تقارير وملفات إضافية

«اسمي كين ترامب.. لا توجد قرابة مع الرئيس»، لماذا ينأى الآلاف بأنفسهم عن ساكن البيت الأبيض؟

الطبيعي أنّ تشابه اسم مواطن أو مواطنة مع اسم الرئيس يمثل ميزة أو أمراً جيداً، وتحدث حالات كثيرة في بلادنا العربية أن يستغل الشخص تشابه الأسماء ذلك للحصول على امتيازات، أو حتى في النصب على المواطنين، أما في الولايات المتحدة فالأمر مختلف، فآلاف الأشخاص ممن يوجد «ترامب» في اسمهم لا يجدون ذلك أمراً جيداً.

صحيفة الغارديان البريطانية نشرت تقريراً بعنوان: «تعرف على الأمريكيين الذين يحملون اسم ترامب لكنَّهم ليسوا من أقرباء الرئيس الأمريكي»، سلط الضوء على ما يمثله ذلك بالنسبة لبعض أصحابه.

في اليوم الأول من كل فصل دراسي، تحرص الأستاذة الجامعية كريس ستيلا ترامب على أن تُخبر طلابها في جامعة ممفيس بشيءٍ مهمٍ عن نفسها: «الأستاذة كريس ستيلا ترامب ليست من أقرباء الرئيس الأمريكي، بل الأمر مجرد مصادفة بحتة». 

ولا تحتاج كريس ستيلا، التي نشأت في إستونيا، إلى توضيح ذلك في الفصول الدراسية فقط، بل في كل مكان: الفنادق والمطاعم والحانات والمؤتمرات والمطارات.

لكنَّ الأسئلة التي تتلقاها من الغرباء متكررة، ويمكن أن تؤدي إلى تفاعلات محرجة. إذ قالت كريس ستيلا: «لقد تعلمت أن أقول إنني (لست من أقرباء ترامب) بطريقةٍ تتجنَّب التطرُّق إلى رأيي الشخصي عن الرئيس».

وبصفتها أستاذة متخصصة في العلوم السياسية، تدرك كريس ستيلا تماماً كيفية تأثير اسمها الأخير في حياتها. وقالت: «الأمر أشبه بأنَّ الطبيعة الاستقطابية التي تتسم بها السياسة تتبعني في كل مكان. صحيحٌ أنني أقضي حياتي في التفكير في السياسة، لكنَّ هذا جانبٌ آخر لشأنٍ كان من المفترض أن يكون خاصاً».

يُذكَر أنَّ موقع Vox الأمريكي أشار في عام 2016 إلى وجود أكثر من 4700 شخصٍ في الولايات المتحدة يحملون اسم ترامب، مضيفاً أنَّ جميعهم تقريباً لا تجمعهم صلة قرابة بالرئيس الأمريكي. ويسكن هؤلاء الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد ويعيشون حيواتٍ مختلفة، لكنَّهم يشتركون في اسمٍ أخير أصبح مرادفاً لعصرٍ سياسي مُسبِّب للانقسام.

وأحدهم هو كين ترامب، خبير الأمن المدرسي الذي يعيش في كليفلاند بولاية أوهايو ويسافر كثيراً، ولاحظ كين أنَّ الناس يتفاعلون بطريقةٍ مختلفة مع اسمه وفقاً للمكان الذي يكون فيه بأمريكا. فحين قال لضابط شرطة في إحدى مدارس تكساس إنَّ اسمه كين ترامب، ردَّ الضابط: «ليست لدىَّ مشكلة مع ذلك يا فتى». ولكن في لوس أنجلوس، يمكن أن يتسبب اسمه في تفاعلات أشد توتراً.

وقال كين: «هذه تفاعلات يومية أصبحت جزءاً من حياتي». وكثيراً ما يقول عبارة «لا توجد صلة قرابة» عند تقديم نفسه لكسر الحواجز وبدء المحادثات مع الأشخاص الغرباء، مما يساعده على خلق أجواء مرحة معهم.

وحين ذهب كين إلى بورتوريكو مع أولاده وزوجته البورتوريكية، قال له موظفو الفندق الذي مكث فيه: «لكي تحظى بأسبوع جيد في بورتوريكو قُل إنَّ اسمك السيد رودريغيز»، وهو اللقب الذي كانت زوجته تحمله قبل الزواج، وطوال الأسبوع كان الموظفون ينادونه مازحين باسم رودريغيز كلما مر أمامهم. وقال كين متحدثاً عن ذلك: «لقد كان جزءاً ممتعاً من تجربتي مع اسمي».

لكن هناك جانب سلبي كذلك لاسمه الأخير، فحين يذهب كين إلى المطاعم مع أطفاله وهُم يرتدون ملابس فريقهم الرياضي التي تحمل اسمهم الأخير على ظهرها، يُحدِّق الناس فيهم حين يرون اسم «ترامب» على ملابس فريقهم الحمراء.

قال كين: «لذا أفضِّل كتابة الاسم بهذه الطريقة: «كين ترامب… لا توجد صلة قرابة»، لأنَّه اسم استقطابي… وبذلك أتخلص من شدة ذلك الاستقطاب الموجود لدينا في هذا البلد».

وفي الماضي قبل وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة كان وجود اسم «ترامب» في اسم أحد الأشخاص يثير نكاتاً حول احتمالية وجود صلة قرابة بين ذلك الشخص ورجل أعمال مليونير. إذ كانت ليندسي ترامب، مديرة قسم المشروعات في شركة إنشاءات في مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا، تتعرَّض لأسئلةٍ في الماضي عمَّا إذا كانت هناك صلة قرابة تجمعها بدونالد ترامب، الذي كان رجل أعمال في مجال العقارات متعطشاً للشهرة الإعلامية، وموضوعاً مستمراً لجلسات النميمة والثرثرة في نيويورك. وقالت ليندسي: «كان الناس دائماً يقولون لي: «أوه، هل أنتِ من أقرباء دونالد ترامب؟ هل يمكنك أن تحصلي على كل هذه الأموال». ولكن الآن، يبدون كما لو أنهم لا يعرفون ماذا يقولون».

وأضافت ليندسي أنَّ الناس يجدون صعوبةً في التعبير عن آرائهم السياسية حين يظهر اسمها، وعندما يراها الناس شخصياً، وقالت إنَّ الناس حين يرونها شخصياً يتضح لهم أنها ليست من أقرباء الرئيس الأمريكي، فهي لديها أصول إسبانية. 

وأردفت: «أبدو بوضوح أنني لست من أقربائه، لذا لا أعتقد أن الناس يفترضون أنَّ (هناك صلة قرابة تجمعنا)». 

لكنَّ افتراضات الناس تكون مختلفة حين يرون ماكسين ترامب، المخرجة السينمائية، بالرغم من لكنتها البريطانية. إذ قالت ماكسين: «أنا بيضاء وشقراء وأعيش في مدينة نيويورك». وصحيحٌ أنَّ ابنتي الرئيس ترامب، إيفانكا وتيفاني، تعيشان حالياً في العاصمة الأمريكية واشنطن، لكنَّ عائلة ترامب عادةً ما ترتبط بالعيش والعمل في نيويورك، حيث وُلد دونالد في حي كوينز، وبدأ العمل لدى والده.

وتشعر ماكسين، التي ولدت ونشأت في المملكة المتحدة، بضيقٍ عميق تجاه اسمها الأخير منذ أن كانت في المدرسة الابتدائية؛ لأنَّ كلمة «Trump» تعني «ضراط» في العامية البريطانية. وقالت: «حين وقفت واضطررت إلى ذكر اسم عائلتي في المدرسة بدأ الجميع يصدر أصوات ضراط».

وحين دخل الرئيس دونالد ترامب المعترك السياسي بدأت ماكسين تتعرَّض لأسئلة لا تتوقف. وتحاول ماكسين، مثل كريس ستيلا، الإجابة بأدب عن هذه الأسئلة دون الانجرار إلى النقاشات السياسية. وقالت: «أتعرض لذلك في غالبية أوقات حياتي بعد بلوغي سن الرشد. لقد اعتدت الأمر، ولم أبال في السابق، والآن، صار يُذكَر دائماً».

وإذا استمرت المحادثة بينها وبين أحد الأشخاص بعد سؤال «هل أنتِ من أقربائه؟»، تقول ماكسين إنَّها كثيراً ما تتحدث عن فيلمٍ وثائقي أنتجته في عام 2017 بعنوان Trump Against Trumps. ويشير الفيلم إلى أنَّ الأشخاص الذين يحملون اسم ترامب قد لا يتفقون مع الرئيس الأمريكي.

وقالت: «أقول في تلك المواقف: في الواقع، لقد أنتجت فيلماً قصيراً عن هذا الموضوع. ينبغي أن تشاهده لأنني أعتقد أنه سيجعلك تضحك ضحكة مكتومة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى