آخر الأخبار

الاستخبارات الفرنسية والألمانية تضغطان على أديب لرئاسة الحكومة.. والحريري مستعد للعودة إذا تراجعت السعودية عن موقفها

إلى لحظة المقابلة التلفزيونية التي أجراها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على شاشة تلفزيون “إم تي في” بعد سنة من الغياب عن  الظهور الإعلامي لم يكن هناك جديد في ملف تكليف رئيس للحكومة اللبنانية

وتزامناً مع إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون عن موعد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة عقب اعتذار مصطفى أديب، حسم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم موقف حزبه بالقول: “الوقت ليس مواتياً لتعديل أو تغيير موازين القوى ولا للانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية ولا ابتداع صيغ لحكومة لا تمثل الكتل النيابية”.

حرّك رئيس الجمهورية ميشال عون الجمود الذي يلف الأزمة الحكومية، وفتح باباً للنقاش بين القوى السياسية المعنية داعياً لاستشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس للحكومة، فإذا تم التوصل إلى اتفاق قبل الموعد المحدد يكون عاملاً إيجابياً، وإلا سيضطر إلى إرجاء الموعد المحدد لمنح مهلة إضافية لإنقاذ مبادرة ماكرون

تؤكد مصادر سياسية مطلعة لـ”عربي بوست” أن السفير مصطفى أديب تلقى خلال اليومين الأخيرين سلسلة اتصالات دولية ومحلية أبرزها من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ومستشار ماكرون وعضو الفريق المتابع للملف اللبناني إيمانويل بون، كما تلقى أديب اتصالين من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والمعاون السياسي لأمين عام حزب الله الحاج حسين خليل، لطي صفحة ما حصل في تكليفه وخلافه مع الثنائي الشيعي على تسمية وزير المال والوزراء الشيعة.

 اتصالات أتت في محاولة لفتح الطريق أمام عودة أديب لرئاسة الحكومة بحال تعذر التوافق على أي شخصية أخرى في ظل رفض الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر على شخص رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وفي حال لم يوافق الحريري على تولي المنصب يعاد تكليف أديب مرة أخرى.

ويشدد المصدر على أن أديب أبدى استعداده للقبول بالتكليف مرة أخرى في حال تم تسميته، شريطة حصوله على ضمانات من حزب الله ورئيس الجمهورية ميشال عون بأن يسمح له بتشكيل الحكومة، وفق الخارطة الفرنسية والورقة التي أعدها فريق لبنان في الرئاسة الفرنسية لأنه لا يريد الفشل مرة أخرى في المهمة، وبحسب المصدر فإن باسيل والخليل كانا إيجابيين معه ووعداه بتسهيل مهمته في حال تم التوافق عليه مع الحريري. 

كان ظهور الحريري الإعلامي قاسياً وموجهاً بشكل حاد لكل الأطراف، يشعر الرجل أنه يعيش عزلة سياسية في ظل الفيتو السعودي المباشر عليه، لكنه عاد وحسم الأمر بشكل واضح “أنا مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة كوني زعيم الأغلبية السنية” وعلاقتي مع واشنطن جيدة وهي لا تحارب عودتي، ويؤكد الحريري أنه سيجري سلسلة اتصالات مع القوى السياسية قبيل موعد الاستشارات حتى يحسم خياره إما العودة للحكومة أو الانسحاب لصالح شخصية أخرى قد تكون مصطفى أديب أو غيره من الأسماء.

 تؤكد مصادر مقربة من الحريري لـ”عربي بوست” أن الاتصالات ستشمل كل الأطراف وعلى رأسها الثنائي الشيعي -حزب الله وحركة أمل- والتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المردة لتشكيل حكومة “مهمات إصلاحية” لمدة تمتد بين 6 أشهر أو سنة.

 ويؤكد المصدر أن مستشار الحريري الوزير غطاس خوري سيتواصل خلال الساعات القادمة مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في ظل التلاقي الحاصل مؤخراً بين الحريري ورئاسة الجمهورية على ملفات أساسية كفكرة مداورة الوزارات وعدم حصرها بطائفة محددة بالإضافة لتثمين الحريري لموقف عون بالدعوة لاستشارات نيابية لتسمية رئيس للحكومة ما قد يساعد الحريري على فتح ثغرة في جدار الصمت الحكومي.

 يضيف المصدر أن لقاءً مرتقباً سيكون بين الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري على الرغم من التوتر السياسي الحاصل بينهما، لأنه وعلى الرغم من أن الحريري صوب  سهامه على بري في مقابلته الإعلامية إلا أنه يثمن تمسك بري به كمرشح ثابت لرئاسة الحكومة.

 ويبدو وفق مصادر مقربة من الحريري أن كلامه عن قوى تعرقل وتزايد بدعم خارجي بات واضحاً أنه موجه لحزب القوات اللبنانية وبعض الأفرقاء السنة كالوزيرين السابقين نهاد المشنوق وأشرف ريفي بالإضافة للمفكر الدكتور رضوان السيد والذي أعلن منذ أيام عن جبهة سنية لمواجهة الحريري بدعم خليجي.

 يشير المصدر إلى أنه وفي حال قرر الحريري المضي باتجاه عودته لرئاسة الحكومة فإن اتصالات فرنسية ستجري مع السعودية لحثها على القبول بالحريري وإعادة دعمه بكون لا بديل عن الرجل وأنه ما زال القوي سنياً ووطنياً، وأن فريق ماكرون المكلف بالملف اللبناني سيعاود نشاطه  لمواكبة اتصالات الحريري مع الأطراف وأن ماكرون سيجري اتصالات مع عون وبري والحريري مطلع الأسبوع القادم.

يؤكد الصحفي والمحلل السياسي منير الربيع أن أهم ما ينظر إليه الحريري هو مفاوضات ترسيم الحدود، والتي أصبحت بشكل واضح مفاوضات مباشرة بين حزب الله والأمريكيين. ولذلك هو لا يريد أن يكون بعيداً عن المشهد وعن الصورة، ولا يريد أن يقع في مواجهة حزب الله أو معاداته.

 ويؤكد الربيع أن الحريري فتح الباب أكثر أمام إجراء بعض التعديلات الدستورية. في محاولة استشرافية لأي تغيير في الموازين السياسية أو الدستورية قد تفرضها الوقائع مستقبلاً، بنتيجة هذه المفاوضات وما سيليها، من خلال البحث في ملف سلاح حزب الله وما سيكون المقابل له سياسياً وفي معادلة النظام السياسي.

ويرى أنه وفي الوقت الذي يستمر فيه الحريري بالكلام عن وجوب الذهاب إلى تسوية، لأن لبنان أمام خيارين، وفق ما يقول إما استمرار التعطيل، وانتظار حصول تطورات كبرى يجبر فيها على الدخول في التسوية، أو اختيار التسوية اختزالاً للوقت، وبحسب الربيع فإن الحريري حتماً سيختار التسوية. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى