اخبار المنظمةالأرشيف

استمرار الأحكام الهزلية بسجن المغردين في الكويت تعبير عن إفلاس الدولة

«إهانة الذات الأميرية او الملكية»، تهمة معتمدة في العديد من الدول الإسلامية، لكن حكام العديد من الدول، ولا سيما الخليجية، حوروها في المرحلة الماضية لتكون حصانة لهم من أي نسمات قد تهب مع ما يعرف بالربيع العربي. إهانة «الذات» الأميرية أو الملكية أو السُلطانية باتت تهمة أي ناشط يستشعر منه الحاكم بالخطر، بعدما جرّأت الانتفاضات والثورات «المحكوم على الحاكم»

الذات

أياً تكن مساوئ الربيع العربي والمتاجرين فيه، يكفي أنّه جرّأ المحكوم على الحاكم. سقطت المقدّسات. وبما أنّ الانتفاضات «مُعدية»، بات الشغل الشاغل للأنظمة «غير المنيعة» مثال الكويت أن تحصّن نفسها باللقاحات والعلاجات اللازمة كي لا تهبّ النسائم في حقولها؛ ومن هذه العلاجات ملاحقة الناشطين والسياسيين الذين يتجرّأون على الحاكم والنظام. وفي الأنظمة الخليجية، خصوصاً، كانت التهمة «جاهزة ومعلّبة»، إنّها تهمة «العيب بالذات الأميرية أو السلطانية أو الملكية».

حُكم على ثلاثة نواب سابقين معارضين كويتيين (فلاح الصواغ وبدر الداهوم وخالد الطاحوس)، بالسجن لمدّة 3 سنوات. زميلهم مسلم البراك لا تزال محاكمته جارية، وتُنسب إليه تُهم مماثلة شأن «مس بالذات الأميرية، والتطاول على مسند الامارة، والطعن بصلاحيات الأمير».
وكان هؤلاء قد ألقوا خطابات أمام جماهير المعارضة انتقدوا خلالها الأمير بشدّة، واعتبرها البعض تطاولاً عليه. التدقيق في فحوى ما قيل يبيّن أنّها كانت انتقادات لعمل الأمير لا لشخصه، من قبل نائب أمّة. لكن في إمارة خليجية يبدو أنّ هذه الانتقادات من أشدّ الآثام. ما قاله البراك في خطبته الشهيرة في ساحة الإرادة وحملت عنوان «كفى عبثاً» متوجّهاً خلالها الى الأمير: «لا نخشى سجنكم ولا مطاعاتكم.. ولن نسمح لك أن تمارس الحكم الفردي»، وعند قول «لن نسمح لك» هبّت الجماهير وراح البراك يردّد معها «لن نسمح لك». كلمات استدعت ملاحقته، بما أنّها جرّأت الشعب على أميره. النائب السابق يقول إنه غير نادم، ولو رجع به الزمن لأعاد الكلام ذاته.
وجملة «لن نسمح لك»، باتت متداولة جداً في الكويت؛ ففي إحدى مباريات كرة القدم لمنتخب الكويت، راحت الجماهير تردّد «لن نسمح لك، لن نسمح لك»، على حدّ قول ناشط كويتي حضر تلك المباراة.
إضافة الى محاكمة النواب السابقين، هناك محاكمات جارية بحق ناشطين متهمين بالتطاول على الأمير في مواقع التواصل الاجتماعية. منذ أسبوع، حُكم على محمد عيد العجمي بالسجن 5 سنوات لأنّه غرّد بما يسيء الى الذات الأميرية. ورفيقه المغرد صقر الحشاش ينتظر دوره في جلسة 7 شباط.
ومنذ ما يقارب الشهر، غُرّم المغرّد راشد الهاجري بكفالة مالية قدرها 5000 دينار بعد التحقيق معه بتهمة «المس بمسند الامارة» بتغريداته. وقبل ذلك، حُكم على لورنس الرشيدي بالسجن لمدّة 10 سنوات بسبب نشره قصائد شعرية على الانترنت انتقد خلالها الأمير ونظام الحكم في الكويت. ودعا الى تظاهرات تطالب بإسقاط النظام على غرار الثورتين المصرية والتونسية.
وبات الشغل الشاغل لوزارة الداخلية الكويتية تعقب مواقع التواصل الاجتماعي لرصد من ينتقد النظام «ويمس الذات الأميرية»، واعتُقل العشرات من المدونين والناشطين الافتراضيين بسبب كلمات كتبوها وغرّدوها واعتُبرت مسيئة للأمير.

وصف الكاتب والمحلل السياسي العراقي داود البصري، الحكم الذي أصدرته محاكم الكويت بالسجن 10 سنوات علي المغرد جبريت سياسي بالجنون والإستبداد السلطوي، مشيرًا إلى أنه لا يجوز مثل هذه الأحكام في هذا الزمن وأنها محاكم أبشع من زمن قراقوش – حسب قوله .
وأضاف في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي “تويتر”: إستمرار الاحكام الهزلية بسجن المغردين في الكويت تعبير عن إفلاس الدولة وفاشية و إرهاب سلطة خانعة للايرانيين و متجبرة على الاحرار مالت عليهم.
وحسب قول الكاتب والمحلل السياسي العراقي فإن جنون السلطة الكويتية ضد المغردين قد دخل في مرحلة الهوس الشامل وحول الكويت لأبشع دولة بوليسية وبما يعني بأن ديمقراطيتها مجرد دجل و خيال.
وتابع: دولة الإنسانية في الكويت مجرد كذبة إعلامية تمت عبر رشوة دولية، متسائلًا أي إنسانية لنظام يسجن مغرد 10 أعوام ويقطع ارزاق آخرين؟
وأضاف: الكويت بأحكام محاكمها القراقوشية ضد المغردين من الشباب الكويتي دخلت في (درب الزلق)! وهو طريق لو تعلمون حجم تدميريته لاسس الدولة والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى