آخر الأخبارتحليلات

الإستعمار الفرنسى حاصر آلاف الجزائريين فى مسجد بالمدافع وأبادوهم

قصة إبادة فرنسا لـ 4 آلاف مصلٍ في مسجد كتشاوة فى الجزائر

بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

رئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

هل تعلم لماذا سميت ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة ؟ بهذا الاسم
طبعا هذا لايدرس لأبنائنا في التاريخ .جامع كتشاوة من أشهر المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائرية. بني في العهد العثماني سنة 1021 هـ/1612 م لكنه حول إلى كنيسة بعد أن قام الجنرال الدوق دو روفيغو القائد الأعلى للقوات الفرنسية ـ الذي كان تحت إمرة قائد الحملة الفرنسية الاستعمارية “دوبونياك” ـ بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة تسمى بالتركية كتشاوة .

قدّم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، رواية رسمية لمجزرة ارتكبتها قوات الاستعمار الفرنسي بحق قرابة 4 آلاف مصلٍ، اعتصموا داخل مسجد عثماني، رفضاً لتحويله إلى كنيسة.

كان تبون يتحدث عن “جرائم” الاستعمار الفرنسي للبلاد منذ دخوله عام 1830 وإلى غاية خروجه عام 1962، خلال مقابلة أجراها مساء الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021 مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي.

تبون قال إن “فرنسا استعمرتنا 132 سنة كانت فيها جرائم بشعة لا تمحى بكلمة حلوة، هناك عائلات وعروش (قبائل) مُحيت نهائياً مثل الزعاطشة (جنوب شرق الجزائر) لم يبق منهم رضيع واحد”.

أضاف تبون: “اسألوا أهل الذكر والذاكرة ماذا فعلوا في (مسجد) كتشاوة.. لقد قتلوا فيه 4 آلاف مصل استشهدوا بعد أن تمت محاصرتهم بالمدافع وإبادتهم”، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.

بني مسجد كتشاوة عام 1520 في منطقة القصبة، التي تشتهر باسم “المدينة القديمة” في العهد العثماني (1518 – 1830)، من قبل أحد أكبر قادة الأساطيل العثمانية حاكم الجزائر آنذاك، خير الدين بربروس (1470- 1546).

تقول روايات لمؤرخين جزائريين إن الحاكم الفرنسي للجزائر آنذاك “الدوق دو روفيغو” قرر نهاية العام 1832 اقتحام المسجد لتحويله إلى كنيسة، ووسط رفض سكان المدينة الذين اعتصموا داخله قام بهدمه على من فيه وحرق المصاحف.

عقب هدم المسجد جزئياً استخدمه الفرنسيون مؤقتاً مخزنًا، قبل إعادة بناء كنيسة مكانه، وحوّل الجنرال الفرنسي المسجد إلى إسطبل؛ في محاولة لضرب كل ما يمت بصلة للشريعة الإسلامية والقضاء على مقومات الجزائر التي تشكل الثقافة العربية والإسلامية والأمازيغية نسيج شخصيتها .

بعد ذلك حوّل الجزائريون الكنيسة إلى مسجد عقب إعلان الاستقلال عام 1962 مع المحافظة على معالم الكنيسة، لكنه أغلق أبوابه في 2008، بعد أضرار لحقت به جراء زلزال عنيف ضرب العاصمة الجزائر في 2003.

ثم في أبريل/نيسان 2018، أعيد فتح مسجد كتشاوة بعد عملية ترميم قامت بها وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، بفريق مختص وهيئة أكاديمية وحرفيين مهرة في فن التخطيط والنقش، بناءً على اتفاق تم بين حكومتي الجزائر وتركيا.

سُمي المسجد بـ”كتشاوة” نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة، وكان الأتراك يطلقون عليها اسم: سوق الماعز، حيث إن كلمة كتشاوة بالتركية تعني: عنزة.

تأتي رواية تبون عما فعلته فرنسا في مسجد كتشاوة، في أعقاب توتر تشهده العلاقات بين الجزائر وباريس، على خلفية تصريحات قالها الرئيس الفرنسي حول فترة الاستعمار بالجزائر.

كان ماكرون قد اتهم في تصريحاته السلطات الجزائرية بأنها “تكن ضغينة لفرنسا”، وطعن في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، حيث تساءل مستنكرا: “هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (؟!)”.

زعم كذلك أنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني بين 1514 و1830، وأضاف: “أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماماً الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون”.

على خلفية هذه التصريحات، أعلنت الجزائر استدعاء سفيرها في باريس من أجل التشاور، واستنكرت الرئاسة الجزائرية تصريحات ماكرون، وقالت إنها “تمثل مساسا غير مقبول بذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحوا بأنفسهم عبر مقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي”.

فعلوا كل شيء.. تعرَّفْ أبرز جرائم المستعمرين الفرنسيين بالجزائر
لا يزال الجزائريون ينتظرون اعترافاً واعتذاراً من باريس عن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحقهم، وكان أبرز تلك الجرائم الإبادة الجماعية والتعذيب والقتل والتجارب النووية والنهب الذي طال حتى أرشيف الوثائق.
بعد 59 سنة من الاستقلال لا يزال الجزائريون ينتظرون اعترافاً واعتذاراً من باريس بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي (1830-1962) بحق الشعب الجزائري المقاوم.
وكان أبرز تلك الجرائم الإبادة الجماعية والتعذيب والقتل والتجارب النووية والنهب الذي طال حتى أرشيف الوثائق.

إبادة جماعية
مارس الاستعمار الفرنسي أبشع أنواع التنكيل والقتل ضد الجزائريين، وكانت حصيلتها حسب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكثر من 5 ملايين قتيل طيلة قرن وربع قرن.
أما الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (خاصة)، فكشفت في تقرير عام 2017 أن عدد ضحايا الاستعمار الفرنسي فاق 10 ملايين شخص.


كما استخدمت فرنسا المدنيين رهائن ودروعاً بشرية في حربها ضد جيش التحرير الوطني الجزائري.
وخلال مواجهته ثورات شعبية منذ دخوله البلاد حتى مغادرتها أباد الاستعمار الفرنسي قرى بأكملها فضلاً عن أساليب الصعق الكهربائي واستخدم الآبار المائية سجوناً وألقى المعتقلين من المروحيات، وفق مؤرخين.
جماجم المقاومين
تحتفظ فرنسا إلى اليوم بـ18 ألف جمجمة في متحف “الإنسان” بباريس، منها 500 فقط جرى التعرف على هويات أصحابها، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام فرنسية عام 2016.
وفي يوليو/تموز 2020 استعادت الجزائر 24 جمجمة لقادة من مقاومة الجزائر (قبل اندلاع ثورة نوفمبر/تشرين الثاني 1954)، قتلوا ثم قطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي منتصف القرن الـ19.
وتقول السلطات الجزائرية إن المفاوضات متواصلة لاسترجاع جماجم أخرى (لم يحدد عددها)، وتؤكد أن فرنسا وضعت قانوناً يجعل من هذه الرفات محمية ضمن التر اث الفرنسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى