساؤلات الساخرة والمستهجِنة، على وسائل التواصل الاجتماعي، لتدخّل المؤسسة العسكرية في الحياة الاقتصادية للدولة.

 “هل رأيتم مثل هذه المشاهد في أي دولة محترمة، تقحم الجيوش في تربية الماشية وتسمين العجول والألبان!! بعد سلاح الجمبري والكابوريا والبلطي، جيش البيزنس ينافس الناس الذين يعملون في هذه المجالات في أرزاقهم، والأموال التي يربحها لا تصب في موازنة الدولة، هذا نظام جزر الموز“.

السيسي رايح الفيوم معقل الفراخ واللحمة والبيض، ورايح يفتح مجمّع هناك رايح يبيع الميه في حارة السقايين“.

تقف تركيا هناك على أرض صلبة، كون تدخلها جاء بعد اتفاقية عسكرية وقعتها مع حكومة الوفاق الشرعية برئاسة فائز السراج المعترف بها دوليا، وكذلك بتنسيق أميركي متواصل، ودعم برلمان بلادها، وتأييد شبه دولي.

ويبدو أن مصر منشغلة الآن بحرب مياه مقبلة مع إثيوبيا والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يبدو أنه أحال ملف السد إلى القوات المسلحة لأن الحل السياسي وصل لطريق مسدود، وليس سهلا أن تقاتل مصر على جبهتين، إضافة إلى أن دول الخليجة الداعمة لمصر (السعودية والإمارات) غير قادرة على تمويل مصر في هذه الأوقات لعدة أسباب.

وعلى الرغم أن احتمالية المواجهة بين الجيشين ضعيفة، فإن خبراء عسكريين يرجحون أن تكون الحرب من خلال الضربات الجوية ليلا، واشتباك مسلح مفاجئ، خاصة أن جيشي البلدين لا يستطيعان القتال خارج حدودهما، لكن إذا أغرق المصريون قطعة بحرية واحدة لتركيا ستندلع حرب شاملة مفاجئة، وستمتد تلك المواجهة لسنوات وليس لشهور، لأنها ستأخذ فعلا وردة فعل، بحسب خبراء.

حجم القوة العسكرية التركية

هناك عدد من الإمكانيات العسكرية المتقدمة التي تميز الجيش التركي، وهي أن لديه ميزانية عسكرية أعلى من مصر، حيث خصصت تركيا 19 مليار دولار للإنفاق العسكري في آخر ميزانية لها مقابل 11 مليار دولار خصصتها مصر، إضافة إلى أن الجيش التركي يأتي في التصنيف بالمركز الـ11 بين دول العالم.

خلال عام 2020 بلغت ميزانية الجيش التركي حوالي  1.2 تريليون ليرة ( 200 مليار دولار). يوجد لدى الجيش التركي 355 ألف جندي بالخدمة العسكرية مقابل 380 ألف جندي الاحتياط.

ويوجد لدى تركيا القدرة على تشغيل أسطول من السفن الحربية المجهزة بصواريخ مضادة للسفن، والغواصات، بالإضافة إلى أسطول جوي، والذي يستطيع تقديم الدعم الجوي للقوات، إضافة إلى أن تركيا تعتمد بشكل كبير على قدرات الدعم الهجومي الهائلة للقوات البرية.

أيضا تعد تركيا ثاني أكبر قوى في تحالف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والمعايير اللوجستية للناتو رفيعة المستوى، ومصر تعرف ذلك.

يوجد لدى سلاح الجو التركي 1055 قطعة جوية، منها 497 مروحية وهي طائرات هجومية، وهو يعد أسطول هائل من المروحيات ويميزها عن مصر في هذا السلاح، و207 طائرات مقاتلة، إضافة إلى أن تركيا تتفوق في سلاح الطائرات المسيرة والمعروفة باسم “بيرقدار”، كما تتوفر لديها منظومة الدفاع الجوية الروسية S-400.

وتمتلك تركيا 194 قطعة بحرية، ويعطي سلاح الغواصات تفوقا للبحرية التركية، حيث يتوفر لديها 12 غواصة، وكذلك تتميز بعدد الفرقاطات إذ  يوجد لديها  16 فرقاطة، و11 سفينة مضادة للألغام، و10 طرادات.

وتمتلك تركيا 3200 دبابة و9500 عربة مدرعة، و 1278 وحدة مدفعية، و1230 وحدة مدفعية ميدانية.

القطع العسكرية التركية تعتمد بشكل كبير على القدرات البرية، مستخدمة في ذلك دبابات قديمة تم تحديثها، وعربات مصفحة بجانب مدافع الهاوتزرز من طراز فرتينا 155/52، وصواريخ مضادة للدبابات.

حجم القوة العسكرية المصرية

وأما مصر فقد قامت بشكل جوهري بتحسين قدراتها الجوية والبحرية، بـ”جهود تحديث سريعة وهجومية” خلال الأعوام السابقة عن طريق صفقات السلاح مع كل من الولايات المتحدة، وفرنسا، وروسيا.

ويوجد لدى الجيش المصري 440 ألف جندي، كما تتألف قوات الاحتياط في الجيش من 450 ألف جندي، كذلك، يمتلك سلاح الجوي المصري 1054 قطعة عسكرية، منها 215 طائرة مقاتلة، ويوجد لدى مصر 316 قطعة بحرية، وتمتلك حاملتي طائرات مروحية، و8 غواصات، و7 فرقاطات، و7 طرادات، 31 سفينة مضادة للألغام، ولدى مصر سفينتان للهجوم البرمائي من طراز ميسترال، اشترتهما القاهرة من فرنسا.

مصر لديها مجموعة صواريخ الدفاع الجوي، بما في ذلك منظومة  S-300 الروسية وصواريخ الباتريوت، ولديها شبكة دفاع جوية، كما تمتلك مصر”” 4295 دبابة قتالية، الجيش المصري أيضا لديه عدد أكبر من العربات المدرعة بنحو  11700، أما الوحدات المدفعية ذاتية الدفع فيملك الجيش المصري 1139، ولدى مصر من قوات المدفعية الميدانية نحو 2189.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى