آخر الأخبار

استخدمت فيها عميلاً مزدوجاً.. «كتائب القسام» تكشف تفاصيل عملية «سراب» الاستخباراتية ضد إسرائيل (فيديو)

كشفت كتائب
عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، الثلاثاء 17
ديسمبر/كانون الأول 2019، عن «عملية أمنية» نفذتها ضد إسرائيل.

جاء ذلك في
فيلم وثائقي بعنوان «سراب» بثته قناة «الميادين» اللبنانية،
مساء الثلاثاء، تضمن مشاهد لإدارة عناصر من كتائب القسام «عملية أمنية»
ضد إسرائيل، دارت أحداثها بين عامي 2016 و2018.

تمثلت العملية،
بحسب الفيلم، باختراق أمني «محكم» من قِبل كتائب القسام لجهاز
الاستخبارات الإسرائيلي عن طريق «مصدر مزدوج» (عميل مزدوج).

في تفاصيل
العملية، قال شخص يدعى «أبوموسى» تم تعريفه بالفيلم على أنه قائد في
جهاز استخبارات «القسام»، إن المخابرات الإسرائيلية حاولت تجنيد أحد
الفلسطينيين من قطاع غزة مستغلة وضعه الاجتماعي وظروفه الاقتصادية الصعبة.

أضاف أن كتائب
القسام بعد تواصلها مع الفلسطيني الذي حاولت إسرائيل تجنيده، شكلت طاقماً أمنياً
على وجه السرعة، للتعامل مع الحدث وجهزت كل الوسائل لمتابعة ورصد إجراءات
المخابرات الإسرائيلية وأهدافها.

بحسب ما جاء
بالفيلم، فإن «إسرائيل سعت من خلال تجنيدها للعميل الفلسطيني إلى معرفة أعداد
الصواريخ لدى المقاومة، وأماكن تجهيزها للإطلاق، وتدمير القدرات الصاروخية
للمقاومة، وتحديد مواقع الراجمات الصاروخية لاستهدافها في وقت لاحق».

قال ضابط
باستخبارات كتائب القسام في الفيلم إن «أمن المقاومة عمد إلى توجيه المصدر
المزدوج والسماح له بتشريك (إتلاف) الصواريخ المستهدفة في إطار تضليل الجانب
الإسرائيلي وإيهامه بأن مهمته قد نجحت».

كما ذكر أن
المقاومة بعد ذلك قامت، خلال جولات التصعيد السابقة مع الجيش الإسرائيلي، بإطلاق
جميع الصواريخ التي ظنت المخابرات الإسرائيلية أنه تم إتلافها بواسطة العميل
المزدوج.

قبل أن يشير
إلى أن «القسام» تمكنت من كشف أسماء الضباط المسؤولين عن قطاع غزة في
جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من خلال المكالمات الهاتفية التي تم
تسجيلها مع العميل المزدوج.

كما استطاع
الذارع المسلحة لـ «حماس»، وفق الفيلم، مصادرة مضبوطات تقنية أرسلتها
إسرائيل للعميل. وعرضت في نهاية الفيلم مشاهد لإطلاق الصواريخ التي كانت تسعى
المخابرات الإسرائيلية إلى تدميرها. 

مما سمحت
المقاومة بنشره من تسجيلات ما ذكره الضابط منير للمصدر: «بدنا نعمل عيد خاص
اسمه عيد الأقلام (الصواعق) المستخدمة في التشريك»، ما يعكس حجم التضليل الذي
نجح المصدر في إيهام الضابط به.

مما يظهره نجاح
المصدر في التضليل حزنه عندما أبلغه الضابط «كامل» بانتقاله للعمل مع
الضابط «منير».

وفق ما أوردته
وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا»، تظهر التسجيلات نجاح المصدر في كسب ثقة
الضابط «كامل» المشغل له حيث مازحه بـ «أحلى كمولة».

في إمعان من
المصدر بإيهام ضباط مخابرات الاحتلال وتضليلهم بتوجيهات من الطاقم الأمني للمقاومة
هو طلبه منهم القيام بتأمينه بطائرات الاستطلاع أثناء تنفيذه المهمات.

في التسجيلات
يوجه الضابط منير سؤالاً للمصدر عن الصواريخ التي تم تشريكها والتي نقلتها
المقاومة وأدخلها للخدمة العسكرية، ما يظهر نجاح الطاقم الأمني للمقاومة بإدارة
عملية التضليل كاملة وإيهام ضباط مخابرات الاحتلال بأنه تمت عملية التشريك ومن ثم
إدخال هذه الصواريخ للخدمة ونقلها من أماكنها لتربيضها.

وفي إحدى
المحادثات بين المصدر والضابط منير، سأله الأخير مستنكراً: «انت بتخبي (تخفي)
عني أشياء من سنة فاتت»، في إشارة إلى طول المدة التي انطلقت فيها عملية
الخداع على ضابط (الشاباك). 

يكشف الفيلم
كيف تمكنت المقاومة من اعتقال عملاء ومتعاونين مع الاحتلال من خلال كشف نقاط ميتة،
إضافة إلى كشفها أساليب عمل جهاز المخابرات وطريقة انتخابها للنقاط الميتة.

وفي سابقة هي
الأولى نشرت المقاومة آلية الاتصال مع المشغلين وإظهار ضابط «السنترال»
حيث توضح منظومة عمل ضباط مخابرات الاحتلال.

كما يكشف
الإصدار كيف أن مسؤول جهاز (الشاباك) في قطاع غزة الملقب بـ «أبوصقر»
وفريقه ابتلعوا تضليل المصدر الذي نجح في الاستمرار بذلك رغم تناوب ضباط التشغيل.

يكشف الفيلم
أيضاً إلى أي حد نجحت المقاومة في عملية التضليل، حيث تكشف التسجيلات كيف تمت
ترقية الضابط الرئيسي «كامل» بسبب النجاح الوهمي والتقارير الفارغة التي
كان يرفعها لقيادته وجرى نقل المصدر للعمل مع الضابط «منير» الذي خضع هو
الآخر لعملية تضليل تجاوزت العام.

كما تكشف
المحادثات المنشورة نمط التوجيه والتحكم الذكي في المصدر وتمريره رسائل الخداع
لضباط (الشاباك) رغم خطورة الموضوع وحساسيته وتعقيداته.

ويتوقع أن تشكل
التسجيلات والمعلومات التي تضمها ما كشفته «القسام» إحراجاً للضباط أمام
العملاء والمتعاونين، حيث يتباهى الضباط أمامهم دائماً بسرية الاتصال وإيهامهم
بالأمان.

تعكس هذه
العملية تفوق قدرات المقاومة على الصعيد الأمني والاستخباري في معركة وصراع
الأدمغة من خلال قدرتهم على تضليل المشغلين من ضباط الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى