آخر الأخبارالأرشيف

الاعتقالات تغيب الشباب عن مؤتمر «السيسي» وعطل مفاجئ لتلاوة آيات من القرآن الكريم فى بداية الإفتتاح !!!!!!

«قبلة» و«دقيقة حداد» و«عطل فني» و«قائمة معتقلين» ورسالة «المصريون هيستنونا، ولا هيخرجوا علينا عشان عايزين يعيشوا»، أبرز ما شهدته مصر، خلال افتتاح المؤتمر الوطنى للشباب بحضور بلحة «عبدالفتاح السيسي»، الذي يواجه غضبا شعبيا متزايدا قبيل تظاهرات ثورة الغلابة 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

المؤتمر الذي يعقد اليوم الثلاثاء، بمدينة «شرم الشيخ» شمال البلاد، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، وسط حضور أمني مكثف، وتغطية إعلامية واسعة، تحت شعار «ابدع.. انطلق»، يخصص جلساته لمناقشة قضايا سياسية واقتصادية وفكرية، بهدف التواصل مع الشباب، وإقامة ملتقى للحوار البناء معهم. 

سيسو

  بداية غير موفقة وشريط القرآن الكريم لايستجيب برغم كل المحاولات

يعقد المؤتمر في أجواء سياسية ساخنة يشهدها الشارع المصري، وأوضاع اقتصادية متردية، وحالة من الانقسام السياسي ألقت بظلالها على المؤتمر، الذي أعلنت قوى شبابية وثورية مقاطعة فعالياته قبل أن يبدأ.

وقالت أحزاب «التيار الديمقراطي» في مصر، التي تضم «التيار الشعبي والكرامة والتحالف الشعبي والدستور والعدل ومصر الحرية»، إنها ترفض دعوة المشاركة في المؤتمر.

وأعلن 150 شابا مصريا من مختلف التوجهات والانتماءات السياسية المهنية، معارضتهم لـ«المؤتمر الوطني الأول للشباب»، وفق بيان صدر عنهم.

وقال البيان: «المؤتمر يأتي استكمالًا لسلسلة عبثية من الحوارات الشكلية التي لم تسفر عن شيء، ولا تشهد اختلافا من حيث الشكل ولا المضمون عن دعوات سابقة لما سمى بالحوارات المجتمعية».

وتابع:«ممارسات السلطة تؤكد أنها لا تؤمن بالأساس بالحوار الديمقراطي الجاد، ولا تسمح بالاختلاف والتنوع، ولا تستجيب لأي مقترحات أو حلول بديلة»، معتبرين أن «المؤتمر محاولة لتزيين عورة هذه السلطة بالشباب؛ لأنه لا يوجد حد أدنى من الثقة في أن ما يخرج به هذا الحوار سيكون محل اعتبار أو نظر من السلطة».

وطرحت قوى سياسية تساؤلات حول جدوى المشاركة في المؤتمر، في ظل عدم تنفيذ توصيات المؤتمر الذي دعت إليه وزارة «الشباب والرياضة» المصرية في أبريل/نيسان الماضي، وخرج المؤتمر بسلسلة من التوصيات لم تنفذ حتى الآن، من بينها تمكين الشباب، وفتح المجال العام للمشاركة السياسية.

البداية الغير موفقة سياسيا، صاحبتها بداية سيئة فنيا وتقنيا، بحدوث عطل مفاجئ خلال مراسم افتتاح المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، لكن «السيسي» حاول تدارك الموقف، وعلق مازحا: «هو الكمبيوتر مزرجن ولا ايه»؟. ثم دعا لانطلاق المؤتمر الوطني للشباب قائلا «بسم الله الرحمن الرحيم ننطلق».

  حداد وقبلة

في محاولة لتذكير الحضور، بالحرب التي يشنها ضد معارضيه، دعا «السيسي»، حضور المؤتمر، قبل إعلان تدشينه، إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن الذين سقطوا طوال الفترة الماضية، بقوله: «اسمحوا لي أن نقف دقيقة حداد على أرواح شهدائنا شهداء الوطن، وتحية وتقدير لشهداء مصر اللذين سقطوا ويسقطون كل يوم لتبقى مصر».

وأضاف «السيسي»، خلال كلمته بالمؤتمر، «نجتمع اليوم لدعم الشباب رافعين شعار ابدع انطلق وبقوة شبابها ستحيا مصر»، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط «أ ش أ».

وفي محاولة لتلطيف الأجواء، وإعطاء طابع احتفالي للمناسبة، حيا «السيسى»، اللاعب المصرى «إبراهيم حمدتو» المشارك فى بطولة الأولمبياد البارالمبية من ذوى الاحتياجات، بعد أن تم عرض فيلما تسجيليا قصيرا عن «الإبداع والأمل» لتحقيق أحلام الشباب بفعاليات المؤتمر.

وقبّل «السيسى» عقب الفيلم، رأس «حمدتو» وسط تصفيق حاد من الحضور.

  قوائم المعتقلين 

لكن قضية المعتقلين فرضت نفسها على طاولة المؤتمر، الذي يأتي في ختام 2016 عام الشباب المصرى، المثخن بالعديد من وقائع الاعتقال والاختفاء القسري بحق نشطاء سياسيين، ومعارضين، أغلبهم من الشباب.

الدكتور «أسامة الغزالى حرب» طرح القضية على طاولة المؤتمر بشكل علني، خلال جلسة «تقييم تجربة المشاركة السياسية فى البرلمان»، قائلا إنه يأمل فى أن يعلن «عبد الفتاح السيسي»، العفو عن الشباب المصرى الذى لم يرتكب أعمال عنف ولم يصدر بشأنه أى أحكام قضائية نهائية حتى الآن، وهي الدعوة التي قوبلت بتصفيق كبير من الحضور، ما اضطر «السيسي» للرد، قائلاً: «هاتوا قايمة وهفرج عنهم بالقانون».

وأضاف «السيسي»: «محتاجين نخلى بالنا أن الدولة المصرية أمانة فى رقابنا كلنا، مين بيبقى عايز ولاده يحطهم فى احتجاز، أنا بقول كلام من جوايا وأرجو أنه يوصل لكم، ده مش موجود عندنا، أنا بقول تتشكل مجموعة من الشباب اللى موجود هنا ودى رابع مرة أعمل الحكاية دى لأنى ماليش مصلحة، ويراجعوا كل حاجة واللى هيعلنوه أمامى هوقع عليه طبقا للدستور والقانون».

ووفق تقرير «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» في 5 سبتمبر/آيلول الماضي، بلغ عدد السجناء السياسيين 60 ألف مسجون سياسي، منذ وصول «السيسي» للحكم عبر انقلاب عسكري في 3 يوليو /تموز2013.

ووثقت «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» (منظمة حقوقية مصرية) ١٠٠١ حالة اختفاء قسري خلال النصف الأول من العام الجاري، بمعدل خمس حالات يوميا.

وقالت «التنسيقية» الحقوقية، إنها رصدت منذ أحداث الانقلاب العسكري في مصر يوم 3 يوليو/تموز 2013، الذي أطاح فيه «عبدالفتاح السيسي» وزير الدفاع آنذاك بــ محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد، وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي، 2811 حالة اختفاء قسري من قبل الأجهزة الأمنية في مصر.

  «هيستنونا، ولا هيخرجوا علينا»

كانت الرسالة الأبرز والأخطر في خطاب «بلحة»، بدا أن الخطاب موجه للداعين إلى تظاهرات 11/11، والمعروفة إعلاميا بـ«ثورة الغلابة»، ضد الغلاء وارتفاع الأسعار، وتدهور الأوضاع المعيشية، وانهيار سعر الجنيه، واختفاء سلع أساسية كالسكر والأرز.

«السيسى»، خلال كلمته في الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني الأول للشباب، قال «إن التعليم هو أساس تقدم أي دولة، حيث إن التعليم ليس فقط معرفة علمية، وإنما هو يساهم في صياغة شخصية»، وفق «اليوم السابع».

وتساءل السيسى، «هل كان المصريين سيتحملون تأجيل كل شيء والاهتمام فقط بالتعليم، المصريون هيستنونا، ولا هيخرجوا علينا عشان عايزين يعيشوا، وأنا أريد أن أرى المصريين في أحسن حال؟».

وفي محاولة لتبرير الأوضاع المتردية في البلاد، تابع قائلا: «لازم المصريين يتعلموا.. بكام ومنين»، منوهًا إلى أن موارد الدولة حتى لو تم رصدها للتعليم فقط فهي قليلة، على حد قوله.

وأكد «السيسي» في ختام جلسة «التعليم المدمج.. رؤية جديدة للتعليم المصري»، تحمله المسؤولية، قائلا «أنا مسؤول أن الدولة تعيش ولا تسقط أبدا، وأن يكون بها تعليم وصحة جيدين ووظائف وإسكان للشباب مع معالجة مشكلة العشوائيات»، لكنه عاد وقال إن «هذه تحديات هامة تواجه الدولة وتعيق تطوير التعليم».

  «#الشباب_فين»

«#الشباب_فين».. كان الوسم الأكثر تداولا على موقع التدوين المصغر «تويتر»، واعتبره سياسيون في مصر ردا واضحا على مؤتمر شرم الشيخ.  

وكتب «باسم كامل»، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي المصري، قائلا «الشباب فين، هاشتاج بقى رقم واحد في نفس وقت مؤتمر شباب شرم الشيخ هو رسالة واضحة لأي حد عايز يفهم، أفرجوا عن الشباب الأول وبعدين حاوروهم»

وقال «خالد داود»، المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي، وأحد المؤيدين سابقا للانقلاب العسكري، في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التدوين المصغر «تويتر»: «هل مصادفة أن يكون عام الشباب هو أكثر عام اتقبض فيه على شباب لمجرد التعبير سلميًا عن رأيهم؟ ربنا يستر على عام المرأة، الشباب في السجن»، على حد قوله.

وعلقت الناشطة السياسية «إسراء عبد الفتاح» في تدوينة عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «الشباب محبوسين في السجون، الشباب محبوسين في البلد، ممنوعين من السفر، الشباب هاجر هربًا من الاعتقال، الشباب بيتخون في الإعلام ، الشباب بيتشوه في الفضائيات».

ورصد نشطاء على هاشتاج «الشباب فين»، أماكن احتجاز عشرات النشطاء المعتقلين في قضايا رأي أو صحفيين اعتقلوا أثناء ممارستهم عملهم.

وضمت الدعوة عدد من الهاشتاجات التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها«#الشباب_معتقل، #الشباب_محبوس_انفرادي، #الشباب_مختفي_قسريا، #الشباب_مهمل_طبيا_في_سجونهم ، #الشباب_اعتقل_وهو_بيعزي، #الشباب_اعتقل_وهو_بيشوف_ماتش، #الشباب_اعتقل_وهو_بيحيي_ذكرى_محمد_محمود #الشباب_اعتقل_وهو_بيصور».

وشهد وسم «هي_دي_مصر_يا سيسي» انتقادات واسعة لأضاع البلاد في ظل قيادة كانت تعد المصريين بـ«مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا»، و«بكرة تشوفوا مصر»، لكنهم استيقظوا على «ديون 4 تريليون جنيه، عجز موازنة360 مليار، عجز مدفوعات 26 مليار دولار، جزر بتتباع، سياحة مفيش، تصدير مفيش، شغل مفيش، سكر مفيش، 60 ألف معتقل» ، وفق تدوينة «جبر المصري» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وكتب آخر يقول «فين النيل والغاز والجزر والكرامة والاقتصاد والأمن والأمان والسلع الرخيصة…فنكووش»، على حد وصفه.

وتعاني البلاد وضعا اقتصاديا متدهورا، ونقصاً حاداً في العملة الصعبة، وتراجعا في إيرادات السياحة، والاستثمار الأجنبي، والصادرات، وتحويلات المصريين العاملين في الخارج، في مقابل ذلك يشهد الشارع المصري موجة جنونية من ارتفاع الأسعار، وندرة المعروض من سلع أساسية، وتدهور قيمة الجنيه، وارتفاع معدلات البطالة.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى