أصبحت حياة عدد من المعتقلين في مجمع شاسع خارج العاصمة السعودية، الرياض، من بينهم أفراد بالعائلة المالكة السعودية، مهدَّدة بالخطر، بسبب ظروف السجن والحرمان من العلاج الطبي، وفق ما أكده مصدران مقربان من عائلة الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود، في حديث لهما مع صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 5 يونيو/حزيران 2020.
وفق الصحيفة نفسها، فإن المتحدثين المشار إليهما قالا إن الأميرة الكبيرة، الشهيرة بمناصرتها للإصلاح، في حالة صحية خطيرة داخل سجن الحاير جنوب الرياض، في حين تفاقمت المخاوف عقب وفاة الناشط الحقوقي البارز عبدالله الحامد، في مستشفى بالرياض، الشهر الماضي، بعد أن كان محتجزاً في الحاير.
كورونا يرعب الأهالي: إلى جانب ذلك، أكملت الناشطة في مجال حقوق المرأة، لُجين الهذلول، عامين في سجن الحاير؛ بسبب حملتها ضد الحظر السابق على قيادة النساء للسيارات وإنهاء نظام وصاية الذكور على النساء.
قالت عائلات وأصدقاء المعتقلين المحتجزين في الحاير، إنَّ مخاوفهم تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، بعد تقارير عن ظهور حالتي إصابة بـ”كوفيد-19″ داخل السجن.
تقول عائلة لجين الهذلول، إنها مُنِعَت من حين إلى آخر، من إجراء مكالمات هاتفية.
إلى جانب ذلك، تقول مصادر قريبة من الأميرة بسمة إنها مُنِعَت، منذ منتصف أبريل/نيسان، من إجراء مكالمات هاتفية، والتي توفر وسيلة الاتصال الوحيدة للسجناء مع العالم الخارجي؛ مما يحول دون تلقي أية تحديثات بشأن وضعها.
غموض يثير الريبة: يقع جناح المنشأة الذي يضم سجناء سياسيين، من ضمنهم لجين هذلول، تحت سيطرة المباحث، وهي فرع من الشرطة السرية السعودية التي تتعامل مع المخابرات الداخلية.
في السياق نفسه، يقول أفراد الأسرة إنَّ لجين محتجزة بزنزانةٍ مساحتها ثلاثة في أربعة أمتار، مع السماح بالخروج إلى منطقة مشتركة لفترة وجيزة يومياً.
كما تقول عائلة لجين هذلول، إنَّ الفتاة البالغة من العمر 30 عاماً، خضعت للرقابة خلال مكالماتها الهاتفية المنتظمة السابقة.
وليد الهذلول، شقيق لجين، صرح قائلاً: “لا يمكنها مشاركة أية معلومات عن الظروف أو القضايا السلبية داخل السجن، وإلا تقطع السلطات المكالمة. لذا من الصعب معرفة الظروف الحقيقية”.
كما تؤكد أسرتها أنَّ لجين الهذلول لم تتصل طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، ولم تقدم سلطات السجن أي تفسير.
“أُلقيت مع المجرمين والإرهابيين”: يضم سجن الحاير نحو 5000 سجين، من ضمنهم مدانون بشن هجمات لصالح تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
كما يشتهر سجن الحاير بأنه يضم جناحاً فاخراً لإعادة التأهيل، وضمن ذلك حوض سباحة وزيارات زوجية للجهاديين المدانين، لكن وليد الهذلول قال إنَّ هذه ليست التجربة التي يمر بها المعتقلون الآخرون. وأوضح: “هناك أقسام تبدو جميلة، لكن هذا ليس ما تراه لُجين”.
إلى جانب ذلك، قال مصدران مقربان من الأميرة بسمة، أصغر أحفاد الملك سعود مؤسس الدولة السعودية، إنها محتجزة بغرفة في الحاير، مع ابنتها سهود البالغة من العمر 28 عاماً.
من جانبه، قال شخص مقرب من العائلة: “هناك أميرات أخريات معها، ليس في زنزانات لكن بغرف، هي ليست مجرمة أو إرهابية، لكنها أُلقيت في السجن مع المجرمين والإرهابيين”.
وحال سوء الحالة الصحية للأميرة بسمة دون وصولها إلى الهاتف. وقال المصدر القريب من عائلتها: “إنها على فراش الموت. خلال الأشهر الأربعة أو الخمسة الماضية، توقفوا عن توفير الرعاية الطبية لها، أو الاستجابة لطلباتها”.
ماذا تقول السلطات السعودية؟ من جانبها، تقول المديرية العامة للسجون السعودية، إنَّ “الرعاية الصحية مكفولة للسجناء بالسعودية”، وضمن ذلك الحماية من الأمراض المعدية.
هذا، ورفضت سفارة المملكة السعودية في واشنطن العاصمة، التي تتعامل مع الطلبات الإعلامية، التعليق على الأوضاع داخل الحاير أو على صحة الأميرة بسمة، عندما اتصلت بها صحيفة The Guardian البريطانية.
على الجانب الآخر، تقول جماعات حقوقية إنَّ سجن الحاير ارتبط منذ فترة طويلة، بتعرض المساجين لاعتداءات جسدية.
جوش كوبر، من منظمة Al Qst السعودية لحقوق الإنسان، قال: “المنطقة الجنائية العامة في السجن أسوأ، من حيث الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي. وصار الخطر هائلاً الآن في ضوء جائحة كوفيد-19، خاصةً أنَّ السجن مكتظ ويفتقر إلى الخدمات الأساسية”.
يضيف كوبر أنَّ رفض توفير الرعاية الطبية يُستخدَم كنوع من العقاب، إلى جانب النقل المؤقت للسجناء السياسيين إلى السجون الجنائية العامة المكتظة.
