سيدتي

احذر 4 أخطاء شائعة عند التواصل مع طفلك لتعليمه الكلام

تعد السنوات الأولى من عمر الطفل شديدة الأهمية في اكتساب اللغة الأم وأي لغة ثانية. والأسلوب الأفضل لتحقيق ذلك بطريقة صحيحة هو التواصل المستمر والتحدث عن كل شيء مع الطفل، وبالتأكيد استخدام الوسائل التعليمية مثل الكتب والألعاب والبطاقات، وغيرها من المحفزات التي تلعب دوراً مهماً في تنمية مدارك الطفل.

يقع الكثير من المربين في بعض الأخطاء عند التحدث إلى أطفالهم في المراحل العمرية المبكرة المعروفة بـ “فترة التحفيز على الكلام”؛ والتي تشمل 3 سنوات من عمر الطفل نتعرف على أبرزها:

يلجأ الكثير من المربين إلى الحديث مع أطفالهم بطريقة مبسطة جداً، يستبدلون فيها الكلمات المعقدة بمفردات أبسط، أو يقومون باختصارها، أو يأتون بكلمة مختلفة تماماً عن اسم الشيء ومعناه الحقيقي، وتم اختراعها من قبل الأم نفسها أو أم أخرى في سالف الزمان وتناقلتها الأجيال.

مثال على ذلك، كلمة “نم نم”، والمقصود بها الطعام أو الأكل، هي في الحقيقة سهلة اللفظ بالنسبة للطفل، لكنها في الحقيقة ليست كلمة.

قد يتوارد إلى ذهنك السؤال التالي: أليس من الأفضل تبسيط الكلام للطفل لمساعدته على الفهم والكلام؟

في الحقيقة مقدرة الطفل على الفهم تفوق تخيلنا، فدماغه مماثل لأدماغتنا، لكنه يعمل بشكل أفضل وأكثر كفاءة. تقديم أي كلمة للطفل في سياق صحيح وشرح واضح سيؤدي حتماً مع مرور بعض الوقت لفهمها ومحاولة نطقها.

قد يكون استخدامك لــ Baby talk ليس ضاراً في الأشهر الأولى، ولكن في الحقيقة ليس له داعٍ. وإن فضَّلت استخدامه فاحرص على أن ترفق الكلمة المخترعة للطفل أو المبسطة بالكلمة الحقيقية، فمرة استخدم “نم نم”، ومرة استخدم “طعام”، فاستخدام الـ Baby talk بشكل دائم يُضعف مخزون طفلك اللغوي بشكل كبير، ويؤدي لتجنب طفلك قول الكلمة الحقيقية عندما يبدأ الكلام، ويلجأ للكلمة الأبسط.

ما البديل؟ البديل في الحقيقة هو ما يُسمّى بالـ parentese، وهو أسلوب يتحدث به الوالدان مع الطفل بشكل يجذب انتباهه، ويعتمد على نغمة الصوت، ودرجة الصوت تكون عالية وواضحة أكثر من اللازم أحياناً، وتنخفض جداً أحياناً لشدِّ انتباه الطفل وإعطاء طابع الحماس، كما يعتمد على البطء في التحدث مع الطفل، مع فواصل زمنية بين الجمل، لإعطاء الطفل فرصة للتفاعل الجسدي أو التعبيري من خلال الضحك أو المناغاة أو قول مقاطع صوتية.

العديد من المربّين قد يصيبهم إحباط عندما لا يكرر الطفل وراءهم الكلمة بعد تكرارها عدة مرات لفترة معينة. وقد يعتقدون أن لديه مشكلة في الفهم، أو أنه عنيد ولا يرغب في الكلام، وقد يحاولون إجبار الطفل على الترديد وراءهم من خلال الصراخ أو الإلحاح الذي يُشعر الطفل بعدم الراحة، وقد يخيفه ويؤدي إلى نفور الطفل، وقد ينتهي ببكائه حتى.

وقد يحاول الأهل أيضاً إجبار الطفل على القيام بحركة معينة، مثل التلويح بيده وداعاً، أو أن يمد يده ليقول مرحباً، أو رفع يديه للأعلى. كل هذه المواقف إذا أُجبر الطفل على القيام بها وهو غير راغب في ذلك فستنتهي بشعور سلبي جداً لدى الطفل، وتلغي التواصل وتمنع عملية التعلم.

في الحقيقة إن كان الطفل لا يعاني من مشاكل في السمع، والأهل يقومون بالتواصل معه بشكل كافٍ وصحيح، فالطفل حتماً سيفهم معاني الأشياء والكلمات مع مرور الوقت ويدركها، أي أن طفلك يقوم بتخزين كل ما يسمعه ويتلقاه منك، وسيبدأ بالكلام والتقليد عندما يكون مستعداً، دور الأهل الأساسي هو التحفيز.

الحديث المستمر والمتواصل مع الطفل ضروري، ولكن شريطة ألا يكون الكلام سريعاً جداً. الطفل بحاجة لوقت لاستيعاب ما نقوله، والتمييز بين الكلمات والجمل والأسئلة ومحاولة فهمها، والأهم يحتاج وقتاً ليتفاعل ويفكر ويحاول التقليد أو الرد بطريقته. لذلك إن كنت تقول الأرقام لطفلك فلا تقُلها جميعاً دفعةً واحدةً من دون توقف. الأفضل أن تقول كل رقم مرتين أو ثلاثاً، وأن تشير لأصابعك أو أصابع طفلك، أو أن تستخدم كرات للعدّ مثلاً. اسأل طفلك حتى لو كان لا يستطيع الإجابة، ثم أجب عنه بلغة مليئة بالحماس، سيتشجع ويتفاعل معك مع مرور الوقت.

بعض المربين قد يلجأون في عمر لا يتجاوز السنة للشاشات، وجعل الطفل يشاهد الأغاني والفيديوهات، معتقدين أنهم بذلك يساعدون الطفل على تعلم مفردات جديدة مثل الألوان أو الأشكال. وقد يلجأ البعض للشاشة كمتنفس لأخذ قسط من الراحة وجعل الطفل يتوقف عن البكاء، أو لجعله يأكل وجبته بسرعة ومن دون مشاكل، والبعض يلجأ لفيديوهات وأغانٍ بلغة ثانية؛ رغبةً منهم في أن يتعلمها الطفل.

في الحقيقة، وأياً كان الدافع، فإن تعريض الطفل للشاشات قبل عمر السنتين ممنوع تماماً، بحسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، كما أنه من الأفضل الانتظار حتى عمر ثلاث سنوات. الوقت الموصى به للطفل بين ثلاث وخمس سنوات هو نصف ساعة غير متواصلة يومياً. الطفل في سنواته الثلاث الأولى يحتاج لتواصل حقيقي واكتشاف العالم من حوله بطريقة ملموسة، عن طريق اللعب الحسي والقيام بنشاطات وتجارب مختلفة مع الأهل والأصدقاء. 

وتشير الدراسات إلى أن الطفل تحت عمر السنة غير قادر في الحقيقة على فهم ما يدور على الشاشة وربطه بما يقابله في العالم الحقيقي، قد يُردد الطفل وراء الأغنية أو الفيديو بعض الكلمات التي يسمعها، وقد يقولها باللغة الإنجليزية، ولكنه بالتأكيد لن يتعلم لغة الحوار والتواصل من التلفاز. والتكرار هو أمر يقوم به طفلك بكل بساطة مع الأهل دون اللجوء للتلفاز.

(1/1)

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى