اخبار إضافيةتراند

الأغلبية الصامتة وعيون الطاغية ونهاية الشعب المصرى ..وعقاب الله ووعده القادم لا محالة

الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

 

دكتور صلاح الدوبى

الأمين العام للمنظمة

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

رئيس اتحاد الشعب المصرى

“يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظَّالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدوني أَهْدِكم، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكْسُكُم، يا عبادي إنَّكم تُخطئون بالليلِ والنَّهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفرُ لكم، يا عبادي إنَّكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفَعوني، يا عبادي لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإِنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتقى قلبِ رجلِ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخركم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كل إنسانٍ مسألتَه، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البحرَ، يا عبادي إنَّما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثمَّ أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمدِ اللهَ، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلا نفسَه”
هذا أمر الله كما ورد في الحديث القدسي، وإن الظالم ليقصمن الله ظهره في الدنيا قبل الآخرة، هذا وعد الله حقاً لا مراء فيه، ومن استقرأ تاريخ الظلم رأى أبشع النهايات، وكلما زاد الظلم زادت العقوبة، فكيف إن اجتمع القتل مع الظلم كما شاهدنا ونشاهد في كثير من أقطار المسلمين اليوم.

وإن للظالم المسمى بعبد الفتاح خليل السيسى أدوات يستعين بها في ظلمه، فأول هذه الأدوات مستشاروه وقضاته وبرلمانيوه ومعاونوه، ثم أدواته التنفيذية كالجيوش وأجهزته الأمنية، وهناك من يروج له وينشر فضائله ويزين مساوئه كالإعلام، وهناك المؤسسة المشرعة لظلمه وهم شيوخ السلاطين وعلماؤهم سواء من المسلمين او المسيحيين: “وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون [الأنعام:29]

ولكن أحد أخطر هذه الأدوات وأكبرها وأكثفها هي الشعب المصرى ، نعم؛ فإنه قد يستخدمها في ظلمه، بل لولاها لما ظلم ولما استرسل في ظلمه ولما تمادى وطغى وتجبر؛ لأن الظالم إذا لم ير رادعا يردعه ويقف في وجهه زاد ظلمه وطغيانه، وعلا جبروته وسلطانه، وأخذ بغير حق، وسجن بغير حق، ونفى بغير حق، بل قتل بغير حق، حتى إنه سيتأله وسيعاقب كل من يخالفه، وربما كل من لا يحبه أيضاً.

أن المصريين يعتقدون بأنها مصر ليست بلدهم، وأن الديكتاتور”  السيسى” ليس فقط موظف كبيرا يحصل على أجره في مقابل عمل إداري كبير يشمل الوطن كله، لكنه من نسل فرعون يطلب من هامان أن يبني له صرحا لعله يطلع إلى إلَه موسى.
مشكلتنا ذلك التوجس والريبة والخوف والشك الذي يحمله المصري لأخيه وجاره المصرى فيظن أنه سيقوم بتسليم رقبته إلى سيّاف فرعون مصر، فجعلنا الطاغيةُ عيوناً له بدلا من أن تكون عيوننا مصَوّبة نحوه لئلا ينحرف أو يسرق أو ينهب أو يفسد.
مشكلتنا في مصر هي القدرة الشديدة على التبرير، فإن كنت اسلاميا فطاعة ولي الأمر واجبة حتى لو كان طاغية وشيطانا ختى لو قام بالزنا على شاشات التلفاز كما صرح بذلك أحد شيوخ السعودية.
وإن كنت معارضا ومسالما فأنت لا تتعجل التغيير، وأكثر من ربع قرن من المهانة والتخريب والتدمير والأصفار يمكن أن تمتد لمثله خشية احداث فوضى في البلاد.
وإن كنت من الأغلبية الصامتة فعليك أن تجلس تحت سريرك، وتغرق غرفتك بدموع الحزن ، وتصرخ صرخات مكتومة لا يصل صداها للفرعون القزم.
الجهل لدينا يجعلنا نصدق أن بعبع سوريا بشار الأسد يلوح بها مساندو الطاغية السيسى، ويزيفون الحقائق، ويَدّعون خوفَهم على أم الدنيا، لكن الحقيقة أن عرقنة مصر ( لا قدر الله) هي في استمرار أسرة السيسى، الأب والابن والحفيد والسيدة الأولى .
مصينتنا وأحد عيوبنا أننا لا نميّز بين النكتة والعزاء، ولا نعرف الفارق بين ابن الحلال وابن الحرام، وأننا نضحك بصوت عال في جنازة وطن، وأننا لا نعرف العدو من الصديق.
مشكلتنا أن المصريين أصبحوا كلهم فلاسفة ومحلليين ومدوّنين وإنترنتيين وأعضاء في منتديات ومواقع وخبراء في معرفة كل الشؤون والشجون.
مصيبة شعب أم الدنيا أن الكلمة أضحت عبثا، وأننا نساوي بين الجاهل والمتعلم، وبين المثقف والأمي، وبين التاجر والفهلوي، وبين منبر الخطابة والمقهى، وبين وجه القاضي السمين يشابه وجه الخزير وجزمة ضابط الأمن.
مشكلتنا في مصر تلك الكراهية التي صنعها النظام الفاشي والنازي والعنصري والحاقد والعفن والنتن والارهابي للسفاح عبد الفتاح السيسى، فبدلا من أن نوجه كراهيتنا إليه وإلى أسرته ، اصبحنا نتنازع، ونتصارع، ثم نتسابق في مزاد الوطنية، فالمصري لم يعد قادرا على أن يجد مبرراً لخطأ أخيه المواطن، ولكنه يجد ثلاثة وسبعين تبريرا لسارقى الوطن ونصابيه بدأ من مصطفى بكرى حتى أحمد موسى ، اتعرف أن المصري يضحك لدى سماعه النحيب والصراخ وسباب ربات البيوت والعاطلين عن العمل والمعذَّبين والمغتصَبين والسجناء الأبرياء والمرضى والملوثة أكبادهم ورئاتهم ودماؤهم..

كثيرًا ما نتكلم عن الظالمين والطغاة والمستبدين ولا نتكلم عن هؤلاء المتفرجين الساكتين من الشعب المصرى رغم أن الظالم لم يكن ليتمادى في ظلمه وطغيانه إلا بسبب هؤلاء المتفرجين الساكتين، لقد درج الأمر على أن يتجه الغضب واللوم إلى الظالم والمستبد دون أن نتعرض لهؤلاء الذين تقوى الظالم والمستبد بسكوتهم وتشرذمهم.

إن استمرار الظلم ونظم الاستبداد مرهون باستمرار الوهن وفقدان المجتمع لعافيته في المقاومة والبقاء في مواقع المتفرجين، لذلك تسعى نظم الاستبداد والطغيان إلى تفريغ وتصفية طاقات المقاومة لدى المجتمعات، والاستقواء عليها وقهرها عبر أساليب القمع المختلفة التي جعلت مقاومة الظلم والاستبداد أمرًا مكلفًا للغاية ويفوق قدرة احتمال الكثيرين، لتضيق الخيارات لدي الشعوب بين استبداد صارم واستبداد لين واستبداد عاقل واستبداد عادل وما هذا أو ذاك إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار.

المتفرجون المصريون الساكتون عن الظلم والمستسلمون له ذمهم الله في كتابه وتوعدهم بالخذلان فقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.

إن حشد المجتمع لسائر قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد وترك مقاعد المتفرجين ومغادرة منازل الساكتين أمر لا مناص منه لمقاومة الظلم ووقف زحف الاستبداد والطغيان، ولا بد أن يكون الجميع على استعداد لدفع الثمن.

إن الظلم عواقبه وخيمة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول، فيعم الخوف وينعدم الأمن بل ويصبح الظالم نفسه أشد خوفًا، كما يعم الضنك وضيق المعايش فلا تقوم للدول وللشعوب قائمة، فكم من أمم لم تقم لها قائمة بسبب الظلم وركونها إلى الظالمين وقديمًا قالوا إن الله يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة ولا يقيم دولة الظلم ولو كانت مسلمة.

هذا الخائن كان بارعا في اكتشاف اللصوص والنهابين والفاسدين والمجرمين وذوي الضمائر الميتة ليضعهم حوله في الوزارات والمؤسسات، ووضع ثروة وخيرات مصر بين أيديهم وايدي زوجته، ونكث وعده بعدما عاهد الشعب أنْ أن يتنحى ويغادر السلطة لو طلب منه الشعب ذلك، فاستخف قومه في خطابه الأخير.

السيسى كاذبا حتى النخاع، يقف أمام شعبه مستخفا إياه، ومستحمرا ذكاءه.

جعل كل من حوله بلا قيمة، والشرطة التي كانت في خدمة الشعب أضحت في خدمته البيه وأسرته، والجيش البطل .. جيش الجنبرى والكعك وتربية الماشية والخرفان بجميع جنرالاته يشاهد ضياع استقلال الوطن في أصغر قراراته، لكنه يستمتعون بمرتبات ضخمة بدون عمل.

كان عبقريا في اختيار الفاسدين، وجعل الإعلام المصري حزمة من المتخلفين والغوغاء والمعاقين ذهنيا، وشجّع تسميم الأرض الزراعية بإستيراد بدور مسرطنة من إسرائيل أو في دفن نفايات الحديد تحت الأرض الزراعية.

في عهده جعل الصفرَ مرادفا لكرامة المصريين في الداخل والخارج، وتأخر التعليم، وتضاعفت تجارة وتعاطي المخدرات، والرشوة أصبحت ضرورية كالتنفس تماما، والتلوث المائي والهوائي سمة غالبة على سماء وبحر ونيل مصر كلها.

أمريكا والغرب الأوروبى ومسلسل الديمقراطية وأكذوبة حرية الإنسان

كيف يمكن لحيتان مصانع الأسلحة الأمريكية أن تستمر دون أن يكون هناك عدو تجرب فيه كل منتجات الدمار؟ وما فائدة تمثال الحرية إذن إن لم تكن حرية أمريكا في ضرب من تشاء متى تشاء؟
تعيين الشيطان الجديد لم يكن مهمة أمريكية فقط، فالإعلام الأوروبي الكسيح قادر على لعب دور الخادم الأمين للقوة العظمى، ولا يزال الأوربيون يشعرون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أنهم مدينون لأمريكا بحريتهم ويعتذرون للكيان الصهيوني بتقريع الضمير للهلوكوست، وهنا ساند الإعلام الغربي التهم الأمريكية قبل أن يقراءها ، وانسالت دموع توني بلير على وجنتيه وهي التي لم تذرفها عيناه على مئات الأطفال الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص كان يعلم به منذ ثمانين عاما اللورد بلفور.
وراحت ألمانيا تخلط بين بكائها على الضحايا واعتذارها لإسرائيل للمرة المائة بعد الألف وذلك عن ضحايا النازية.
ولطمت أوروبا خدها الناعم على الدولار وبصقت أمريكا على اليورو كما يفعل الكاوبوي البطل الأمريكى في فيلم” من أجل حفنة دولارات “!

وأمريكا تحت رئاسة رجل الأعمال الملياردير ترامب حامى الديكتاتورية فى العالم هي الخصم والحكم والقاضي والمحامي والجلاد والسجان وهي أيضا الحاجب في المحكمة فتقرأ أسماء المتهمين لكنها لا تسأل عنهم فهي قادرة على أن تعلن الحرب على أشخاص ومؤسسات ودول وتجار مخدرات وتعتقل من تشاء وتستدرج الشيخ عمر عبد الرحمن عن طريق الحكومة السودانية التي سلمت من قبل كارلوس لفرنسا، أو تخطف رئيس بنما من بيته وتضع في يديه القيد كما تفعل الشرطة مع المجرمين في حي هارلم.

تضرب الولايات الأمريكية المتحدة أو لا تضرب فوجهها القبيح يطل علينا من فوهة بنادق الجيش الصهيوني في كل يوم، وجرائمها لا تمنعنا من منطلق أخلاقي وديني وإنساني أن ندين جريمة الإرهاب ضد الأبرياء في نيويورك وواشنطون.

وعندما جاء عبد الفتاح السيسى وزوجته المصونه صاحبة القصور، انقلبت مصر عاليها سافلها, ولم يعد هناك شيء غير مستباح, الأراضي, العقارات, أجسام المرضى في غرف العمليات بالمستشفيات الاستثمارية, قضبان السكك الحديدية, أموال المصريين في البنوك, تحويلات الغلابة من الخارج, كرامة المواطن المصري في قسم الشرطة, عدالة القضية في قاعات المحاكم, مرتب الموظف المسكين, علاوة العمال السنوية, دخل قناة السويس, مبيعات البترول, الفارق بين العملة المصرية وغيرها, المحصولات الزراعية, أراضي الفلاحين أو من بقي منهم فلاحا أو مزارعا, شواطيء سيناء لصالح القرى السياحية, جيوب المصريين والسياح وهي تفرغ في ثقافة التسول والبقشيش والاكراميات التي صنعها النظام, الصوت الانتخابي في مجلس الشعب, حرية المواطن في اختيار رئيسه النصاب وخليفته.. الخ قائمة من مئات الالاف من كنوز الوطن المادية والمعنوية والأدبية والتاريخية.
لقد تعرضت مصر لأكبر عملية نهب في تاريخها منذ عهد أول فرعون إلى الآن, ولا يزال المصريون يبحثون في المكان الخطأ عن المتسبب الأول في الكوارث والفواجع التي لحقت بهم ويندبون حظهم السيئ ويتعاركون فيما بينهم.

إن الظلم كالسرطان الذي ينتشرفي الجسد وقد لا يدرك المرء وجوده إلا بعد أن يبلغ مبلغًا لا نجاة فيه من هلاك محقق، فالظلم مهلكة للأفراد كما للدول يقول الله تعالى {وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} الكهف 59.

يتقطع قلبك حسرات حين تشاهد تلك الأم التي شنق ولدها، بغير ذنب، يتقطع حسرات حين تُحدثٌ عمن قضى في السجن ثلثي عمره قهراً وظلماً، يتقطع حسرات حين تسمع عن ألوان التعذيب صبت على الجسد الهزيل صباً..
ألا يعي الظالم أنه بين يدي الله موقوف، ومسؤول، حين ينظر فلا يرى إلا ما قدم، (أيحسب ألن يقدر عليه أحد)!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى