آخر الأخباراقتصاد

استهداف أقلية الإيغور المسلمة جزءاً من حملة القمع الدينية في الصين

السعودية تؤيد حملة الصين ضد مسلمي الإيغور

تقرير إعداد

فريق التحرير

انتشرت عديد من الحملات الداعية إلى مقاطعة المنتجات الصينية؛ على خلفية قمع الصين أقلية الإيغور المسلمة ومنع أفرادها من ممارسة حرياتهم الدينية، كما شهدنا مناصرات لهذه الأقلية من قبل شخصيات معروفة مثل لاعب نادي أرسنال الإنجليزي، مسعود أوزيل.

انتشرت عديد من الحملات الداعية إلى مقاطعة المنتجات الصينية؛ على خلفية قمع الصين أقلية الإيغور المسلمة ومنع أفرادها من ممارسة حرياتهم الدينية، كما شهدنا مناصرات لهذه الأقلية من قبل شخصيات معروفة مثل لاعب نادي أرسنال الإنجليزي، مسعود أوزيل.

لكن الإيغور ليسوا الأقلية المسلمة الوحيدة التي تعاني الاضطهاد في العالم، فمن الصين إلى بورما والهند وروسيا والفلبين وإفريقيا الوسطى وسيريلانكا هُدمت المساجد ومُنعت الصلوات وقُتل عديد من الرجال والنساء والأطفال، فقط لأنهم مسلمون. 

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن النساء في معسكرات تحتجز فيها الصين مسلمي الإيغور، في منطقة شينجيانغ، يتعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسي والتعذيب.

ونقلت في تقرير خاص، عن ضحايا وشهود عيان من المعسكرات المذكورة، أن “عمليات اغتصاب ممنهجة، وتعذيب، وتعقيم وغسل دماغ”، يتعرض لها المحتجزون هناك.
وقالت امرأة فرت من شينجيانغ بعد إطلاق سراحها، وهي توجد الآن في الولايات المتحدة، إن النساء يخرجن من زنازينهن “كل ليلة”، ويغتصبهن رجل صيني مقنع أو أكثر.

وأضافت أنها تعرضت للتعذيب ثم اغتصبت جماعيا ثلاث مرات، في كل مرة من قبل رجلين أو ثلاثة.

 

وقالت امرأة كازاخية من شينجيانغ احتُجزت لمدة 18 شهرا في المعسكر إنها أُجبرت على تجريد نساء الإيغور من ملابسهن وتقييد أيديهن، قبل تركهن وحدهن مع رجال صينيين.

وكشفت صحيفة “ذا صن” انتهاكات جديدة للسلطات الصينية تتعلق بقيامها بعمليات اغتصاب جماعي لنساء من أقلية الإيغور المسلمة، ضمن برنامج أطلقت عليه السلطات اسم “تعزيز الوحدة العرقية” بين النساء الإيغور اللواتي يجبرن على القبول بالزواج من رجال من عرقية “الهان”، التي تشكل الأغلبية في الصين.

قائمة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان يتضمنها هذا البرنامج، تضاف إلى ما تتعرض له النساء المحتجزات في معسكرات الاعتقال التي تقيمها السلطات الصينية، وتبرّر وجودها بأنّها مراكز إعادة تثقيف؛ حيث أشارت عدة تقارير إلى أنّ عمليات اغتصاب ممنهجة تتعرض لها النساء والفتيات في المعسكر، كما يجبرن في نهاية المطاف على الإجهاض.

ونقلت الصحيفة، عن شاهد عيان؛ أنّ القائمين على السجن يغتصبون “أيّة امرأة أو رجل دون سن 35 عاماً”.

وقالت امرأة أمضت 18 شهراً في المعسكر: “لقد دخلوا في إحدى المرات ووضعوا أكياساً على رؤوس من أرادوا اغتصابهن”.

ويُعد استهداف أقلية الإيغور المسلمة جزءاً من حملة القمع الدينية في الصين؛ حيث تتهم بعض الدول والمنظمات السلطات الصينية بـ “التطهير العرقي” و”الإبادة الجماعية الثقافية”.

السعودية تؤيد حملة الصين ضد مسلمي الإيغور

تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان يحدث تُغير في واحدة من أهم ثوابت الرياض، وهو الدفاع عن الأقليات المسلمة، إذ أصبحت السعودية تؤيد حملة الصين لتغيير عقيدة مسلمي الإيغور، وكذلك اضطهاد ميانمار للروهينغا، حسبما في تقرير لموقع Lobe Log الأمريكي.

يقول كاتب التقرير جيمس دورسي، الزميلُ الأول في كلية الدراسات الدولية بجامعة راجارتنام في سنغافورة “يُسهم موقف السعودية من محنة آلاف الروهينغا الذي يقيمون بصورةٍ غير شرعية في المملكة، هرباً من الاضطهاد في ميانمار ومخيمات اللاجئين البنغلاديشية الحقيرة، في تفسير الدعم السعودي للحملة الوحشية التي تشنها الصين على المسلمين الأتراك في إقليم شينجيانغ المضطرب في شمال غربي البلاد”.

بلاد الحرمين ترحل الروهينغا الذين دخلوا بتأشيرات الحج

فعلى مرِّ الأشهر الستة الماضية، رحَّلت المملكة العربية السعودية أعداداً كبيرة من الروهينغا الذين دخلوا المملكة بتأشيرات الحج أو باستخدام وثائق سفر مزوَّرة، بعدما كانت هذه الحيلة هي السبيل الوحيد لمغادرة ميانمار أو بنغلاديش في كثيرٍ من الأحيان.

ويمثِّل طرد الروهينغا ومئات الآلاف من العمال الأجانب الآخرين، إلى جانب فرض رسومٍ على مَن يعولونهم، وقيودٍ على القطاعات التي يمكن توظيفهم فيها، جزءاً من جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإصلاح اقتصاد المملكة، المعتمد على النفط وزيادة فرص العمل.

إذ يعتمد نجاح إصلاحات الأمير محمد اعتماداً كبيراً على قدرته على خفض إجمالي معدل البطالة في السعودية دون 12.7%، وهو المعدل الذي يرتفع إلى 25.8% بين شباب المملكة، الذين يمثلون أكثر من نصف سكانها.

وهذا يتناقض مع مواقف التعاون الإسلامي وسياسة المملكة لعقود

لكنَّ التهديد بطرد ما يصل إلى 250 ألف روهينغي يُعتقَد أنَّهم يقيمون في السعودية، يتناقض تناقضاً صارخاً مع إدانات المملكة، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي التي يقع مقرها في جدة، للاضطهاد الذي تمارسه ميانمار ضد الروهينغا.

إذ دعت منظمة التعاون الإسلامي، في شهر يونيو/حزيران الماضي، إلى رفع دعوى قضائية ضد ميانمار، أمام محكمة العدل الدولية، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة التي تمارسها ضد الروهينغا، والتي أسفرت عن فرار حوالي 750 ألف روهينغي إلى بنغلاديش في السنوات الأخيرة، حيث يقيمون في مخيماتٍ للاجئين.

وكذلك تتبرع السعودية بملايين الدولارات في صورة مساعداتٍ للاجئين، وقد قالت سابقاً إنَّها “تشعر بقلق بالغ، وتدين سياسة القمع والتهجير القسري التي تنتهجها حكومة ميانمار ضد أقلية الروهينغا”.

إنها تفضل المصالح الاقتصادية حتى لو تم التشكيك في زعامتها للعالم الإسلامي

لكنَّ عمليات الترحيل، وتأييد السعودية للحملة القمعية في إقليم شينجيانغ، التي وضعت حوالي مليون فردٍ من أقلية الإيغور في معسكرات إعادة التأهيل، حيث يُلقَّنون تفضيل أيديولوجية الحزب الشيوعي وفِكر الرئيس شي جين بينغ على دينهم الإسلامي، يشيران إلى أنَّ المملكة ليست على استعدادٍ للتنازل عن مصالحها الاقتصادية، حتى لو أسفر ذلك عن التشكيك في ادعائها الأخلاقي بأنَّها قائدة العالم الإسلامي.

بيد أنَّ هذا النهج السعودي يُشكِّل سيفاً ذا حدين. 

فمن ناحية، يتعزز دور المملكة القيادي. إذ تستمد غالبية الدول الإسلامية التي تُحجم عن انتقاد الصين جرأتها على ذلك من حقيقة أنَّ خادمة الحرمين الشريفين قد أخذت زمام المبادرة في حماية الصين من نقد المسلمين.

ولكن السعودية والصين تجازفان بهذه السياسة

من ناحيةٍ أخرى، تُجازف الصين والدول الإسلامية الأخرى برهانٍ محفوفٍ بالمخاطر يمكن أن يضعها في الجانب المُظلم من التاريخ في نهاية المطاف.

فرغم عدم وجود دلائل على أنَّ اليأس يغذي التطرف على نطاقٍ واسع بين الروهينغا، يشير بعض المحللين إلى أنَّه في مخيمات اللاجئين البنغلاديشية “يمكن العثور على كل عوامل التطرُّف التي حددها خبراء التطرف تقريباً، بدرجةٍ أكبر أو أقل.. وإذ اعتنق بعض هؤلاء اللاجئين الفكر المتطرف، ولو نسبةٌ صغيرة جداً منهم، ستنشأ مشكلةٌ أمنية كبيرة”. 

إذ إنَّ ظهور التطرف بين الروهينغا إلى جانب طريقة تعامل السعودية معهم التي تُشكِّل إحدى مظالمهم يمكن أن يجعل المملكة هدفاً لهجماتٍ إرهابية.

هل ينجح رهان السعودية على أن الصين ستحول هوية الإيغور؟  

بالنظر إلى وقائع تاريخية، سنجد أنَّ السعودية والدول الإسلامية تراهن رهاناً أقرب للإخفاق منه للفوز على أنَّ الصين ستنجح في تحويل المسلمين الأتراك ليصبحوا صينيين وضمان احتواء المشاعر المتزايدة المعادية للصين في دول آسيا الوسطى ذات الروابط الثقافية والعرقية الوثيقة مع إقليم شينجيانغ (الإقليم الذي يسكن فيه الإيغور). 

تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان يحدث تُغير في واحدة من أهم ثوابت الرياض، وهو الدفاع عن الأقليات المسلمة، إذ أصبحت السعودية تؤيد حملة الصين لتغيير عقيدة مسلمي الإيغور، وكذلك اضطهاد ميانمار للروهينغا..

يقول كاتب التقرير جيمس دورسي، الزميلُ الأول في كلية الدراسات الدولية بجامعة راجارتنام في سنغافورة “يُسهم موقف السعودية من محنة آلاف الروهينغا الذي يقيمون بصورةٍ غير شرعية في المملكة، هرباً من الاضطهاد في ميانمار ومخيمات اللاجئين البنغلاديشية الحقيرة، في تفسير الدعم السعودي للحملة الوحشية التي تشنها الصين على المسلمين الأتراك في إقليم شينجيانغ المضطرب في شمال غربي البلاد”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى