بقلم الإعلامية
عايدة بن عمر
عضو منظمة اعلاميون حول العالم
أن تتغول المنظمة الشغيلة على المشهد السياسي في البلاد بمثل هذا الشكل الذي نراه كل يوم و بمثل هذا الوعيد الذي يهدد أمن و استقرار المجتمع التونسي و أن تفرض إرادتها على عامة الشعب باستعراض عظلاتها لشل الحركة الاقتصادية و بسط نفوذها و تمرير اجندتها المشبوهة فهذا مدخل خطير جدا لاختطاف الارادة الشعبية و محاولة للقبض على سلطة البلاد و استقواء بعناصر التخريب و الهدم لاسقاط الدولة و بقية مؤسساتها فمن هذا المنطلق يجب على بقية احرار المجتمع المدني ان يتصدوا بكل بسالة لهذا الاستبداد الجديد الذي سيقطع مع كل اشكال حرية التعبير و تقرير المصير و سيخلق مناخا جديدا من القمع الفكري و التحكم في ارزاق الناس و سيؤسس لدكتاتورية جديدة لا يعلو فيها إلا صوت المخربين و المتاجرين بهموم الناس ….فهذه المحاولة الجديدة التي تنتهجها المنظمة تحت غطاء الدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة هي صورة في ثوب جديد لانقلاب عسكري (مثل انقلاب العميل الصهيوني في مصر ) تمهد للقضاء نهائيا على مكتسبات الثورة و تعود بنا الي مربع القمع و استغلال النفوذ و بسط القوة و فتح السجون للمعارضين
فالحذر كل الحذر من مثل هذه الخطوات المحسوبة التي بدأت في فترة فقدت الدولة فيها هيبتها و انتشرت الفوضى في كل القطاعات و كثر فيها الفساد و احتدت فيها السجالات السياسية و المذهبية و قلت فيها موارد الدولة و ضعف اقتصادها و اهتز امنها و لنحذر بأذهاننا مواقف الشعوب الأبية التي وقفت وقفة الرجل الواحد من اجل انقاظ وطنها و تجاوز محنها مثل الشعب التركي العظيم الذي استطاع ببسالة حسه الوطني الكبير ان يقف في وجه الآلة العسكرية التي ارادت ان تلتف على الشرعية الدستورية و تغتصب حكم البلاد في مناسبة أولى و التي ايضا ابلت البلاء الحسن في مناسبة ثانية في كسر الهجمة الاقتصادية الامركية الاخيرة و استطاعت بفضل وحدة كل القوى السياسية المختلفة أن تؤد الأزمة في مهدها و أن تلتف حول قيادتها لانقاذ وطنها و الحفاظ على سيادته.
زر الذهاب إلى الأعلى