آخر الأخبارتحليلات

الإمارات العربية المتحدة تتخذ “سياسة خالف تعرف وتكون أكثر شهرة برغم صغر حجمك”

تحليل بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

قالت وكالة أنباء الإمارات، الثلاثاء، إن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة المحافظة على استقرار سوق الطاقة العالمي.

إستياء غربي من الموقف الإماراتي

من جهته، قال دبلوماسي أوروبي للوكالة الفرنسية “نحن مستاؤون جداً من الإمارات، ومقتنعون بأنها أبرمت صفقة قذرة مع روسيا”، مرتبطة بالحوثيين وأوكرانيا.

كما نقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي آخر قوله إن امتناع الإمارات عن التصويت في الأمم المتحدة يرتبط برغبة في الحفاظ على إمكانات “الحوار” لإيجاد حل سلمي للأزمة، مؤكداً أن الإمارات قلقة جداً من “العواقب الإنسانية” للنزاع.

كان مجلس الأمن الدولي قد أصدر الإثنين، بدعم من دولة الإمارات، قراراً يوسِّع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن، ليشمل جميع المسلحين الحوثيين، بعدما كان مقتصراً على أفراد وشركات محدّدة.

كما اعتبر القرار -الذي صوّتت لمصلحته 11 دولة في حين امتنعت 4 عن التصويت هي النرويج والمكسيك والبرازيل وأيرلندا- أنّ الحوثيين “جماعة إرهابية”، وذلك للمرة الأولى.

أوكرانيا مقابل الحوثيين.. صفقة إماراتية روسية ومآرب أخرى

يثير الموقف الإماراتي من الغزو الروسي لأوكرانيا، العديد من علامات الاستفهام، حول توجهات أبوظبي تجاه الأزمة المتصاعدة أوروبيا وعالميا.

وإلى الآن لم يشارك البلد الخليجي الغني بالنفط في أية عقوبات ضد روسيا، كما لم يدل بأية تصريحات مناوئة لموسكو، وسط إشارات نحو التزام الصمت، أو الظهور في صورة الحياد تجاه الحرب الدائرة هناك.

وتقف أسباب عدة وراء الموقف الإماراتي، لاسيما في ظل فتور كبير يشوب العلاقات بين أبوظبي وواشنطن، منذ قدوم إدارة الرئيس “جو بايدن” إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.

دبلوماسية إماراتية

أشبه بمن يحاول مسك العصا من المنتصف، امتنعت الإمارات، عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، وحثت على إنهاء العنف من خلال الحوار.

وفي إشارة ذات مغزى، جاء اتصال ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد” بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، الأسبوع الجاري، مؤكدا له حق روسيا في ضمان أمنها الوطني، وفق بيان صادر عن الكرملين.

وبحث الرئيس الروسي خلال المكالمة الهاتفية تنفيذ اتفاق (أوبك بلس) للحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية وإمدادات الطاقة.

من جهته، أكد ولى عهد أبو ظبي “حق روسيا في الدفاع عن أمنها القومي”، وفق بيان الخارجية الروسية.

وقال الشيخ محمد بن زايد “سنواصل الاتصالات مع مختلف الأطراف المعنية بهدف المساعدة في إيجاد حلول سياسية للأزمة”.

وفي السياق، أشار دبلوماسي أوروبي إلى وجود صفقة بين الإمارات وروسيا في مجلس الأمن الدولي تتعلق بأوكرانيا واليمن، تتضمن امتناع الإمارات عن التصويت لصالح قرار أمريكي يدين الحرب على أوكرانيا. وفي المقابل، تصوت روسيا لصالح قرار إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) تنظيمًا إرهابيًّا يحظر بيع السلاح له.

بينما فسّر دبلوماسيون تصويت روسيا -المقرّبة من إيران التي تدعم الحوثيين- لمصلحة القرار بأنه ثمرة “اتفاق” بين موسكو وأبوظبي، هدفت موسكو عبره إلى ضمان امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن ضد الحرب الروسية على أوكرانيا، الخميس الماضي.

حملت التطورات الأممية الأخيرة دلالات وصفها البعض بالتقارب الإماراتي الروسي، بعد قرارين لمجلس الأمن، الأول بشأن تسليح جماعة أنصار الله، والثاني بامتناع أبوظبي عن التصويت لصالح قرار أميركي بإدانة الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا، فضلا عن اتصال جمع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأصدر مجلس الأمن الدولي، الاثنين، بضغط من الإمارات ودعم من روسيا، قرارا يوسع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن، ليشمل جميع المتمردين الحوثيين.

وفسر دبلوماسيون تصويت روسيا، المقربة من إيران التي تدعم الحوثيين، لصالح القرار على أنه ثمرة “اتفاق” بين موسكو وأبوظبي هدفت موسكو عبره إلى ضمان امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما قالت “فرانس برس”.

أن “أي دعم روسي للإمارات لا بد أن يقابله تصرف بالمثل من جانب أبوظبي تجاه موسكو”.

صفقة قذرة” بين الإمارات وروسيا. مجلس الأمن يعاقب الحوثيين

ينص القرار، الذي صاغته المملكة المتحدة ويمدّد حظر الأسلحة حتى 28 فبراير/شباط 2023، على أنّ “الكيان” المحدد في ملحقاته، أي الحوثيين، “سيخضع لإجراءات تتعلق بحظر الأسلحة” المفروض على اليمن منذ عام 2015.

قرقاش: الإمارات لا تنحاز لأي طرف

من جهته، قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، الأحد 27 فبراير/شباط، إن بلاده تحث على إيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا، وإن الانحياز إلى أي طرف لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف.

تأتي تصريحات قرقاش على تويتر بعد أن امتنعت أبوظبي يوم الجمعة عن التصويت على مسودة قرار بمجلس الأمن الدولي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. ولم يصدر القرار لأن روسيا استخدمت حق النقض (الفيتو)، وفق ما ذكرته رويترز.

قال قرقاش “موقف الإمارات راسخ إزاء المبادئ الأساسية للأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة الدول ورفض الحلول العسكرية. نؤمن بأن الاصطفاف والتموضع لن يفضي إلا إلى المزيد من العنف”.

فيما تبنّت دول الخليج العربية حتى الآن موقفاً محايداً بين الغرب وروسيا، إذ إن الطرفين من شركاء تلك الدول، في تحالف يُعرف باسم أوبك+. كما أن لدى السعودية والإمارات علاقات استثمار وأعمالاً مع موسكو.

كما أكد بيان من مجلس التعاون الخليجي، تلته السعودية في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، على العلاقات العميقة التي تربط المجلس بكل الأطراف المعنية بهذا الصراع، ودعا لخفض التصعيد وضبط النفس واللجوء للدبلوماسية لإنهاء الصراع.

الإمارات تُعلق دخول الأوكرانيين إلى البلاد دون تأشيرة

قالت سفارة أوكرانيا في أبوظبي، إن الإمارات علَّقت دخول الأوكرانيين بدون تأشيرة، وأوضحت السفارة في بيان نشرته على صفحتها في فيسبوك الأربعاء، 2 مارس/آذار 2022، إن الإمارات “علّقت عمل مذكرة التفاهم مع الحكومة الأوكرانية بشأن الإلغاء المتبادل للتأشيرة”.

القرار الإماراتي يأتي وسط تقارير عن هروب مئات الآلاف من الأوكرانيين إلى خارج البلاد، هرباً من الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، بينما أشارت تقارير إلى أن نحو 15 ألف مواطن أوكراني يقيمون في الإمارات، و250 ألف سائح زاروها في 2019.

كما قالت السفارة الأوكرانية في أبوظبي: “اعتباراً من اليوم يجب على حاملي جوازات السفر الأوكرانية، الراغبين في السفر إلى الخارج، الحصول على تأشيرة مناسبة لزيارة الإمارات العربية المتحدة”.

بينما أضاف المنشور أن “التعليق المؤقت لمذكرة التفاهم المتبادل لا ينطبق على المواطنين الأوكرانيين الموجودين بالفعل في الإمارات العربية المتحدة”.

كما يسري ذلك أيضاً على مواطني أوكرانيا الذين وصلوا إلى أبوظبي لأغراض سياحية ولم يتمكنوا من العودة إلى أوكرانيا بسبب الهجوم الروسي، تقول السفارة.

موقع “CNBC” الأمريكي قال إن الإعلان صدم الأوكرانيين في البلاد، الذين علق الكثير منهم على التدوينة بغضب وذهول.

كما أشار أن ما يقرب من 15 ألف أوكراني يعملون ويعيشون في الإمارات العربية المتحدة، ووفقاً للحكومة الأوكرانية يزور حوالي 250 ألف أوكراني الإمارات للسياحة سنوياً.

مصر تلغي صفقات القمح

وبعيدًا عن أسواق النفط، قررت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر، أمس الإثنين، إلغاء مناقصة عالمية لشراء القمح بسبب ارتفاع الأسعار.

وتُعد هذه المناقصة الثانية التي تلغيها مصر خلال أيام، بعدما قفزت أسعار القمح بمقدار 80 دولارًا للطن منذ بدء الحرب.

وتُعتبر روسيا المورّد الأول للقمح في العالم. وتستورد مصر 76% من احتياجها الذي يبلغ 13 مليون طن سنويًّا من روسيا بينما تستورد باقي الكمية من أوكرانيا.

وكانت الخارجية المصرية قد دعت إلى تغليب الحوار واللجوء إلى الحلول السلمية مع بداية الحرب.

وبدأت روسيا هجومها على أوكرانيا فجر الخميس 24 من فبراير/شباط الماضي، بعدما اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى