الأرشيف

احتفالات المصريين بمياه المجارى وارتفاع الأسعار وازدياد معدلات البطالة وفوز النادى البورسعيدى على الأهلى

بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف k

سمير يوسف

في داخلى شحنة من الغضب والاشمئزاز والتقزز، تكفي لأن انزع كلمة مصر من قاموس حياتى، وأجعل ام الدنيا خارج نطاق دول العالم المعترف به ، وأدفن تحت ترابها كل جماهير هذا الشعب الذي فقد آدميته ولا يزال مترددا وخائفا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن كرامته ووطنه ومستقبل اجياله القادمة ! فالمصريون لا يفرقون أحيانا بين النبوة وبين رئيس البلاد ، ويملك فرعون مصر الجنرال الجديد، كما جرت العادة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، السماء والأرض وما بينهما من مخلوقات خرجت عنها صفة الإنسان ولم تصل حتى الى صفة الحيوانات او الحشرات.

وصناعة العبيد فن يجيده بمهارة رجل المخابرات العسكرى بدعم شامل وطوعي من ابناء الوطن أنفسهم, فالطغيان له طرفان, الطاغية بما يملك من بلطجية وعصابات وأجهزة قهر ومعتقلات وسجون وآلات تعذيب وأموال شعب منهوبة وسلطة لاحدود لها ، والرعايا أن يكونوا كالفئران يفضلون حياة المهانة والإستكانة، ويستعذبون الذل، ويرون في الجبن أمنا وسلاما، وفي السير بجوار الحائط استقامة لا تغضب الفرعون، ولا تُعَرّض العبد لاستدعاء لأقسام الشرطة وما يستتبعه من اعادة ترويضه ليعود ذليلا خانعا وخائفا وراضيا بالقضاء والقدر الذي اختار له ولي أمره ونعمته القائد العام للقوات المسلّحة.

سيسى

لم يشهد عصر من العصور ماقبل التاريخ أو الحديثة فسادا كما حدث في عهد عبد الفتاح السيسى، وكانت كل جرائم النهب والهبر وسرقة أموال الشعب وشركات رجال مصاصى الدماء وتوظيف الأموال واقتراض مئات المليارات من ثروات الوطن ومن ذئاب العالم الخارجى الذى يراقب كل صغيرة وكبيرة تجرى داخل الوطن المسلوب ، تجري تحت سمع وبصر الحاكم العسكري للمحروسة, وفي المقابل سرت حالة من اللامبالاة والخنوع والخضوع والخوف بين أبناء شعب مصر العريق في الوطن الذي تقدمت كتيبة من الأفاقين والمنافقين والجبناء ومعدومي الضمير وفاقدي الكرامة يزينون للقائد الإنقلابى حالة البؤس في الوطن المسكين، ويلمعون فشله، ويعرضون على الشعب بضاعة فاسدة على أنها منجزات ومكتسبات، ويساهمون في استمرار صناعة العبودية التي تمكنت, للأسف الشديد، من الوطن كله، من اقصاه إلى ادناه .

ازهر

اكثر ما كان يفعله أبناء أم الدنيا دعوات تبلغ العلي القدير أمنياتها, وتطلق في حجب السماوات العلا أدعيتها، وتطلب من العزيز الوهاب الرحمة لشعب مصر. لكن هذه الأصوات لم تعرف طريقها إلى وسائل الإعلام المختارة بعناية الفرعون الجديد امثال ” مصطفى بكرى ” “واحمد موسى ” ” وعمر أديب “، ولم يأخذها شيخ الأزهر زراع الوهابية وآل سعود في حسبانه، على الرغم من أنها الأقرب إلى ملكوت الله، والأكثر مصداقية عن الآم الوطن والمواطن.
كانت هناك أصوات المظلومين والمعذبين في الأرض, والذين انتهكت قوانين عبد الفتاح السيسى وبرلمانه ساقط الإبتدئية حرياتهم، واغتصب ضباط شرطة أبناءهم، وعرفت أجسادهم الحرق والنفخ والتعذيب وقلع الأظافر، ودخلت في مواضع العفة منهم عصا غليظة أو أسلاك كهربائية، وصرخوا من الأوجاع والآلام التي لا يحتملها بشر فكادت السماوات السبع ومن فيهن يتفطرن من هول ما يحدث في سلخانات الشرطة برضاء وسعادة عبد الفتاح السيسى.

اعلام

أن الشعب المصرى لعنوا الإعلام الكذاب ثم عادوا يصدقونه بكل ثقة .. كأن المصريين مستعدون أن يُلدغوا مِن نفس الجحر مئة مرة، ويُخدعوا من اعلام مسيلمة الكذاب ألف مرة ، وهذا يدل على أن عدداً كبيراً من الناس لم يُظلموا وإنما هم يَنالون ما يستحقون بالضبط .. تركيبهم العقلي والنفسي لا يسمح بالتقدم .. ولا يستطيعون إلا أن يكونوا اذلاء  معدمين مُهانين خائفين،

اسمع

فى الكتاب المقدس “ اِسْمَعْ هذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ (سفر إرميا 5: ، هذا الشعب لابد ان يكون احد اثنين .. إما شعب يكره نفسه لأنه رغم ما يشيعون عنه من انه شعب بنى الحضارات يأبى ان يصلح حاله ويعالج مصابه ويزيل عن نفسه ذلك القيد الثقيل من الفقر .. والجهل .. والمرض وإما أنه شعب زاهد ،قد تعود ذلك البؤس الذى يرتع فيه والحرمان الذى يأخذ بخناقه».

شعب يشرب مياه المجارى وارتفاع اسعار كل شيئ ولايثور بل اعتاد على ذلك ،شعب لم يرى منذ عهد الفراعنة حتى اليوم عدالة ولا حرية.

عجبى الشعب البورسعيدى  يحتفل حتى الساعات الأولى من الصباح

النادى-المصرى

هذه الصورة من مئات الآلاف من المعدمين ليست لمظاهرة سياسية ضد سلطة الإنقلاب كالتي اعتاد عليها المصريون خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهي ليست تجمعاً للمطالبة بحقوق فئوية وامتيازات مهنية، بل هي صورة لتجمع للاحتفال استمر حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء فرحاً بفوز فريق كرة القدم التابع لمحافظة بورسعيد، وهو النادي المصري على النادي الأهلى في المباراة التي جمعت بين الفريقين مساء الاثنين، وانتهت بفوز المصري بثلاثة أهداف مقابل هدفين،وهكذا إذا ظلم الناس بعضهم بعضا سلط الله عليهم من يظلمهم، إنها قاعدة مهمة في فهم عقوبة من العقوبات التي يؤدب الله عز وجل بها خلقه، على أي مستوى كان ذلك الظلم سواء كأفراد أو كمسؤولين أو كأمم وشعوب، فمن يظلم يسلط الله عليه من هو أشد منه ظلما وجورا.

فالله سبحانه من عقوباته أنه يسلط الظالم على الظالم ومن أعان ظالما سُلط عليه ﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأنعام: 129]،
يقول الفضيل بن عياض: إذا رأيت ظالما ينتقم من ظالم فقف عند تلك الآية متعجباً، فالشعوب إذا ما فشا فيها الظلم سلط الله عليها حاكما ظالما، فقد قال بنو إسرائيل لموسى: سل ربك يبين لنا علامة رضاه وعلامة سخطه، فسأل موسى ربه فقال له رب العزة جل وعلا: يا موسى أخبرهم أن علامة رضاي أن أستعمل عليهم خيارهم وأن علامة سخطي أن أستعمل عليهم شرارهم.

يارب

ستون ألف معتقل في سجون مصر وأكثرهم لم يُقَدَّموا للمحاكمة، أو تمت تبرئتهم، أو انتهت مدةُ العقوبة ولا يملكون الآن لحظة واحدة يحلمون فيها بالحرية والكرامة، فالجنرال الجديد جاء لحماية تجاوزات كل من سبقوه من عسكر مصر، ولمسح الذاكرة المصرية، ولمنع أي كشف حساب لجرائم حكم الجنرالات منذ انقلاب 52 وحتى الآن.
إذا كان عبد الفتاح خليل السيسى يضحك في جنازة وطن فشعب مصر كله بدون استثناء يحمل النعشَ دون أن تبدو على وجوههم علائمُ غضب أو حزن أو تبرّم أو معارضة أو اتهام للقاتل أو تقديمه للمحاكمة حتى لو كانت مزيفة أو خيالية.
الجميع شارك في اغتيال الوطن، فمنا الصامت، والخائف، والخجول ، وضباط الشرطة، وقضاة اخطؤا فى فهم عدالة الرحمن الرحيم ، ومحامين ، وعمال وستات البيوت والجالسين على موائد الرحمن التى تنظمها الكنائس فى محافظات ام الدنيا .
أرادنا الحاكم العسكرى رقابا محنية، وعيونا لا ترى إلا كسرات خبزها، ونفوسا واهنة، وقلوبا مرتعشة، فأعطيناه أضعاف ما طلب، وركعنا، وسجدنا، وتزلفنا، وتبرعنا بخوف العرس والفئران، وطاردنا مناهضي السلطة، وتلذذنا بسوط من لايؤمن بحساب الواحد الجبار .

جميعنا داخل قفص الاتهام، من الكتاب الصحفيين مرورا بلواءات الجيش والشرطة والمخابرات، وليس انتهاء برجال علم ودين وأعضاء منظمات حقوق الإنسان التى تنخرط في الطغيان بحجة الدفاع عن الإنسان حيث لايوجد ما يسمى بإنسان، وتخرس سنوات طويلة على أكبر عملية استغفال واستحمار واستعباد شعب عمره بضعة الآلاف من السنين .

الفقير

يختار المصريون بأنفسهم أغلالهم، ويضعونها في أعناقهم وقد ظهرت على وجوههم سعادة ، ويغضب الكثيرون إن سعيت لتوعيتهم بان الحرية هى للإنسان ، فالعبودية هى الأمن والأمان ، وهي ضمان للعودة إلى البيت، ونحن افضل حالا من شعوب المنطقة من العراق الى سوريا !

انتظر ايها الشعب الجاهل الغافل فالقادم اقرب مما تتوقعون بعد ان تشربوا مياه المجارى اسوء بكثير. 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى