الأرشيفتقارير وملفات إضافية

الاحتلال الصهيونى يسرق وثائق خطيرة من الأقصى فما السبب؟ .. هل لتزييف التاريخ؟

القلق الكبير على مصير آلاف الوثائق السرية والخرائط وأوراق الملكية الموجودة داخل غرف المسجد الأقصى تنتاب الأوساط الفلسطينية الدينية والسياسية والشعبية ، والتي ترجع لقرون مضت؛ بعد أن بدأ الحديث عن سرقتها من قِبل الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية.
قلق الفلسطينيين وتخوّفهم من سرقة الاحتلال لتلك الوثائق الهامة، ارتفعا خلال الساعات الماضية، بعد أن أكد رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر، أن سلطات الاحتلال أقدمت إبان سيطرتها على الأقصى المبارك بعد العملية الفدائية، على سرقة وثائق تاريخية ومهمة من أرشيف المسجد، لافتاً إلى أن تلك الوثائق تتعلق بالأوقاف الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف في تصريحات صحفية، الخميس 27 يوليو الحالي، قبل ساعات من إعلان الاحتلال إزالة التدابير الأمنية كافة بمحيط الأقصى: “هناك تخوف كبير لدى اللجنة من تعرض المسجد الأقصى لسرقات شملت وثائق العائلات المقدسية وسجلات المحاكم والوقفيات في القدس”، منوهاً إلى أن اللجنة لم تتوصل حتى اللحظة إلى طبيعة ما أقدم عليه الاحتلال فيما يتعلق بتلك الوثائق.
يأتي ذلك بعد أيام من كشف أحد حرّاس المسجد الأقصى المبارك، أنه رأى شاحنة إسرائيلية تدخل باحات المسجد، وتتوقف عند إحدى الغرف ويقوم الجنود بتحميل عدد كبير من الأغراض الخاصة بملكية المسجد ووزارة الأوقاف الفلسطينية.
محمد جويحان، أحد حراس المسجد الأقصى الذين تم اعتقالهم من قِبل الاحتلال صباح الجمعة 14 يوليو 2017، روى تفاصيل اقتحام الاحتلال في اليوم الأول، وقال إنه رأى أفراداً من شرطة الاحتلال تقوم بتحطيم كل الأقفال الموضوعة على أبواب غرف المسجد، واقتحامها والعبث بمحتويتها وسرقة ما فيها.
وأضاف: “الاحتلال حاول جاهداً منع حراس المسجد الذين اعتقلهم من مشاهدة ما يجري من عمليات تفتيش ومداهمات لكل غرف وأقسام المسجد الأقصى، خلال اليوم الأول من اقتحامه والسيطرة عليه”، إلا أنه سمع أحد الجنود يقول “إنه سيتم تفتيش كل الغرف وأخذ كل ما يلزم“.
تفتيش وحمل كراتين من داخل المسجد
وذكر جويحان أن قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد “كانت تعلم تماماً ماذا تريد، وأي الغرف التي تقتحمها وماذا تأخذ معها”، الأمر الذي يدلل على أن تلك الهجمة كان معداً لها في السابق، والعملية البطولية للشهداء الفلسطينيين الثلاثة كانت مجرد ذريعة وسبب للسيطرة على الأقصى وسرقة محتوياته الهامة، وفق قوله.
مقدسي آخر تحدث عمّا شاهده خلال اقتحام الاحتلال للأقصى، مؤكداً أنه رأى أكثر من 3 سيارات عسكرية إسرائيلية تقتحم غرف المسجد، ويقوم الجنود بوضع كراتين معبأة بأوراق من الموجودة في غرف المسجد في هذه السيارات، قبل أن تغادر المكان على وجه السرعة.
وذكر المقدسي أنه شاهد كذلك بعض عمال النظافة الإسرائيليين يقومون بتنظيف بعض الغرف ومحيط قبة الصخرة بعد اقتحامها؛ الأمر الذي يرجح أن يكون الاحتلال قد زرع كاميرات تجسس وأجهزة تنصت داخل المسجد الأقصى وغرفة وباحاته لمراقبة كل الموجودين داخله، إضافة إلى وضع أكثر من 10 بوابات إلكرتونية للتفتيش، بحسب قوله.
وقد اقتحمت قوات الاحتلال مركز المخطوطات، ومركز إحياء التراث، ومركز المتحف الإسلامي الذي يقتني كنوزاً يعود تاريخها إلى آلاف السنين، بالإضافة إلى أنه اقتحم قسم الوثائق وقسم الوقفيات، التي تربط الماضي الإسلامي بالحاضر.
إلى ذلك حذرت هيئات مقدسية من استغلال الاحتلال لإغلاق المسجد الأقصى، وخروجه عن دائرة سيطرة الأوقاف الإسلامية، للعمل على نهب مخطوطاته التاريخية وتحويل السيادة على الحرم القدسي من إسلامية لـ”إسرائيلية”، معربةً عن خشيتها الكبيرة ممَّا يحدث داخل الأقصى أثناء إغلاقه وسيطرة قوات الاحتلال عليه، خاصة فيما يتعلق بمصير آلاف المخطوطات التاريخية.
وأشارت الهيئات في وقت سابق إلى أن الاحتلال قد يعمد إلى الاستيلاء على الوثائق وأوراق الملكية والوقفية التي تعود للأوقاف الإسلامية، كما أعربت عن مخاوفها من تفعيل فكرة التقسيم المكاني، وتركيب آلات تجسس وتصوير داخل أروقة الحرم القدسي الشريف.
سرقة تاريخ الأقصى
عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى المبارك، كان قد عبّر عن قلقه وتخوفه الشديدين من أن تقوم سلطات الاحتلال بسرقة الوثائق وأوراق الملكية والمخطوطات والخرائط من المسجد الأقصى المبارك، خلال إغلاقها والسيطرة عليه منذ صباح الجمعة 14 يوليو 2017.
وأوضح الكسواني، أن تلك الوثائق والأوراق تعود لآلاف السنين، وهي ملك خاصة للمسجد الأقصى ووزارة الأوقاف الإسلامية، ومحاولة الاحتلال التعدي عليها بالسرقة أو الاستيلاء “أمر مرفوض تماماً، ويعني ضياع تاريخ الأقصى بأكمله“.
وذكر أنهم سيقومون بجولة تفقد لكل الغرف والأقسام في المسجد المبارك، ومعرفة ما تم سرقته أو الاستيلاء عليه من قبل قوات الاحتلال، معتبراً ذلك “تعدياً خطيراً وخطوة غير مسبوقة وتصعيداً من قبل الاحتلال“.
من جانبه، حذر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، من أن يكون الاحتلال يحاول تزييف تاريخ ومكانة المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن سيطرة الاحتلال على المسجد لثلاثة أيام تحمل دلائل خطيرة في ظل الحديث عن سرقة وثائق هامة من الأقصى.
وأوضح أن ما يجري في الأقصى من اعتداءات وإغلاق وسرقة وتهويد وتهجير، “يأتي ضمن المخططات الإسرائيلية للسيطرة على الأقصى بأكمله، وتفريغه من بعده الإسلامي الكبير عبر تزييف الحقائق والوثائق“.
وإثر هجوم أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين ومقتل شرطيين إسرائيليين اثنين، أغلقت إسرائيل المسجد الأقصى في 14 يوليو الحالي، ومنعت الصلاة فيه، للمرة الثانية منذ احتلالها مدينة القدس عام 1967، ثم أعادت فتحه جزئياً، بعد يومين، واشترطت على المصلين الدخول عبر بوابات فحص إلكتروني ركَّبتها، وهو ما قوبل برفض فلسطيني.
ومنذ بدء الأزمة، يحتشد مئات الفلسطينيين نهاراً والآلاف مساء، في منطقة “باب الأسباط” أحد أبواب المسجد الأقصى، بالقدس المحتلة؛ لأداء الصلوات، وللتعبير عن “رفضهم الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد“.
وقالت متحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، صباح الخميس 27 يوليو، إن قوات الاحتلال أزالت في ساعات الليل “التدابير الأمنية كافة” التي تم وضعها على مداخل المسجد الأقصى، منذ الرابع عشر من الشهر الحالي، وهو ما اعتبرته الهيئات الدينية بالقدس “انتصاراً لصمود الفلسطينيين“.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى