آخر الأخبار

«اعتذِروا واستقيلوا».. الصحف والمحتجون يكثفون ضغوطهم على نظام طهران، وخروج تظاهرات جديدة

أشارت تغريدات على تويتر إلى أن عشرات من
المحتجين احتشدوا في إيران، لليوم الثاني على التوالي، اليوم الأحد 12 يناير/كانون
الثاني 2020، مرددين هتافات مناهضة للسلطات، في أعقاب إقرار الجيش بإسقاط طائرة
الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ، بعدما ظل أياماً ينفي مسؤوليته.

وكثَّف محتجون إيرانيون وصحف في الجمهورية
الإسلامية الضغوط على قادة البلاد، وعززت شرطة مكافحة الشغب انتشارها في طهران،
اليوم الأحد، حسبما قال سكان لـ «رويترز».

جامعة بهشتي في طهران الأن يمتنع طلابها من السير على العلم الأمريكي ، بينما يقتحم عناصر الباسيج الاحتجاجات ويقفون على العلم ويهتفون ” الله اكبر ” ويرد عليهم المتظاهرين ” بي شرف بي شرف ” اي فاقدي الشرف .” شعار المقاومة الكاذب ينهار في إيران ! pic.twitter.com/d2YBluKVlC

تلك التظاهرات واجهتها شرطة مكافحة الشغب
بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، على آلاف الإيرانيين الذين خرجوا لشوارع العاصمة
ومدن أخرى، في وقت متأخر من مساء السبت، في حين ردد كثير منهم شعار «الموت
للديكتاتور»، موجهين غضبهم إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

وكالات أنباء مرتبطة بالدولة نشرت تقارير عن
الاحتجاجات، في حين جرى تداول مقاطع مصورة للمظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي.

صحيفة «اعتماد» الإيرانية
المعتدلة كتبت في عنوان رئيسي، اليوم الأحد: «اعتذِروا واستقيلوا»،
مضيفة أن «مطلب الشعب» هو استقالة من هم وراء سوء إدارة أزمة الطائرة.

ولقي 176 شخصاً كانوا على متن الطائرة
حتفهم، ومن بينهم عدد كبير من الإيرانيين الذين يحملون جنسية مزدوجة.

تفجرت الاحتجاجات في أعقاب الإقرار، أمس
السبت، بأن الجيش أسقط الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية «بطريق
الخطأ»، بعد دقائق من إقلاعها يوم الأربعاء، في أثناء حالة استنفار بين
القوات الإيرانية؛ تحسباً لردٍّ أمريكي على ضربات طهران الانتقامية.

المسؤولون الإيرانيون ظلوا أياماً ينفون
بشدةٍ مسؤولية البلاد عن إسقاط الطائرة، حتى بعدما قالت كندا، التي فقدت 57 من
مواطنيها في الحادث، والولايات المتحدة إن معلومات استخباراتية لديهما تشير إلى أن
صاروخاً إيرانيا، ربما أُطلق عن طريق الخطأ، هو ما أسقط الطائرة.

عقب الاعتراف اﻹيراني بإسقاط الطائرة، قال
الرئيس حسن روحاني إنه «خطأ كارثي» واعتذر. وذكر قائد كبير بـ
«الحرس الثوري» أنه أبلغ السلطات أن صاروخاً أصاب الطائرة يوم تحطُّمها،
وهو ما زاد من حالة الغضب في البلاد من التأخر في الإقرار بالمسؤولية.

كتبت صحيفة أخرى معتدلة هي «جمهوري
اسلامي»، أو «الجمهورية الإسلامية»، في مقال افتتاحي: «يتعين
إقالة الذين أخَّروا نشر سبب تحطُّم الطائرة، وأضروا بثقة الناس بالمؤسسة الحاكمة،
أو أن يستقيلوا».

وانتقاد السلطات في إيران ليس أمراً غير
معتاد، لكنه يميل إلى البقاء ضمن حدود ضيقة.

يزيد هجوم الصحف، والاحتجاجات من التحديات
الماثلة أمام المؤسسة الحاكمة، التي واجهت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أسوأ
اضطرابات تشهدها البلاد وأكثرها دموية منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

تغريدات ترامب

مع اتساع نطاق الاحتجاجات أمس في أنحاء
إيران، وضمن ذلك مدن كبرى مثل شيراز وأصفهان وهمدان وأروميه، غرد الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب على تويتر، قائلاً: «نتابع احتجاجاتكم من كثب، وشجاعتكم مصدر
إلهام».

أضاف ترامب في تغريداته التي نشرها
بالفارسية والإنجليزية: «لا يمكن وقوع مذبحة أخرى للمحتجين السلميين ولا حجب
الإنترنت؛ فالعالم يراقب».

في غضون ذلك قالت بريطانيا إن السلطات في
طهران احتجزت سفيرها روب ماكير فترة وجيزة، أمس السبت.

ذكرت وكالة أنباء أنه اعتُقل أمام جامعة
«أمير كبير»؛ لتحريضه المحتجين المناهضين للحكومة.

عاجل: شعار طلاب جامعة بهشتي الأن : الحرس الثوري ، قوات الباسيج :
أنتم دواعش إيران . pic.twitter.com/qPl3Gt3Q5D

من جانبه ندد وزير الخارجية البريطاني
دومينيك راب بالاعتقال، وقال إن بإمكان إيران «الاستمرار في سيرها نحو وضع
المنبوذ… أو اتخاذ خطوات لوقف تصعيد التوتر، وانتهاج طريق دبلوماسي
مستقبلا».

تأتي الاحتجاجات في إيران بعد تصاعد التوتر
بينها وبين واشنطن، التي انسحبت في عام 2018 من الاتفاق النووي الموقَّع بين طهران
وست قوى عالمية، ثم عاودت فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.

في الثالث من يناير/كانون الثاني، قتلت ضربة
أمريكية بطائرة مسيَّرة، قائد «فيلق القدس» بالحرس الثوري الإيراني،
قاسم سليماني، المسؤول عن بناء شبكة إيران المؤلفة من ميليشيات تحارب بالوكالة في
العراق وخارجه. وردَّت طهران بضربات صاروخية على أهداف أمريكية في العراق.

ولم تسفر الضربات عن مقتل أي جندي أمريكي،
لكن سُمح في الساعات التالية التي سادها التوتر، بإقلاع طائرة أوكرانية من طراز
«بوينغ 737» من مطار طهران، فأسقطها صاروخ أطلقه مُشغِّل ظن أن الطائرة
مصدر هجوم!

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو:
«إسقاط طائرة مدنية أمر مروع. يجب أن تتحمل إيران المسؤولية كاملة».

أضاف ترودو أن روحاني تعهد بالتعاون مع
المحققين الكنديين، والعمل على وقف التوتر في المنطقة، ومواصلة الحوار.

عاجل : طلاب جامعة بهشتي في العاصمة الإيرانية طهران يصفون خامنئي بالقاتل وشعارهم : لم نقدم القتلى حتى نتصالح مع النظام أو نقدس
” الرهبر” القاتل خامنئي .
( يقصدون القتلى الذين سقطوا في احتجاجات نوفمبر 2019 وعددهم 1500 متظاهر أغلبيتهم من الأحواز ) pic.twitter.com/SJgxoyCBvc

في تضافر مع المؤسسة الحاكمة، أشاد نواب
إيرانيون بقادة «الحرس الثوري»؛ لشجاعتهم في الإقرار بالخطأ، حسبما
أفادت وكالة أنباء «فارس» المقربة من «الحرس»، الذي يمثل
جيشاً موازياً أنشئ للدفاع عن نظام الحكم الديني.

سعى مسؤولون إيرانيون إلى وصف كارثة الطائرة
بأنها ضربة ثانية لأمة حزينة على مقتل سليماني في الهجوم الأمريكي بطائرة مسيَّرة.

أدى مقتل سليماني في الضربة الأمريكية إلى
خروج حشود ضخمة إلى الشوارع، وهو ما قال مسؤولون إنه يُظهر الوحدة الوطنية. لكن
سرعان ما طغت الاحتجاجات على ذلك، ومزق محتجون أمس صوراً لسليماني.

مع تزايد التساؤلات بشأن تحطم الطائرة،
تفاقم الغضب الشعبي من السلطات الإيرانية. فقد تساءل إيرانيون على مواقع التواصل
الاجتماعي عن سبب انشغال المسؤولين بدفع اتهامات الخارج بدل إبداء التعاطف مع
عائلات الضحايا الحزينة. وتساءل آخرون عن سبب السماح للطائرة بالإقلاع في وقت يشهد
توتراً شديداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى