آخر الأخبار

الأمن العراقي تعمَّد قتل المحتجين.. تقرير: استخدم قنابل عسكرية “إيرانية” اخترقت رؤوسهم

على إثر قتل مئات المدنيين وإصابة أكثر من 1500 شخص خلال ذروة
التظاهرات التي وقعت في بغداد بدءاً من عام 2019، توصلت منظمة العفو الدولية ومركز
SITU Research للبحوث إلى أن قوات الأمن
العراقية استخدمت قنابل غازٍ مسيلٍ للدموع  لقتل وإصابة المتظاهرين عمداً، من
خلال استخدام منهجي للأسلحة عسكرية الطراز.

كان المتظاهرون قد احتشدوا في الميادين، واستولوا على الجسور والساحات
العامة للتعبير عن استيائهم من الفساد، والوجود العسكري الأمريكي المستمر،
والهجمات التي تقع في أرجاء البلاد بطائراتٍ مُسيّرة، وعدم كفاءة الخدمات العامة،
وتفاقم الأوضاع الاقتصادية لشباب البلاد، وفق التقرير الذي نشرته مجلة Newsweek
الأمريكية.

التقرير الأمريكي قال، إن منظمة العفو الدولية ومركز SITU Research للبحوث اعتمدا على تركيب
صورٍ ثلاثية الأبعاد لمحاكاة الاحتجاجات والتظاهرات بالاعتماد على مقاطع فيديو
التُقطت في ميدان التحرير وعلى جسر الجمهورية للتوصل لهذه المعلومات.

قال بريان كاستنر، كبير مستشاري أزمات العمليات العسكرية والمسلحة في
منظمة العفو الدولية، في بيان: “كانت قوات الأمن تعرف كم هي مميتة تلك
الأسلحة البغيضة، لكنها استمرت في إطلاقها عمداً، متسببةً في أكثر من عشرين عملية
قتل مروّعة”.

كاستنر، وهو ضابط سابق متخصص في التخلص من الذخائر المتفجرة في القوات
الجوية الأمريكية، الذي خدم في العراق، قال خلال حديثه مع مجلة Newsweek،إن قنابل الغاز
لا يجب توجيهها أبداً على الجماهير، وإنما توجه لأسفل، تحت مستوى الخصر، لتنشر
غازها على الأرض.

اضاف: “كانت الإصابات مرعبةً بحق، ارتطمت قنابل الغاز الساخنة
برؤوس المتظاهرين. قررنا في منظمة العفو الدولية عدم نشر صور ومقاطع فيديو
الإصابات، لكننا نشرنا صور الأشعة التي التقطت للمرضى في المستشفى، والتي تُظهر
وجوهاً مخترقةً ورؤوساً متفسخة”.

تأتي التحليلات والتحقيقات، المتوفرة على موقعٍ تفاعليٍ، في وقتٍ لا
تزال الأمة فيه ممزقة بسبب التظاهرات التي واكبها عصيانٌ مدنيٌ منتشر. ففي
يناير/كانون الثاني، تفجر ذلك الغضب بسبب الهجمات الأمريكية بطائراتٍ دون طيارٍ،
التي تسببت في مقتل اللواء الإيراني قاسم سليماني، مما أكد بدرجة أكبر على الوجود
الأمريكي غير المرغوب فيه في أرجاء البلاد، وإن كان وجوداً قوياً.

فيما تُظهر العديد من مقاطع الفيديو الملتقطة بعدسات هواتف متظاهرين
تدفعهم قوات الأمن العراقية باستخدام “مداخن” لردع الحشود المتقدمة.
وكانت قنابل الغاز المسيل للدموع من طراز  M99s وM651 وقنابل دخان M713 إيرانية الصنع تزن أكثر من
عشرة أضعاف عبوات الغاز التقليدية، وقد تسببت في صدمات جسدية شديدة، وأدت إلى
الوفاة في بعض الحالات.

فيما كتب براد سامويل، الشريك المؤسس لمركز أبحاث SITU Research في بيانٍ صادرٍ مع
التقرير: “تُظهر المقاطع التي جرى تحليلها لهذا التقرير بوضوحٍ نمطاً من
الإساءة والاستخدام القاتل للقوة ضد المدنيين العراقيين، من الضروري تحليل تلك
الأسلحة بالمقارنة مع المناطق العمرانية التي تُستخدم فيها. يتتبع هذا التحقيق
البصري أداء الأسلحة بالنظر إلى الشوارع، والساحات وأماكن التجمعات التي قُتل فيها
كثيرون”.

إلى ذلك فقد أصبحت العاصمة العراقية ومدن البلاد وصولاً إلى النجف
والبصرة في الجنوب مراكز للانتفاضات والعنف الذي غذاه تقريرٌ كاشف لموقع The Intercept حول النفوذ الإيراني في
قاعات البرلمان في بغداد وما وراءها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى