آخر الأخباركتاب وادباء

احمد شكرى فرنسا: فى ذكرى ثورة يناير

رحل جنرال الثورة

بقلم الإعلامى والمحلل السياسى

أحمد شكرى

الأمين العام المساعد فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس – فرنسا

[18:33, 29.12.2020]

منذ أيام رحل عن عالمنا اللواء أركان حرب الدكتور عبد الحميد عمران متأثرا بفيروس كورونا ، رحل الجنرال بطل حرب أكتوبر ليس على الأرض التى دافع عنها لكن في المنفي “لندن” لأن  الأرض التى حررها جيل عمران إحتلها سيسي وعصابته ، وبالطبع لن يسمح الأقزام بوجود العمالقة حتى لا يشعرون بالعجز والصغار ، رحل اللواء عمران وترك لنا إرثًا عبقريا عسكريا وهندسيا لأنه أحد الأبناء النجباء للفنية العسكرية مدرسة العقول المصرية الحقيقية ،  رحل عمران قبل الذكري العاشرة لثورة يناير التي كان له عليها الكثير من الملاحظات البناءة لحماية ثورة ووطن وثوار أشعلوا فتيل الثورة ثم تركوها حتى اشتعلت فيهم وحرقهم ، وأقاموا أقواس النصر على أعواد الميادين ثم أخلوها فكانت المشانق لهم على الأعواد والأقواس معا ، إليكم بعض ما كتبه الجنرال الراحل منذ 9 سنوات ،، كتب يقول ،،

يا ثوار التحرير :  لا توجد ما تسمى ثورة ديمقراطية”

أكره إطلاق شعارات “سلمية.. سلمية..” على الثورات ، وأشعر بأن من يرددها وكأنه يعتذر عن قيامه بالثورة ،

قد أقبل هذا الهتاف خلال المراحل الأولى للثورة ، حين تقوم في وجه نظام شديد البطش يمتلك أجهزة قمع قوية لا يمكن قهرها فيلجأ الثوار إلى رفع هذا الشعار لحين استلام عناصر القوة من النظام القائم ، أما حين تقوى الثورة ويشتد عودها وتستولي على السلطة ، فيجب أن تتوقف عن ترديد هذا الشعار ، حيث يصبح إدعاء  غير صادق

الثورات تكون مسالمة فقط مع أطياف الشعب المستضعف الذين قامت للدفاع عنهم ، ولا تكون كذلك بالنسبة للسلطة ، إن الثورة تقوم لكي تنتزع مصير الوطن من سطوة نظام ديكتاتوري قمعي فاسد ، مثل هذا النظام لن يتنازل عن مقاليد الحكم بسهولة بل سيسعى إلى قمع الثورة والقضاء عليها ، فكيف يكون رد الثوار سلمياً؟

الثورات في مراحل التغيير الأولى يجب أن لا تتسم بالديمقراطية بالنسبة لمن قامت لخلعهم  ، فلا يوجد في التاريخ ما يسمى ثورة ديمقراطية ، إن الثورات لا يمكن أن تكون سلمية ولا ديمقراطية مع النظم التي قامت للإطاحة بها ، فهذا يقوض مصداقيتها وينافي المنطق.

وكما أن لكل زلزال أرضي توابعه بالضرورة ،  أيضاً لكل ثورة ثورة مضادة بالضرورة ، والثورة المصرية ليست إستثناء من هذه القاعدة ، فقد ظهرت في بدايتها أمام العالم كثورة متحضرة وراقية قادها شباب يتسمون بالطهارة ، ويقدمون الشهيد تلو الشهيد ، ويتحدثون بمسؤولية وثبات ورصانة ، هذا هو ما أنجح الثورة وأعطاها البريق الذي بهر العالم ، لكنها للأسف لم تلبث أن أصابها الترهل والتشتت والتمزق.

بدأ الثوار الأصليون في الانصراف إلى المؤتمرات الإعلامية والقنوات الفضائية في محاولة لحصد ثمار الثورة مبكراً ، وكان نتيجة ذلك أن خلا الميدان من الثوار الحقيقيين ، واستولى لقطاء الثورة وأشباه الوطنيين على الميدان . ولعل هذا ما تسبب فيما تعانيه الثورة الآن من نكوص وتراجع ربما تسبب فيه أنّ الثوار أنفسهم قد فوجئوا بنجاح الثورة وهو ما لم يتوقعوه ولم يَعدّوا له عدته ، وكان من الممكن تلافيه لو أن الثوار قد أعدوا للأمر عدته.،، أنتهي ،،

هكذا الثورات ،،

تسقط الأنظمة كل الأنظمة وليس مجرد رؤسها ، تسقط القوانين والمؤسسات وتنشئ قوانينها ومحاكمها وأدواتها ، تطهر ولا تطلب التطهير ، تحاسب وتحاكم ولا تطلب الحساب والمحاكمات ،

 الثورة أقوى فعل بشري ، وليست مجرد رد فعل ، على أمل أن تتعلم الأجيال أم بقايا الثورة والثوار والأحزاب والكيانات فقد أتمت دورة حياتها ، ونحن فى إنتظار جيل جديد و دورة حياة جديدة .

محمد عماد صابر

بالبلدي

( غاب  الربيع  وچاء  التطبيع)

 قلة قليلة هي من تعرف الحق وتسير في دربه …

     وغرباء هم من ينادون ويدعون له وبه ؛ فهم في الأرض تائهون معذبون ؛ فطوبى وهنيئا للغرباء ..

   ومازال البعض (من هذه القلة ) ممن كنا نظنهم يختلفون عن العامة في بلادنا العربية ؛ لازال عندهم الأمل فيمن يتولون شأن بلادهم وموطن نشأتهم ، مازالوا يؤمنون ببشر لم ينزل الله بهم من سلطان ولكنهم يضعوهم في مرتبة لا يستحقونها ؛ فالبعض يردد ويقول الله ؛ الوطن ؛ الملك ، والبعض يظن أن حكومة بلده وحاكميها أخلص وأقرب للعزة والكرامة وأبعد من چيرانه عن الخيانة ، والبعض يأله چيوش بلاده ويظن أنهم منقذوه من الفتنة إلى بر السلامة …

    وفي الچانب الشرقي من وطننا العربي الغالي (بأصله ومبادئه) ؛ الغني بمناخه وثرواته ، الفسيح بأرضه ورقعته ؛ نرى أمثلة أخرى ممن تطاولوا ومازالوا يتطاولون في البغي والچهل قبل أن يتطاولوا في بناء أبراچ كأبراچ هامان لفرعون يوم أن طغى على قومه وأراد أن يعلو ويتكبر ظانا منه ومن أمثاله أنهم يستطيعون اختراق الأرض والوصول إلى السماء طولا

     هذا بعض من كل ، وأمثلة معدودة مما صار عليه حال وطننا العربي بل وعالمنا بشرقه وغربه ، وشماله وچنوبه  …

     أفراد المچتمع يختلفون في مواقفهم وأفعالهم تچاه من يحكمهم ويسير أمور حياتهم ؛ فمنهم الراضي بالظلم الواقع عليه ، ومنهم من يشچعه ويناصره ، ومنهم الساكت عن الحق ، ومنهم الرافض للذل والإستكانة والهوان ويعمل ويقاوم دون تعصب أو تحيز أو خوف …

      ولو سألنا التاريخ ؛ وسائلنا من وعى ؛ سيقص كل منهما علينا قصص من حمى حق فقير ضيع ، ومن بنى للعلم مچدا أرفع ، ومن أقام الدين والدنيا معا ؛ من نشر العدل والأمان والمساواة بين الناس ؛ ومن علمهم حسان العادات والقيم ونبيل الأخلاق …

     لكل إنسان وچهته ونهچه الذي يرتضيه لنفسه ويسير على دربه ، ولكن الحق واحد ، والعدل واحد  والمساواة بين البشر والخلق لا خلاف عليها ؛ ومن طبيعة بني آدم حب الخير والعدل ؛ والثورة على الظلم والفساد والمناداة بالمساواة بين الچميع (غني وفقير ، وكبير وصغير) …

      ولقد حكي ومازال التاريخ يحكي لنا ؛ وسيظل يحكي عن سيرة العظماء والحكماء والمصلحين في الدنيا ، وأنهم كالنور الذي يضئ الظلام وكالنچوم والعلامات التي ترشد وتعلم وتهدي .

      ولكي لا نذهب بعيدا مع التاريخ والعلماء والفلاسفة والفقهاء ؛ فمن يسير في الأرض وينظر في حال الدنيا وأهلها ؛ يستطيع أن يميز الصالح من الطالح ، والقويم المتعلم المدرك المتقدم في علمه وأخلاقه ؛ من الأعوچ الچاهل أو من الفاسد المفسد الذي ضل وغوى ثم أراد أن يفتن من حوله أو من يملك أمره …

العچب العچاب لمن يشك في چور وفساد ملك أو أمير أو من يسميه البعض رئيسا وهو منتزع للسلطة ومتچبر بل ومستعبد لرعيته ( التي من المفترض والمفروض عليه أن يرعاهم ويخشى الله فيهم) …

    هؤلاء الذين يشكون أو يتچاهلون أو يغضون الطرف عما يفعل الفسدة والطاغين ؛ إنما هم شركاؤهم أو المنتفعون من ظلمهم وفسقهم وربما كفرهم …

وأنا أتساءل في نفسي وأسألهم أو أسأل من يدعي الإيمان منهم ؛ ماذا ننتظر أن يفعل حكامنا بنا أكثر مما نرى منهم چليا ؛ وماذا ننتظر لأن نفرق بين الحق والباطل ؟ وبين الظالم والعادل ؟

  ثم ماذا ننتظر لكي نصدع بالحق بيننا ثم في وچه هؤلاء السلاطين والملوك والأمراء الچائرين ؟؟

   قامت أخيرا ومؤخراً الثورات والانتفاضات والاحتچاچات ضد هؤلاء المتكبرين المتچبرين في الأرض ؛ وناصرها من ناصرها وخذلها من خذلها ، ثم چمعوا وحشدوا لإخمادها وللقضاء عليها في مهدها ، وبدأوا في غزو عقول الضعفاء والمغلوبين على أمورهم وتشكيكهم في ثورتهم وچهادهم ونهضتهم من سباتهم العميق  ليعيدوهم عبيد كما كانوا وأذلة مقهورين من چديد …

ولما نچحوا في إركاع الشعوب لاچئين في ذلك لقوى الغرب (المستفيدين من المچرمين والمستبدين) والشرق ومن يريد نشر الإلحاد والعلمانية ومن قوى الشر والصهيونية ؛ وچدوا الطريق مفتوحا على مصراعيه للتكشير عن أنيابهم في وچه شعوبهم ، وللذهاب في أحضان عدو الشعوب العربية ومحتل فلسطين ليكونوا شركاء لهم وأصدقاء لتصفية القضية الفلسطينية والعربية ؛ فعلوا ذلك علنا ليعلنوا أمام شعوبهم والعالم وليكشفوا ماكانوا يخفون من سوءات وخيانات ومنكرات …

    كانوا بالأمس يدعون العروبة والوطنية ؛ وإذا بهم اليوم لايچدوا حرچا ولا مقاومة ولا اعتراضا على الغدر والخيانة والدنية ، بل وچدوا من يساندهم ويصفق لهم ويبرر معهم أسبابا للتطبيع مع إسرائيل …

    هكذا ظنوا ويظنون أنه في غياب ثورات الربيع العربي يمكنهم التطبيع مع الإحتلال والإستبداد العبري .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى