الأرشيفتقارير وملفات

“الإيكونوميست”: غرور آل سعود وطمع “ابن سلمان” وابن زايد” سيدمران المملكة.. الأمير تميم قادر على تحمل أكثر من ذلك

قالت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية إن الغرور السعودي دفع قياداتها إلى التصعيد ضد قطر خلال الأيام الأخيرة الماضية بشكل غير مسبوق، فحتى عندما قرر الملك سلمان بن عبد العزيز بدء المملكة العربية السعودية الحرب ضد اليمن في عام 2015، ترك أكثر من مليون يمني في مملكته ولم يطردهم كما جرى مؤخرا مع القطريين.
وأضافت المجلة البريطانية في تقرير لها أن طرد القطريين من قبل البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في 5 يونيو الجاري أكثر صدمة من إعلان الحرب، وأمر ينسف قواعد السلوك الخاصة بدول الخليج.
وبعد مرور أسبوعين على المغادرة، يخشى الأزواج السعوديون أن يفقدوا سبل عيشهم إذا اتبعوا زوجاتهم القطريات. وكانت طوابير الحدود البرية الوحيدة في قطر مع المملكة العربية السعودية تتراجع وأصبحت الكثبان الرملية حواجز تحول دون دخول الناس والبضائع، بما في ذلك الكثير من إمدادات قطر الغذائية.
وقد جرمت دولة الإمارات العربية المتحدة أي تعبير عن التعاطف مع قطر، وقد قطعت العلاقات الدبلوماسية معها، وأغلقت الروابط الجوية والبرية والبحرية معها، وكذلك الأمر فعلته مصر واليمن.
ولكن التفسيرات المقدمة للإغلاق المفاجئ غير المسبوق تبدو غير كافية. قبل أسبوعين فقط، كان الأمير القطري يبتسم جنبا إلى جنب مع أولئك الذين الآن يعارضونه من قادة الخليج.
علاقات قطر مع إيران ولا سيما التنمية المشتركة والمتوسعة في جنوب بارس أكبر حقل للغاز في العالم ليست سببا كافيا لهذا التصعيد السعودي ضد الدوحة، خاصة وأن الكويت وعُمان تمضيان على نفس المنوال القطري مع الجمهورية الإسلامية، ودبي إحدى الإمارات السبع بالإمارات العربية المتحدة، وفرت أكبر باب خلفي لإيران عندما فرض العالم عقوبات عليها.
الأمر كله يتعلق بالغرور السعودي، وطموح عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر إلى العظمة العالمية، حيث سعت الدولة إلى تحقيق أهمية كبيرة من خلال توفير ملاذ للإخوان المسلمين، وهي الحركة الإسلامية الأولى في العالم العربي، كما وجد دبلوماسيون في قطر مكانا يتحدثون فيه إلى الإسلاميين، بمن فيهم يوسف القرضاوي، الواعظ المفضل للجماعة، وقد ساعدت الإمبراطورية الإعلامية القطرية بقيادة قناة الجزيرة الفضائية منذ عقود قطر على إيجاد جمهور كبير في العالم العربي، مما أعطى صوتا للغضب الشعبي الذي اندلع في الربيع العربي من عام 2011.
غير أن شبه الجزيرة العربية ليست كبيرة بما فيه الكفاية لتحقيق جميع طموحات حكام الخليج، لذا قد تزايدت الخصومات بين آل ثاني وآل سعود، وكانت المنافسة في البداية تقتصر على إنشاء مراكز الشحن العالمية، وشركات الطيران، ووسائل الإعلام، والقوات الاستطلاعية ومناطق النفوذ المالية. وقبل جيل من الزمن كان الخليج يقوده بناة إجماع، وكان اهتمامهم الأول هو الاستقرار. ولكن سياسة البترودولار جعلت هناك خلافات واسعة ومع دعم ترامب دفع الغرور آل سعود للتصعيد ضد قطر بمبادرة من نائب ولي العهد الذي يعتبر الحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان، وبمعاونة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
لكن في الوقت الراهن، فإن آل ثاني لديهم وسائل لتحمل الضغط، لا سيما وأنه تعتبر المشیخة أکبر مورد للغاز الطبیعي المسال في العالم. وقد يعلن ترامب تأييد السعودية ضد قطر في تغريداته، لكنه لا يستطيع أن ينسى أن ما يقرب من 10 آلاف جندي متمركزين في قاعدة العديد بقطر أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط.
وتعلم مصر التي قطعت علاقاتها أيضا مع الدوحة، أن قطر قد تنتقم من خلال طرد عمالها حال قررت القاهرة عرقلت الصادرات القطرية عبر قناة السويس، كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتزايد لديها المخاوف من أن تغلق قطر خط أنابيب الغاز الذي يزود سوقها المحلي.
والأمور يمكن أن تصل إلى أبعد من ذلك بكثير، فبعد أن أغلقت المملكة العربية السعودية الحدود البرية الوحيدة مع قطر، عرضت إيران تعويض النقص واذا ما انحرفت قطر إلى المدار الإيراني، فإن المسؤولين الخليجيين يحذرون من أن المزيد من التدابير العقابية والاقتصادية يمكن أن تجعل الدوحة في نفس المحور الإيراني.
وأكدت الإيكونوميست أن الحظر المفروض على شركات الطيران يضر بالسياحة في جميع دول الخليج، لا سيما في نظر الأجانب الذين لا يستطيعون تفريق مشيخة خليجية عن غيرها، خاصة وأن المستثمرين الذين يعانون بالفعل من حرب اليمن الممتدة يرون اليوم سببا آخر للخوف من عدم الاستقرار العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى