آخر الأخبار

احتجاجات في مدن فرنسية على تعيين وزير للداخلية من أصول عربية.. يخضع لتحقيق بتهمة الاغتصاب

خرج آلاف المحتجين في العديد من المدن الفرنسية، الجمعة 10 يوليو/تموز 2020، تنديداً بتعيين جيرالد دارمانان وزيراً للداخلية، رغم أنه يخضع لتحقيق قضائي بتهمة اغتصاب امرأة في 2009، في اتهام ينفيه بشدة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

إذ اعترف دارمانان، الذي تنحدر والدته من أصول جزائرية، بأنه أقام علاقة جنسية مع هذه المرأة، لكنه يؤكد أن هذه العلاقة تمت برضا الطرفين وليس بالإكراه. وأسقط القضاء التهم عنه في 2018، لكن بداية هذا العام أمر قضاة التمييز في باريس بإعادة فتح التحقيق في القضية.

“ثقافة الاغتصاب إلى الأمام”: سار المتظاهرون في شوارع باريس وبوردو وليون وتولوز ومدن أخرى مردِّدين شعارات تندد بـ”ثقافة الاغتصاب إلى الأمام”، في إشارة إلى اسم حزب الرئيس إيمانويل ماكرون الحاكم “الجمهورية إلى الأمام”.

كما أعرب المتظاهرون عن غضبهم أيضاً من تسمية إريك دوبون موريتي وزيراً للعدل، وهو محامٍ مشهور وجّه في السابق انتقادات حادّة لحركة “مي تو”، التي تتضمن مناداة للقضاء على التحرش الجنسي.

قالت آنوك لاغاري، البالغة من العمر 22 عاماً، في تولوز، حيث تظاهر نحو 300 شخص “نحن هنا للمطالبة باستقالة جزء من هذه الحكومة”. وأضافت “عندما علمت بهذه التعيينات بكيت، لأنني كنت ضحية اغتصاب. بالنسبة إليّ وإلى جميع ضحايا الاغتصاب هذه إهانة”.

بينما في باريس، قال نولاغ، الطالب البالغ من العمر 24 عاماً والذي كان بين نحو ألف متظاهر، إن “تعيين دارمانان بصقة في وجه جميع الضحايا. هذا النوع من التجمع سيوقظ الناس”.

منصب هام لابن مهاجرين: الوزير الشاب جيرالد دارمانان (37 عامًا) حصل على ترقية كبيرة في حكومة جون كاستيكس، بانتقاله من الحسابات العامة في وزارة الاقتصاد، وتعيينه في السادس من يوليو/تموز وزيراً للداخلية خلفاً للوزير السابق كريستوف كاستانير. 

منصب هام لا يحظى به في العادة إلا المقربون من رئيس الجمهورية وأصحاب الخبرة، ولم يكن في السيرة الذاتية لدارمانان ما يؤهله لشغل هذا المنصب الحساس، خاصة أن وزارة الداخلية تشهد مشكلة ثقة بين الإداريين وقوى الأمن، كما أن وزير الداخلية سيكون على عاتقه مواجهة الأزمات والاضطرابات الاجتماعية التي ستواكب الإصلاحات الحكومية.

 والدته من أصول جزائرية: “إنه شرف كبير لحفيد مهاجرين مثلي، أن يُعيّن وزيراً للداخلية في بلد جميل كفرنسا”، هذه أول تغريدة للوزير جيرالد دارمانان بعد إعلان تعيينه في منصب وزير الداخلية، حيث اعترف الوزير أن مشواره الشخصي والعائلي لم يكن ليسمح له بأن يحلم بتبوء مناصب مرموقة في الجمهورية الفرنسية.  

جيرالد موسى دارمانان باسمه الكامل هو ابن جيرارد، مسير مقهى في مدينة فالنسيان، شمالي فرنسا، من أصول يهودية مالطية، وأمه كانت عاملة نظافة من أصول جزائرية، حيث كان والدها جندياً متطوعاً في الجيش الفرنسي. 

جيرالد دارمنان يفتخر بأصوله الأجنبية وبانتمائه للطبقات الاجتماعية الشعبية في شمالي فرنسا، حيث قال في إحدى مقابلاته الصحفية “إن أهله علموه منذ الصغر أن أصوله الأجنبية في فرنسا تفرض عليه أن يعمل عشر مرات أكثر من بقية الفرنسيين”.

دارمانان بدأ في سن 16 مناضلاً في حزب “التجمع من أجل الجمهورية”، الذي أسسه الراحل جاك شيراك بعد خلافه مع الرئيس جيسكار ديستان، وكان في بداياته على خط يميني محافظ يقترب من أفكار أقصى اليمين، لكنه مع الوقت تأثر بأفكار الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وأصبح يميل إلى التيار اليميني الليبرالي، ولكن بعيداً عن الجانب البرّاق من الساركوزية، حيث دافع عن اليمين الاجتماعي، الذي ينتمي إليه أغلب الفرنسيين الذين يعيشون في المدن والقرى الصغيرة.

في سن الثلاثين أصبح جيرالد دارمانان نائباً عن اليمين المحافظ، وفي العام 2014 فاز بالانتخابات البلدية، وأصبح عمدة لمدينة توركوان، حيث عرف بجديته وقربه من المواطنين، وطريقته المباشرة حتى في انتقاد زملائه من حزب اليمين المحافظ.

اتهامات بالاعتداء والتحرش: محكمة باريس طلبت في بداية شهر يونيو/حزيران العودة إلى التحقيقات التي تستهدف الوزير دارمانان، بشأن اتهامات بالاعتداء الجنسي والتحرش تعود إلى العام 2009.

الوزير استفاد من الإخلاء وعدم المتابعة في العام 2018، بسبب نقص الأدلة، لكن محكمة النقض طلبت إعادة فتح الملف، وهذا لم يكن عائقا بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون لتعيينه في وزارة الداخلية.

الوزيرة السابقة المكلفة بحقوق السيدات، لورانس روسينيول، اعتبرت أن تعيين دارمانان هو صفعة للنساء الفرنسيات اللواتي يتعرضن للعنف والتحرش الجنسي. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى