آخر الأخبار

“الاعتذار وتعويض عائلات الضحايا”.. “حزب الله” العراقي يرفض تقارب بغداد مع السعودية ويضع شروطاً لإصلاح العلاقة

أعلنت كتائب “حزب الله” العراقي، الخميس 27 أغسطس/آب 2020، رفضها انفتاح بغداد على السعودية قبل أن تقدّم الرياض اعتذاراً للعراقيين وتُعوض ذوي ضحايا قُتلوا على يد “مجموعات إرهابية كانت تحركهم فتاوى ودعم سعودي”، وذلك في بيان لها على خلفية إجراء وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، زيارة رسمية للعراق غير محددة المدة، ولقائه نظيره العراقي فؤاد حسين، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

بيان كتائب “حزب الله” العراقي المعروفة بِصلتها الوثيقة بإيران، جاء بعد يوم واحد من إصدارها تهديدات مباشرة للسعودية باستهداف مصالحها ورعاياها في العراق، وهي التهديدات التي تلت تهديدات مماثلة بالقيام بعمليات داخل الرياض.

اتهامات ومطالب: جاء في بيان الكتائب: “ليس من المنطقي إقامة علاقات طبيعية مع مملكة الشر السعودية، والانفتاح عليها واستقبال مسؤوليها دون محاسبتها على ما اقترفته بحق شعبنا وبلدنا”.

كما اتهمت الكتائب الرياض بارتكاب “جرائم إبادة جماعية، وإرسال آلاف الانتحاريين (..) في مدننا وأسواقنا ودعم عصابات القاعدة وداعش”، إضافة إلى “حملات التحريض الطائفي التي كانت تصدر عن مؤسستها الدينية الوهابية الرسمية”.

بالإضافة إلى ذلك، فقد طالبت الكتائب في بيانها، الرياض بتقديم “الاعتذار عن جرائمها التي ارتكبتها بحق العراق، والتبرؤ من فتاوى التحريض الطائفي التي صدرت عن مؤسستها الدينية، وتعويض العراق وعوائل الشهداء والجرحى”.

عمليات سابقة: هدَّد أبو علي العسكري، المسؤول الأمني في كتائب “حزب الله” العراقية، الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، باستهداف رعايا كل من السعودية وأمريكا وإسرائيل المقيمين في بلاده، وذلك في تصعيد جديد للحملات التي تقوم بها كتائب “الحزب”.

كما يأتي أيضاً بعد أسابيع من توجيه المسؤول العسكري المذكور تهديدات مباشرة للرياض، بنقل العمليات إلى داخل السعودية، كما فعلوا في استهداف منشآت شركة “أرامكو” النفطية عام 2019.

وقال “العسكري” في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “ليعلم الأمريكان والصهاينة وآل سلول (في إشارة إلى السعوديين) الغدر وأذنابهم، أن حزب الله والكتائب المتحالفة سيقاتلونكم كافة وفي كل الميادين”.

وسبق أن دعت ميليشيا كتائب حزب الله بالعراق، في 24 مايو/أيار 2020، إلى القيام بـ”عمليات” داخل السعودية، مطالبةً الحكومة العراقية بـ”تجريم” أي وجود سعودي.

وقال “المسؤول الأمني لكتائب حزب الله” الموالية لإيران، أبو علي العسكري، في بيان نُشر على حسابه بتطبيق تليغرام: “لن تأمن شر آل سلول إلا بنقل العمليات الجهادية إلى الداخل السعودي؛ لقضّ مضاجعهم”.

كما استشهد “العسكري” بـ”عمليات ضرب أرامكو” كدليل على قدرة من وصفهم بـ”المجاهدين” على نقل العمليات العسكرية إلى الداخل السعودي.

اتفاق تعاون: في وقت سابق من الخميس، قالت الخارجية العراقية، إن وزيرها فؤاد حسين ونظيره السعودي فيصل بن فرحان وقَّعا اتفاقاً على التعاون في مجالات الزراعة والبتروكيماويات.

تعد كتائب “حزب الله” أحد فصائل “الحشد الشعبي” التابع رسمياً للدولة، وتتهمها واشنطن باستهداف القوات والمصالح الأمريكية في العراق بناء على أوامر إيران.

وكان من المقرر أن يدشن الكاظمي جولاته الخارجية بزيارة الرياض في يوليو/تموز الماضي، غير أنه تقرر تأجيلها دون تحديد موعد آخر؛ لتعرُّض الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز لوعكة صحية دخل على أثرها المستشفى آنذاك.

وعقب تأجيل زيارة الرياض، أجرى الكاظمي زيارة لطهران؛ لـ”بحث وتعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية”، بحسب بيان سابق للحكومة العراقية.

عادة ما تنظر السعودية، وهي الغريم الإقليمي لإيران، بعين الريبة إلى التقارب بين طهران وبغداد؛ ما تسبب في توتر علاقاتها مع العراق طيلة العقود الماضية.

في ديسمبر/كانون الأول 2015، أعادت السعودية فتح سفارتها في بغداد، بعدما أبقتها مغلقة منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى