كتاب وادباء

الإنقلاب و أشباه الدول

بقلم الكاتب

أمل عبدالماجد k

امل عبد الماجد

  • ربما لم تكن دولة مبارك بهذا الفجور فى التعامل مع خصومها السياسين لو افترضنا جدلا ان ما كان يمارسه نظام مبارك يمكن التجاوز فى نطلق عليه كلمة #سياسة فقد كان النظام اشبه بكتاب له غلاف و عنوان و فهرست ثم هو مصنف لكل انواع القبح السياسى و الفنى والاعلامى بل كتاب ينظم حركة العصابة و يقسم موارد الوسية بما يتناغم مع مصالح اعداء البلاد الذين اعتبروا مبارك و نظامه #كنزا_استراتيجيا جرى استبداله بنظام تربى فى دهاليز حكم الكنز الاستراتيجى و صنعهم الموساد على عينه فكان النظام الصهيونى الحاكم الآن فى مصر .

النظام الانقلابى لا يمت للمصريين بصلة لا من قريب او بعيد بل هو نظام جل همه كيف يسقط بقايا الدولة و يحول البلاد الى فوضى تخدم اعداء البلاد الذين هم بالضرورة اصدقاء للنظام الانقلابى فتراه اليوم يشعل الحرائق بالقاهرة ليفسح المجال لصفقاته التى عقدها مع من مولوا هذا الإنقلاب من دويلة #الإمارات_الماسونية_المجرمة فباعهم القاهرة القديمة ؟!! وقبلها بأيام يتنازل عن جزيرتين استراتيجيتين يتحكمان فى خليج العقبة ؟!! يمنحهم للنظام السعودى الذى يهديهم بدوره الى ولاة أمره فى تل ابيب و أمريكا بعدما ورث الأمريكان تركة الأمبراطورية البريطانية التى أقسم آل سعود على طاعتها ؟!!

خراب

ظهور الانقلاب بهذه الصورة الفجة و الصريحة من اتخاذ الإجراءات التى تخدم إسرائيل و تؤمن حدودها و تسعى الى خلق منطقة عازلة اشبه بالخط الاخضر الذى صنعته ميليشيا #انطون_لحد فى جنوب لبنان بواسطة ما يسمى (جيش لبنان الجنوبى) ما يجرى فى سيناء على يد الجيش المصرى ليس فقط تأمين الحدود الاسرائيلية و محاصرة حماس و المقاومة الفلسطينية و لكنها تمهد لفصل اقليم سيناء عن الارض المصرية . و لا عجب ان ترى بعض صفحات السيناويين تتحسر على ايام الاحتلال الاسرائيلى بل و تؤكد ان الجرائم التى ارتكبها جيش كامب ديفيد لم يرتكبها الصهاينة ؟!! و لاعجب ان هناك من ينادى الآن من الشباب السيناوى على صفحات الإعلام الأليكترونى بسيناء المستقلة التى لها جغرافيتها الواضحة و التى يعتبرها بعض الشباب السيناوى ليست امتدادا مصريا و تركيبة سكانية قبلية عربية فى ظل اعلام حكومى يحرض على كل ما هو عربى اسلامى بل يزعم ان التيارات الاسلامية تسعى لتغيير هوية البلاد العلمانية المتفاخرة بالأصول الغير عربية و لذلك انقلب المنقلبون؟!!

دولة مبارك كانت اطار حاكم لمرحلة الفوضى التى نعاينها الآن فلم تكن كلمات مبارك خوفا على البلاد حين( قال انا او الفوضى)؟!! و لكنها كانت خطط واضحه لخلق ازمات و تقسيمات. و عداوات داخل نسيج المجتمع المصرى المهترئ بفعل ستون عاما من الفساد المنظم و تحويل المجتمع المصرى الى مجتمع طبقى انهى فيه النظام ما يسمى بالطبقة الوسطى تماما و اصبح مجتمعا تحتكر خيراته و موارده طبقة مرتبطة اقليميا و دوليا بما يعرف بالنظام العالمى الجديد وطبقة اخرى معدمة تسعى الدولة الى بقائها فى وحل التخلف بل وسعت الى القضاء تماما على الطبقة الوسطى التى هى صمام امان المجتمع و هى حلقة الوصل و هى الكتلة الحرجة التى يعول عليها فى عمليات التغيير

اللادولة التى يقودها الآن نماذج مشوهة من انسان ما قبل الحداثة تجمع بين الاعاقة الذهنية و العمالة الفجة الواضحة التى تحرض على الفوضى و تحرض على العنف بل تمارسة بشكل مافياوى خطير يسقط معه اعتبارات القانون او النظام بل و يحرض اتباعه على اسقاط القانون من مخاوفهم و اعتباراتهم فيكفل لهم عدم محاسبة المتجاوزين و القتلة و يبرئ اللصوص و يسجن الشرفاء و يقدم السفهاء و يسجن العلماء و يقرب الدجالين و يقصى العلماء؟!! فلا عجب ان يخرج رأس اللانظام ليقول للمصريين الذين عرفوا #الدولة قبل سبعة الاف عام اننا نعيش الآن فى #شبه_دولة؟!

هذا النظام لن يسقط وحده و لكن سيسقط معه الكثير من المؤسسات(أطار الدولة) التى مهما كانت التشوهات التى الحقها بها النظام المافياوى كان من الممكن التعويل عليها و لو مرحليا لحين هدمها واعادة بنائها.

الفوضى قادمة بإرادة النظام او بعكس ارادته و سيعانى المصريين كثيرا من الفوضى والقتل والنهب و الدماء و سيخسر الجميع و لكن اكبر الخاسرين سيكون اولئك الذين شاركو الانقلاب وكانوا ادواته فى السطو على ارادة الأمة سيكون خرابا سيكون خرابا سيكون خرابا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى